الأخ فلسطيني كنعاني،
مرة أخرى، لم ننكر أن الإنتماء الحالي مبني على أساس الحدود السياسية للأرض، لكننا نحاول الوصول إلى التعريف السليم للوطن دون مؤثرات خارجية (بقدر الإمكان).
بما أن فلسطين بحدودها واضحة اليوم للجميع، والفلسطينيون (حتى من لم تطأ أقدامهم أرض فلسطين) معروفين،فسيندرج جميع الفلسطينيين تحت راية أرض فلسطين الحالية، وهذا بديهي.
لكن هل لو لم تنقسم سوريا إلى دول ودويلات سابقاً فسنصل إلى نفس النتيجة؟
وهل لو ارتكب فصيل فلسطيني لا يمثّل الشعب بالضرورة حماقة بغزة وقرر الإنفصال لتكوين إمارة خاصة، فهل تسقط غزة من حدود انتمائنا كفلسطينيين؟
(وهذا ما حدث بالضبط في سايكس بيكو)
هل نحن منتمين للأرض نفسها، أم لتاريخ أهلها؟

منذ أكثر من أربعين عاماً والجولان السوري بالعشرين ألف سوري الذين يسكنونه مُحتل من قبل إسرائيل، فهل ترى في تغيّر انتماء الجولانيين إلى الأرض والدولة بدل التاريخ سليماً؟
ولنفرض جدلاً أن فلسطين تحررت بعد 60 عاماً، فهل يكون الجولانيين سوريين أم أنهم لسكان الأرض المحررة (فلسطين)؟ علماً بأن بينهم وبين دروز الجليل الفلسطينيين ثقافة شبه متطابقة تقريباً من الناحية الإجتماعية.

ما يجمعني بك وبالفلسطينيين الآخرين هو أننا عشنا نفس الحياة بصيغ مختلفة، وليس أننا ولدنا على بقعة جغرافية تنضوي تحت حدود سياسية واحدة، هناك نوع من الثقافة المشتركة التي تضمنّا، وأهداف وتطلعات نتشاركها تجعل منّا أخوة في الوطن، هذه الثقافة هي الوطن.
ولدعم وجهة نظري هاك مثال آخر، الفلسطينيين الشركس في الجليل هم طوارئ تاريخياً على الأرض الفلسطينية، لكنّهم وُلدوا بها ويعتبرون أنفسهم أصحاب أرض أصليين، فهل تعتبرهم أخوانك في الوطن أيضاً؟ علماً بأنهم ثقافياً واجتماعياً بعيدين عن فلسطين بعد روسيا عنّا، بل حتى أنهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي.
وإن أردت استعمال خدمتهم في الجيش مأخذاً عليهم، فخذ مثال دروز الكرمل ممن لا يُصنّفون أنفسهم كفلسطينيين أساساً، بل يُحاولون تقديم الغالي والرخيص ليُعاملوا كإسرائيليين في فلسطين المحتلة، لكن انتماءهم الحضاري والثقافي لفلسطين لا يُمكن إنكاره، فأغانيهم الشعبية هي من الفولكلور الفلسطيني إضافة إلى بصمتهم في تاريخ المنطقة.
الأرض ليست مقياساً، فكل من هي ودب يمكنه تشارك الأرض معنا، سواءاً كان دخيلاً أو أصيلاً، لكن تشارك الثقافة هو أمر لا يُنال بسهولة.
وللتوضيح، أنا لا أطالب بإسقاط حدود سايكس بيكو، لكني أرفض أن أرتب انتمائي بحسبها.

كل ود