لم تكن سوريا ومصر لتربحا الحرب و"حلفاءهما" الظاهريين المكرهين كان أهمهم السعودية, كانت سوريا تعول على دعم الجماهير العربية كي تنهض فيهم روح الأمة العربية كما حاول الزعيم الخالد عبد الناصر(رغم أخطاءه ).

حرب تشرين المجيدة لم تنجز لتكون الأولى ولا الأخيرة لولا إتفاقية الإستسلام التي قام بها نظام السادات مع إسرائيل من طرف واحد أي بدون إسشارة سوريا ! ولولا ضعف العلاقة مع العراق التوأم , لا بل أن إيقاف الحرب من الجانب المصري بعد مسرحية محاصرة الجيش الثالث لم تكن إنسحابا وحسب من الحرب لكنها برأيي كانت طعنة غادرة في صدر الجندي السوري والمصري أريد بها للقوات الإسرائيلية أن تدخل دمشق وتنهي نظام الحكم وتستبدله بحكومة عميلة, عندها تحركت القيادة السوفيتية فورا لإيقاف هذه المهزلة لأنهم كانوا طرفا داعما لوطننا الغالي.


أما المثقفين البرجوازيون الصغار ومن بروجهم العاجية فلا يرون القيمة الإيجابية في الكفاح ضد العدو الصهيوني ولا هم في أدنى أحوالهم قادرين (حتى في إفتراضهم أن الحكم السوري لم يكن جديا ) قادرين على رفع الروح الوطنية وتخليد شهداءنا الذين "لم يكونوا يعرفون بلعب الأنظمة" ولا إعتبارهم مثالا يحتذى به للمعركة "الحقيقية" , هؤلاء يخلطون عمدا ما بين "ستالين" وبين "الجيش الأحمر" الذي حمى البلاد بل تشربوا خمر "البيرسترويكا" ونهلوا من "حِكم" السكير يلتسن!
أزمة سورية في أحد جوانبها هي أزمة المثقف الغائب