(09-18-2013, 04:50 PM)عاشق الكلمه كتب: لا تحدثنى عن التاريخ الدموى وأربعون عاما من الفساد والقمع والديكتاتورية , فلو كانت سببا من ضمن الأسباب لقامت تلك الثورة حين تصديق مجلس الشعب السورى على تعديل الدستور عام 2000 ليتيح لبشار إعتلاء السلطة , لكن مرت الأمور مرور الكرام لماذا ؟؟ لأنه لم يكن هناك شرق أوسط جديد ولا فوضى خلاقة ولا رغبة فى الإطاحة بنظام الأسد !
الواقع القمعى أمر طبيعى حين تكون الثورة مشبوهة وليست ثورة إنما مؤامرة , كل الدول وكل الأنظمة ستعمل على قمع أى فوضى هدفها العمل على إسقاط النظام لتنفيذ أجندات خارجية .
بعد الحالة السورية عن الحالة المصرية لا يعود الى حكمة النظام , إنما عائد على قوة الشعب ووحدته وترابطه , فى مصر الشعب هو من يرفض أية تدخلات خارجية وأى حد بيتكلم عن تدويل الأزمة السياسية المصرية هو خائن وعميل , لكن الوضع السورى يختلف عن الوضع المصرى لإختلاف الشعبين .
ثم أن الأمريكان لا يهدفون للإطاحة بالأسد فقط , فقد إستهدفوا مبارك ايضا ورحل , وهى ليست مجرد تخمينات , لكن عندما تنكر ان امريكا تعمل على زعزعةإستقرار انظمة الحكم فى المنطقة وصولا الى الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد أعدك بالا أقبل اى حديث عن نظرية المؤامرة .
نفس العذر التافه كل مرة، لماذا لم يثر الشعب سابقاً!!
يا سيدي الشعب كان مطنش وأهبل وخائف ومستهتر، وجاءت الساعة التي فاق بها على حاله وقرر أن يقوم بالثورة..
وعلى نفس المنطق الذي تفكر به، لماذا لم تقم أمريكا بخطواتها نحو الشرق الأوسط الجديد قبل 10 أعوام؟ ألم تكن هذه الخطوة مكتشفة ومقررة بعد؟
هي نفس التبريرات كلما قام معتوه شرقي بأي فعلة غبية تثير العالم في ال 25 سنة الأخيرة أو ربما أكثر، فيُنسب الأمر إلى الشرق الأوسط الجديد، منذ سقوط الاتحاد السوفييتي ثم اتفاقية أوسلو وما تلا ذلك من أحداث حتى الثورات العربية وخطة الشرق الأوسط الجديد تشكل مصدر إلهام ربّاني لكل البارانويين ونخص منهم العرب.
أصبح من السهل اليوم أن تجد شخصاً لا يؤمن بالقضاء والقدر لكنه مقتنع تماماً بأن أمريكا والغرب يسيّرون ثلاث أرباع دول العالم على مزاجهم وأنه لا شيء يحدث إلا بأمرهم وتخطيطهم، فاذا قرر شعبٌ ما أن يثور على نظامه وفشِل أصبح الأمر فوضى خلاقة، وإذا نجح كان ذلك انتصارا على الخطط الشيطانية والمؤامرات الكونية التي تحاك ضده من قبل النظام، بينما الشعب هو مجرد قطع شطرنج أو عاهرات يمتطيها الروسي والأمريكي ليحققوا مآربهم دون أن يكون لهم خيار من أمرهم.
أحضر لي سبباً واحداً فقط لكي لا يثور الشعب السوري على النظام وقد أقتنع ربما أن في نظام الأسد خير مستور قد ذهب، أما أن تكون الحجة هي أنهم لم يثوروا سابقاً فهي حجة من لا حجة له، مجرد لخبطة عقلية واصطدام فكري بين المرء ونفسه سببه سوء الفهم المزري للواقع.
أنت تريد أن تركّب الواقع بما يتلائم مع ما تملكه من "فكر" مستند إلى التاريخ، فإذا خالف الواقع فهمك فهو خطأ في الواقع وليس عندك، وطالما علمت أن الشعوب العربية لا تثور فالأمر إذن مؤامرة.
تظن أنهم خلعوا مبارك لأن ذلك في مصلحتهم بغض النظر عن التضييق المصري في عهد مبارك على غزة وحماس، أكبر خطر على اسرائيل، وتتجاهل اتفاقية الغاز المصرية الاسرائيلية وتأمين سيناء من المسلحين الذين استفاقوا الآن وتتجاهل العلاقات الحميمة بين مبارك وكل الأنظمة التي تريد سوءاً بأمتك العربية وتفترض ببساطة أنهم استهدفوه ليضعوا بدلاً منه الإخوان المسلمين، الراعي الرسمي لحماس غزة والأب الروحي للإسلام السياسي في العالم باستغفال أسطوري لشعبك العظيم.
وبالنسبة الواقع القمعي فهو كان واقعاً حتى قبل الثورة، وما حصل بعد الثورة هو مجرد إضافة بهارات للنهج الأسدي، فحماة في ال82 قدمت عشرات الآلاف دون ثورة مسلحة واسقاط نظام ومؤامرات وأجندات خارجية.
أما الحالة المصرية ووحدة الشعب وترابطه والخ.. فتُسأل عنه إذا ما قام الجيش بمجازر وقصف جوي وبري ضد الشعب كما فعل الأسد في سوريا، أما أن تقارن مظاهرات سلمية لمدة 48 ساعة بالحرب في سوريا لتتشدق بعدها بترابط شعبك وحكمة نظامك وتدويل "الأزمة" فهذا ليس المكان المناسب.
أكرر سؤالي والذي يهمني أكثر من أي كلمة في ردك على حديثي، ما هي مصادرك المعلوماتية لمعرفة أن أمريكا كانت تطمح للإطاحة بالأسد وتدمير سوريا قبل الثورة؟