الإقصاء يتجلى هنا، بما يجعل ما يصفونه من إقصاء الإسلاميين ليس إلا خيالات وردية،

ما نراه هو تطبيق عملي للإقصاء، فالديمقراطيون جدا لا مانع لديهم من انقضاض سلطة غير منتخبة على سلطة منتخبة وخلعها بالقوة.

هناك شعب نزل مطالبا برحيل مرسي، حسن جدا.. وما دور السلطة القضائية هنا؟ أليس التنازع يحل عند القضاء؟ أين محضر القضية ودفاع الرجل المنتخب عن نفسه؟ أم أنه كلما كره فريق من الناس رئيسهم خلعوه؟ ولأي شيء؟

القصة مو رمانة، القصة قلوب مليانة... والديمقراطية المزعومة ليست إلا لعق على الألسن، الديمقراطية تعني أن ننتخب من يرضى عنهم العلماني وجعفر علي، فإن انتخبنا غيرهم فلا بأس أن يأتي الجيش ليكنس هؤلاء.

لا يعني ذلك البتة أن مرسي سياسي صالح، أو أنه يجب أن يبقى على الكرسي.. لكن من يجب أن يبقى أو يزول يتم تحديده بطرق لا عسكر فيها، لأن العسكر ليس بأكثر من قوة لا شرعية لها إلا تحت السلطة.

كنت أعرف أن الإخوان سيصلون بالبلد إلى هنا منذ أن رضوا أن يحكموا في دولة غيرهم قبل سنة وأكثر، لكن لا يعني ذلك البتة أن نقبل بحكم العسكر لأنه يسعد العالمانيين العرب، الديمقراطيين جدا، الليبراليين جدا جدا جدا.

الإسلاميون ليسوا أقلية، وما صنعه العسكر أمس قد جعل حجة من منهم يرى سخافة الانتخابات وعدم جدواها قوية، بل جعلها هي وحدها الصحيحة، ولا ألومهم.. فأين نسير بالبلد بعد ذلك الأمر؟

ثم هب أن الإسلاميون سلموا، وأنا أرى أنهم ينبغي أن يحفظوا قوتهم اليوم ولا يعرضوا أنفسهم للقبضة الحديدية، هب أنهم سلموا، فسيأتيكم بعد ذلك رئيسا لمصر إن لم يكن من العسكر ليس إلا رئيس في قفص يقول ما قال له العسكر كما تقول الببغا. ومصير مرسي ماثل أمامه إن أراد أن يتحرر.

سلمولي كثير على الديمقراطية، رح نشتاقلها.