اتهام الديانات بالعنصرية هو نتيجة تفكير و استنتاج سطحى لا ياخذ بالاعتبار ان الاديان الابراهيمية كما يسميها الزملاء المتهمون نشأت فى بيئات معادية لها جدا ، و عملت على استئصالها و تعرض المؤمنون الاوائل لاقصى درجات العنصرية و الابادة و الحجر الفكرى ، و فى بداياتها لم تطرح هذه الاديان اى دعوة ممكن الاشتباه بعنصريتها بل حاولت التعايش مع الطرف الاخر الذى رفض حتى الاعتراف بها و حاول القضاء عليها بكل السبل و من ضمنها الاجرامية و العنصرية و الابادة .
و بعد سنين طويلة من الدفاع عن النفس و الدعوة للعيش المشترك اضطرت هذه الديانات للدفاع عن نفسها بالقوة اذ صار الموضوع صراع بقاء و ليس ترفا فكرىا او عقائديا او جدليا ، و تم الاعلان ان الطرف الاخر عدو ميئوس من اصلاحه و لا يوجد الا الحل العسكرى لتحديد من الاجدر بالبقاء .
من هذا المنطلق فهذه الديانات صار مشروعا لها انسانيا ان تتعامل مع عدوها بقوانين و منطلقات قاسية تحمى هذه الديانة ، و تحفظ ارواح اتباعها المؤمنين .
و اضرب لذلك مثلا
عندما يرفض العربى و الفلسطينى تحديدا التعامل الاقتصادى مع الاسرائيلى او مشاركته فى دورة رياضية او اى مجال انسانى ، فالسطحيون سيعتبرون ذلك عنصرية دون التدقيق بتفاصيل القضية ، و لكن المدقق بالموقف يتفهم ان العدو الصهيونى ارتكب جرائم و اتبع اساليب حقيرة و عنصرية و اجرامية جعلت الفلسطينى و العربيى لا يقبله شريكا فى المجالات الانسانية .
بالعودة الى موضوعنا طبقوا هذه الامثلة على الديانات ستجدونها مقارنة مع زمان و تاريخ نشاتها و المعطيات التى حولها بانها تقدمية و غير عنصرية ، و للاسف اتباعها اليوم هم الذين اصروا على البقاء باثر رجعى يمتد لآلاف السنين ، و يطبقون مواقف الدين الدفاعية و التحصينية على حالات لا تمت بصلة للحالات التى دافع الدين وقتها عن نفسه .
و اخيرا
اود الدفاع عن نقطة تطرق لها دكتور اكس تؤرقه و هى افضلية اهل البيت التى جعلها عنصرية .
الافضلية فى القران ليست للعنصر و لا للفكر و لا ادعاء الايمان ، انما الافضلية للايمان الذى يترجم الى عمل مؤثر ينفع الناس و ما اصطلح عليه القران الكريم بالعمل الصالح .
أهل البيت افضليتهم من هذا المنطلق ، فهم المؤمنون الذين ترجموا ايمانهم الى اعمال صالحة خارقة للطبيعة البشرية ، و هم تصدوا لاخطر المهمات فى الدين الاسلامى ، و قدموا كل ما يملكون فى سبيل الاسلام و الانسانية ، و لم تكن الافضلية من باب الاستعلاء ، و التمييز لمجرد العرق ، و ليست افضلية تجعلهم يرتاحون و بقية الناس تعمل ، فالعكس هو الصحيح ، فهى افضلية تشريفية يترتب عليها تكليف ، يتطلب تضحيات عظيمة و بذل كل شئ غالى دون الهدف الاسمى .