"الأسد الزائر في عش الأفاعي" تحوّل الآن الى "المرتزق الموسادي". ذكرتني مرّة بأحد مؤيدي النظام الذي وصفني ب"الفلسطيني العبراني"، كيف جمع الصفتين مع بعض مش عارف! أي رص للكلام والسلام، وعجبي!

لم يكن النظام خاسرا لو سمع تحذيرات عزمي بشارة له قبل حمل المعارضة للسلاح في سوريا، وذلك في بدايات الحراك السوري، فقد حذّر من التصدي العنيف لرغبة الشعوب في التغيير في المشرق العربي، لأنه ذات تركيبة طائفية قومية تختلف عن تركيبة مصر أو تونس، وسيؤدي عنف الأنظمة فيه الى تفتيت بنية الدولة وانقسام المجتمع الى تركيبات بدائية، وهو ما حدث بالضبط في سوريا. ومع أن الدكتور عزمي طالب بإصلاحات يقودها النظام، لكن النظام منحط ولا يسمع إلا لنفسه.



خطاب عزمي بشارة على قبر حافظ الأسد هو تلفيقة سخيفة، فالخطاب بعيد كل البعد عن طريقة الدكتور عزمي في الكتابة، التي تتميّز بالتكلّف وإدخال الكلمات في متاهات مصطنعة حين يكتب في الأدب، والحديث في نقاط عامة مع ومضات من النقاط الفرعية هنا وهناك تجعل المستمع يتوه أحيانا، هذا حين يكتب في السياسة والإجتماع.

بالنسبة للتسليح فالدكتور واضح في قوله أن حمل السلاح في بداية الحراك السلمي كان فرديا وفي حالات دفاع عن النفس أمام جهاز تشبيحي قمعي منظم، لذلك لا داعي للي عنق الكلام. ثم ما قيمة كلام عزمي بشارة عندكم أمام كلام بشار الأسد الذي قال أن السلاح بدأ "بعد رمضان":



مع إختلافنا مع عزمي بشارة في بعض النقاط (وأحيانا بشدة) إلا أن الرجل حالة أكاديمية نادرة في الوطن العربي ومفكر حقيقي ورجل فكر لا يجوز إختزاله في مقال رخيص، خاصة وأنه ينتقد المعارضة أيضا بشفافية.

ضربة غير موفقة يا زميل رفيق.