جميع تيارات الإسلام السياسي أصبحت في مكاشفة صريحة إما نكون أو لا نكون، ولا أظنهم سيصمدون أمام هذا الضغط الشعبي والإعلامي الرهيب، فالفكرة الإخوانية انتهت عملياً، أما التنظيم فنهايته أصبحت مسألة وقت، وبما أن الإخوان هم رعاة الإسلام السياسي فستنهار معهم أفكارهم وتُمثل عدة مداخل للنظر في المرجعية والتراث بالعموم.

ولكن في تقديري أن هذه النهاية ربما تُنتج تنظيماً جديداً على غِرار ما حدث في تركيا من نهاية لتنظيم أربكان وخروجه مرة أخرى في صورة أكثر انفتاحاً في صورة أردوجان.

هذا التوقع مشروط بتمدد الجانب الآخر وعمله على الأرض.

وبالنسبة للتمثيل مع ما حدث في إيران فيعتريه بعض الاختلافات أهمها أن المذهب الشيعي كان له دور كبير في الحشد الشعبي لصالح الخوميني، وهي فكرة عاطفية قائمة على المظلومية الدينية، وكذلك لدور الشاة مع الأعداء الافتراضيون للإسلام والمسلمين، وكذلك لتعدد نُظم الاتصالات في هذا العصر وهو تعدد يصب في صالح فكرة المعارضة بالعموم.

جميعها مؤشرات تقول بأن القادم في مصر والمنطقة العربية سيشهد تغييراً جذرياً بإذن الله، وسيكون على مستوى القواعد الجماهيرية، وربما يطول أمد هذا التغيير ولكنه سيأتي حتماً، ولكن للأسف فالشواهد تقول بأن تكُلفة هذا التغيير ستكون كبيرة على الشعوب، وما يحدث في مصر وتونس وسوريا لهو تصفية حقيقية لمصادر التطرف والعُزلة "الوجدانية" عن الحضارة.