الوطن العربي
التفضيل لم يسبق العمل ، بل التفضيل كان نتيجة العلم الربانى بما لا تعلمه الخلائق ، فالله سبحانه و تعالى علم صدق ايمان المفضلين من اهل البيت ، و علم الله منهم العمل الصالح الناتج عن الايمان الصادق ، ففضلهم و اعلن تفضيلهم ، ثم اظهر للناس سبب تفضيلهم باعمال صالحة ظاهرة للخلائق دلت على الافضلية ، و قصة تفضيل ادم فى القران و اثبات الافضلية للملائكة تدل على سبب تفضيل اهل البيت و تساؤل الناس فياتى الاثبات بالاعمال الصالحة و التضحية الخالصة التى لا يقدمها اى انسان .
بالنسبة لسؤالك لماذا لم يترك الباب مفتوحا
فالواقع انه تعالى ترك الباب مفتوحا الى يوم القيامة ان يستطيع انسان ان يقدم ما قدموا ، و فى عصرهم على وجه الخصوص
و اليك بعض الامثلة
عندما اقتحم عمرو بن ود الخندق و دعى المسلمين للمبارزة باسلوب استفزازى حيث اعلن انه سيلحقهم بالجنة التى يدعون و انه يريد ان يذهب الى جهنم التى يعدونه بها ، و بح صوته و هو يناديهم للقتال ، و الرسول الاعظم يسالهم من يخرج له و انه يضمن لمن يقاتله الجنة ، و فى كل مرة يتقدم الامام على عليه السلام بالرغم من صغر سنه ، بينما خاف الجميع و لم يتطوع احد منهم للمبارزة ، فالرسول منع الامام على عليه السلام ثلاث مرات على الاقل ليترك الباب مفتوحا للافضلية ، و لكن لم يطق احد تكليف الافضلية الذى دعا اليه الرسول الاعظم ، بينما تلقفه الامام على عليه السلام دون اى تردد .
و هناك امثلة كثيرة لا تحصى تثبت افضليتهم بالاعمال و ليس مجرد اوسمة و نياشين يحصلون عليها لمجرد قرابتهم للرسول ، و باب المنافسة كان مفتوحا و غير مغلق فلم يستطع احد ان يتحمل تكليف الافضلية و ثمنها و ثقلها الا المعصومين من اهل البيت عليهم السلام .