(07-06-2013, 02:15 AM)خالد كتب:  ممكن تفرجينا هالدولة الثيوقراطية المزعومة يللي عملها مرسي يا علماني؟ يعني لو كان فعلا عمل دولة ثيوقراطية كان العسكر ما قدر ينط على مركزه كرئيس جمهورية انتخبوه المصريين.

بعدين ممكن تشرحلنا شو صفته الرسمية للعدلي منصور تبعك؟ غير انه دندول حطه الطاغية السيسي؟

سهل التنميط، وسهل القفز على المبادئ، لأنها لا تعني شيئا إلا إن أوصلت جماعتك للحكم وخصومك للسجن.

هناك من المصريين من يرفض رئاسة مرسي، بس هناك كمان من يريدها، والا شو اسمهم هظول يللي طالعين بالشوارع في رابعة العدوية وكوبري 6 وغيره؟ شو اسمهم أهل الأرياف؟ بسهولة بتشطب من يرى غير رأيك.

اطلع من عهد الخمسينات والستينات يا علماني، زمان الانقلابات العسكرية "العلمانية" ولى وراح.. بدك تعلمن مصر تفضل على الساحة ورجينا شغلك، مش تركب دبابة وترفع بارودة.. تفضل على الساحة علمن قد ما بدك، بدون انقلابات.

بدك تعزل الرئيس مرسي، في شي بالبلد اسمه سلطة قضائية، تحكم بين المتخاصمين، وتثبت على الرئيس مرسي أنه ثقرط البلد، ساعتها بتحكم المحكمة عليه بالثقرطة وبتكلف الجيش أو الشرطة بذلك، حكم المحكمة نافذ وهي سلطة قائمة بذاتها، بس صرامي العسكر مش سلطة ولا يمكن أن تحل الأزمة.

تفضل، هالملايين من الطرفين شلون هلأ رح تفلت على بعض، وشلون رح ينزل دم غالي بين الطرفين.. طبعا بس الإخوان يللي عم يسفكوا دم، تنميط جاهز جاي معلب من عصر الأحزاب الخشبية تبع الخمسينات.

تجد الأصل "للثيوقراطية" يا سندي في المادة الثانية من "الدستور" التي تكرّس حكم رجال الدين. أما "عدلي منصور" فهو "رئيس مصر بالوكالة خلال الفترة الانتقالية" بعد أن "خلع الشعب الشرعية عن الرئيس المفسد وجماعته الآبقة" و"خلى المنصب "فعلياً" من رئيس يمثل الشعب.
يعني، عندما يخرج نصف الشعب المصري إلى الميادين على كامل "بر مصر" ويندد بالحكم ويطالب بخلع الرئيس فإن الرئيس قد خلع "فعلياً". هذا ما حدث مع "مبارك" أول أمس وهو ما حدث مع "مرسي" أمس،حذوك النعل بالنعل.
ما اسم هؤلاء الغاضبين اليوم؟ اسمهم "غاضبون" نتيجة لما حدث أو "خوارج" العصر على أفضل تقدير. وهم في معظمهم من "رعاع" الحركات الأصولية الذين لا يعبّرون بشيء عن "الوجه الحضاري لمصر"، مصر التي أشرق نورها على منطقتنا 170 سنة، في الفترة الزمنية بين "محمد علي" و"جمال عبدالناصر".

نعم، هذه الثورة أعادت فجأة "الوجه الحضاري لمصر" إلى الساحة، مصر "الأدباء والشعراء والعلماء والفنانين"، "مصر التبادل الحضاري والانفتاح" التي رفضت أن تموت خنقاً تحت "كمّامة الإخوان والسلفيين" وبيد هذه الوجوه الغبراء الخارجة من القرن الرابع الهجري، والتي هجمت على منطقتنا منذ 3 عقود مثل هجمات "التتار" على الشرق أيام "هولاكو" و"جنكيزخان".

مع هذه "الثورة الثانية المباركة" (بعد اختطاف الأولى على يد الرجعيين) بدأت أشعر بأن مصر "اسماعيل مظهر" و"الشيخ محمد عبده" و"قاسم أمين" و"جرجي زيدان" و"سلامه موسى" و"طه حسين" و"أحمد لطفي السيد" و"سعد زغلول" "وفاطمه اليوسف" و"نجيب محفوظ"، مصر "الديوان" و"أبولو" "وعبده الحامولي" و"أم كلثوم" و"عبدالوهاب" و"جورج أبيض" و"تحية كاريوكا" لم تمت تحت ركام "ذباب الموائد القديمة" وفي مغائر "خفافيش الظلام" أتباع "مصر الأخرى"، "مصر حسن البنا وسيد قطب وعبّود الزمر" وهذه السحن المغبّرة التي اقتحمت عالمنا في ظلمة ليل حالك.

وجه مصر الحضاري وإشعاعها الفكري والأدبي والفني لم يصنعه ولم يشارك فيه هؤلاء المجتمعون في ميدان "رابعة العدوية" اليوم، بل كانوا عبر تاريخهم أعداؤه ومناهضوه. لذلك فثورة اليوم هي "ثورة الحضارة والتمدّن" و"تصحيح مسار مصر" نحو غد أفضل وأجمل وأكثر إشراقاً.
طبعاً، لن يضمن أحد لمصر هذا، "فكل نفس بما كسبت"، ولكن هذه الثورة أعادت الأمل والأمل فقط باسترداد مصر لوجهها الجميل المشرق كي تصبح "بهية" "بهية" بحق.

واسلم لي
العلماني