اللي يفكر يروح يحارب في سوريا يبقى خرونج لامؤاخذة..

وخرونج مفرد خرونجات..وهي كلمة عربية تعني .."مغفل واهبل"..شيخ قاعد في التكييف وبيخطب في الجامع المكيف وبعدين يركب عربية مكيفة ويروح يتفسح في الحديقة ويركب المركب في النيل وبعدين يطلع لك ع المنبر يقول حي على الجهاد يبقى أًصدقه ازاي؟!..

والمصيبة تلاقي فيه خرونجات كتير تصدقه...

لكن على رأي ابو الليف.."أنا مش خرونج"..علشان كده مش رايح سوريا... مع إن كلمة خرونج دي شوية على الأشكال دي، لأن فيه جوانب أخلاقية وفكرية تانية ممكن نحكم بيها على.."الخرونج"..دي من خلالها.

شوف ياأخي إنت وهو..ربنا سبحانه وتعالى وضع لينا شروط للجهاد علشان ينظّم العملية دي وما نروحش نبيع دمنا وعرضنا ببلاش، وكمان علشان نبقى عارفين إحنا بنجاهد مين وليه وفين وازاي..أما تقوللي أنا رايح أجاهد في سوريا كده من غير ماتعرف إنت بتحارب مين ولا ليه ولا ازاي..يبقى معلش انت .."خرونج يعني خرونج"..لأن اللي حصل بالضبط إن فيه شيخ طِلع وقالك الوضع هناك 123 وانت صدقته من غير استبيان، رغم ان ربنا قالك.."ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقُ بنبأٍ فتبينوا"..

وبما إنك خرونج فلم تتبين لأن الشيخ دا ثقة وعدل عندك، ولو قولت لي طب ما هو الثقة على أيام النبي كانوا بيصدقوه ولو واحد..أقوللك آه..كان الصحابة على أيام النبي كانوا في ميدان الجهاد مش قاعدين في التكييف وبيناموا مع نسوانهم ويبعتوا الشباب الغلابة يموت في قضية خسرانة، ولعلمك إن أغلب اللي بيروح سوريا بيموت، لأن ميزان القوة هناك غير متكافئ، وأمريكا وروسيا متفقين إن الوضع هناك يفضل كده وما يتغيرش، حكومة وجيش منظم بيحارب عصابات وأجانب جايين من برّه، يبقى على طول نفهم إن العصابات والأجانب دول مش عاوزينهم عندنا والأفضل نبعتهم سوريا علشان نخلص منهم وفي نفس الوقت نعلّم بشار الأسد حاجة ونهدّه شوية، وفي النهاية دولة سوريا مش هاتقوم ليها قومة تاني ولو بعد خمسين سنة.

ما علينا سيبنا من الكلام دا كله..إحنا قولنا إن فيه شروط للجهاد..تعالى بينا نعد الشروط دي شرط شرط.. علشان نعرف الإسلام قالنا إيه بعيد عن قالوا وقولنا:

الأول:وضوح الحق من الباطل، فهل هذا الشرط متوفر في سوريا؟..أي أن الحق أبلج والباطل لجلج-على رأي محمد مرسي؟...حضرتك لو نزلت سوريا هاتلاقي نص الشعب-على الأقل مع بشار الأسد، وبيقول على المعارضة انهم مرتزقة وإرهابيين..يبقى لو كان الحق واضح هناك ماكانوش دول وقفوا مع الحكومة ضد المعارضة.

الثاني:القتال تحت راية الإمام، ودا يعتبر أهم شرط يبطل بيه دعوة الشيوخ الهجاصين دول اللي بيطالبوا الشباب إنه يروح سوريا بشكل فردي،لأن الجهاد الحقيقي هو اللي يكون بجيش منظم وقائد معروف وعارفين سيرته كويس، إنما بذمتك لو روحت سوريا هاتبقى عارف مين هو القائد بتاعك؟!..أقطع دراعي إن لو مطلعش القائد بتاعك تخصص دعارة وخمرة وأفيون..دا لو ما كانش أمير من أمراء تنظيم القاعدة، وبكده يظهر لنا إن الدعوة أساساً قايمة على منهج القاعدة في الجهاد..العملية سخنت في دماغك قومت محوش لك قرشين وودعت أهلك وصحابك وبعدين روحت ميدان الجهاد...ياحلاوة ياولاد..!

الثالث: الإمكانية في الجهاد، والشرط دا عرفناه من أن الجهاد لم يُشرّع للمسلمين وهما في مكة قبل الهجرة، وقتها كانوا مستضعفين، وما ينفعش تكون ضعيف وتقوم تعلن الحرب، لأنك وقتها هاتموت يعني هاتموت..وهاتموت ببلاش من غير ما تكسب مليم احمر..يبقى بالفكاكة كده من غير ذكاوة نفهم إن الشرط دا مش متوفر في سوريا، لأن الإمكانية عند المعارضة مش موجودة..لا يوجد لديهم جيش منظم ومسلّح..ماعندهومش طيارات ولا دبابات ولا مدرعات ..كل اللي بيحصل إنهم بياخدوا دبابة والا اتنين غنايم حرب، وبعدين جيش بشار يقوم يضربهم باللي فيهم وكأنك يابو زيد ما غزيت...بشار بيقتل 70 أو 80 مقاتل على الأقل كل يوم، والسبب إن ميزان القوة هناك غير متكافئ بقاله سنين، لكن نعمل ايه..مافيه خرونجات بيروحوا وعينهم واعتمادهم على أنهم يروحوا علشان يموتوا مش علشان ينتصروا..!

الرابع: إذن الوالدين..والشرط دا بقى بالذات أقطع دراعي لو كان حد بيطبقه، لأن مفيش أب ولا أم يرضوا على عيالهم إنهم يروحوا مكان هما عارفين إنهم رايحين يموتوا فيه ويسكتوا...يعني باختصار لو العيال ماتوا يبقوا مش شهداء ولا حاجة لأنه لم يُؤذن لهم بالقتال، يعني قتالهم غير شرعي ولو ماتوا يبقوا فطايس...غير بقى كبيرة عقوق الوالدين ياعمونا ودي لوحدها تبقى مصيبة..

وبعد كل دا ييجي.."خرونج"..يقوللك لاااابد من الجهاد في سوريا والشيخ قال وماقالش..هي دي المصيبة، إن الشيخ يقول ويشحن واحنا ياعيني اللي ندفع التمن من أرواحنا ودمائنا وأموالنا، ومش واخدين بالنا إن الشيوخ دول قولنا عليهم زمان إن أمن الدولة بيحركهم، إذا كان أمن الدولة جندهم لحسابه يبقى أمريكا بجلالة قدرها مش هاتقدر ؟!..

خُد بالك ممكن يكون الشيخ مش عارف إنه متجند وبيعمل لحساب دول تانية، ولكن المخابرات بيبقوا عارفينه إنه اهبل وعبيط.."وخرونج"..ولما هايقول أي كلمة مش هايصدقه غير الخرونجات اللي زيه...والله والله والله لو هما عارفين إننا بنشغّل عقلنا لوقفوا عند حدهم من زمان....خلص الكلام..

سامح عسكر