(08-28-2013, 01:22 AM)Dr.xXxXx كتب:  التدخل الخارجي أصبح محتوماً كما تشير كل التقارير والأخبار من الصحف المحترمة، وانتهاء مأساة سوريا صارت قاب قوسين أو أدنى بعد أن يعلّق نيرون العصر على خازوق ثوري لتبدأ مرحلة اعمار في ظل الحرية التي ثار لها الشعب.

يبقى السؤال المعلّق هو متى يتم هذا التدخّل وبأي حجم وما هي الدول التي ستشارك، فقد يكون الأمر الليلة أو ليلة الغد أو الأسبوع القادم، وقد يتم التركيز على دك المواقع العسكرية جوياً أو يتم الأمر بصورة أوسع عبر تمرير سلاح ثقيل للثوار يرجّح كفتهم، أما الأكيد أن أيام النظام في سوريا وحزب الله باتت معدودة، ونتمنى فقط أن لا يتفاقم جنونهم ليورّط الشعب في مشاكل هو في غنىً عنها بعد ذهابهم كاستخدام السلاح الكيماوي بصورة كبيرة ضد الشعب ودول الجوار -خاصة اسرائيل- التي لن تتوانى عن التدخل أرضياً في هذه الحالة.

تمرير السلاح للجيش السوري الحر سيعطيه الأفضلية على الكتائب الاسلامية المتشددة، اذ أن السوريين سيسحبون البساط من تحتها ويبقوها دون قاعدة شعبية وبالتالي لن يجدوا مكاناً ينفذون فيه شهواتهم من قطع ورجم وجلد وسيعودون تباعاً كلٌّ إلى بلده، أو أن الجيش الحر سيواجه فترة صراع أخرى يقضي فيها على نفوذهم (لكن أتمنى أن يقبلوا بالدخول تحت جناح الجيش السوري الحر، فلهم فضل في هذه الحرب لا يمكن انكاره).

أنا مش قادر أفهم أين النموذج الذى تستندون إليه وأنتم تتتفائلون هذا التفاؤل منقطع النظير ؟!

إنتهاء مأساة سوريا صارت قاب قوسين أو أدنى ! يا صلاة النبى ! بأمارة إيه ؟

وما الذى يمنع تفاقم جنون النظام بحيث يسير السيناريو وفق ما وصفت ؟!

من الذى يتوهم أن الضربات الجوية والصاروخية ستقضى على النظام والأهم أتباعه ومؤيديه ! ومن الذى يعتقد أن النظام فى سوريا سيقف مكتوف الأيدى أمام تلك الضربات ! وماذا لو تم جر إسرائيل لتلك الحرب من منطلق أنها الهدف الأقرب والأسهل بالنسبة للجيش السورى وميليشيات حزب الله من جملة الأهداف المعادية ؟!
إذا لم يستهدف القصف التجمعات السكانية المدنية فلن يتم القضاء على بشار ونظامه , فهو لا يجتمع بحكومته فى المواقع العسكرية ولا ينام فى المطارات الحربية وبالتأكد ليس فى القصور الرئاسية ! ومهما ضعف النظام ومهما دمر من مواقع فسيظل هناك جيش موال وستظل هناك أليات ومعدات عسكرية , فإذا حدث توازن بين الجيش السورى والجيش الحر فسيبقى الحال على ماهو عليه , وإذا تفوق الجيش الحر فلن يختلف الحال كثيرا , فبصرف النظر عمن يحكم سوريا فلن تتوقف أعمال القتال والتفجيرات وسقوط ألاف الضحايا ودور حزب الله فى سوريا لن ينتهى وستظل سوريا ملعبا لأربعة فرق مسلحة بصرف النظر عن أيها يقبض على مقاليد الحكم , الجيش النظامى والجيش المعارض والكتائب المتشددة وحزب الله بالإضافة للاعبين جدد قد تستهويهم المباراة فى الملعب السورى !

هل يتوقع أحد تدخل عسكرى على الأرض ! وهل يمكن عقد مقارنة بين المشهد العراقى والمشهد السورى فى حالة هذا التدخل ؟ طيب هل يمكن التخيل أن السيناريو الليبى قد يتكرر فى سوريا بحذافيره بحيث يتم دعم الجيش الحر جويا وصاروخيا ضد الأهداف العسكرية فينهار الجيش السورى ويتم إلقاء القبض على بشار وقتله ضربا بالنعال وينتهى النظام ؟!

ثم من الساذج الذى يتوهم أن تلك الحرب فى سوريا إندلعت وستنتهى ؟ من الذى يتوهم أن أمريكا وأوروبا الله يسترهم يهمهم أمرشعوبنا ويعملون لصالحها ؟ تلك الحرب إندلعت لتظل مشتعلة وكل ما يتم إتخاذه من قرارات وإجراءات هو فى سبيل إبقاءها مشتعلة , فالتدخل العسكرى اللأمريكى الأن هو لدعم المعارضة قبل القضاء عليها , وكذلك فهو تدخل محدود حتى لايتم القضاء على الجيش النظامى , ولن تنتهى تلك المؤامرة على المنطقة قبل أن تتخلص شعوبها من سذاجتها وطفولتها السياسية وقبل أن يخرج من بيننا صلاح الدين المعاصر .