(10-17-2013, 01:33 AM)Rfik_kamel كتب: "إم الولد "مختبئة وتماطل في الذهاب لجنيف أو أي حل سلمي يوقف النزف ,هذه أم داعش وأم نصرة تأكل أبناءها وأبناء بلدنا وشرهة لشرب المزيد من جرار الدم :
"اما هذه الصورة فانها ليست من مشهد تمثيلي لفيلم عن غزوات قبائل شبه الجزبرة العربية.. بل لقطة لاحد قادة "الثورة السورية" في دير الزور وهو يستعد لتنفيذ "شرع الله" بجندي سوري
انها الثورة يا اشعث.. انها الثورة"
نظرت لهذه الصورة عدة مرات و فكرت مليا كيف اعلق عليها
أن كانت الصورة تمثيلية، لا يمكن سوى أن أقول لمن قام بها: كسر الله أيدكم على هذا العمل المخجل
و أن كانت حقيقة، اسأل نفسي ماذا تلاه، لو فرضنا صحة القول ان الشخص الذي يحمل السيف قد قطع رقبة الجندي الذي كان يخدم عصابة الأسد، أقول لهم تفووووووووووووه على هيك قتلة و مجرمين لا يحترمون الأسرى...
و لكن يابن بلدي، أنت الذي ربما كان يسكن بمنزل مقابل منزلي، هل فكرت يوما كم تكرر هذا المشهد بسجون الأسد؟؟؟
هل فعلا لم تسمع و لم تصدق ماذا كان يعمل الجنود الذين كانوا يخدمون عصابة الأسد بمن يمسكون بهم من أصحاب الذقون؟؟
عندما ترى أبو ذقن يمسك يبد سيفه و باليد الأخرى رأس عسكري، و بدون أن تعرف ماذا عمل هذا العسكري بدأت تتحدث عن شرب الدماء، و تصرخ انها الثورة يا اشعث.. انها الثورة..
كيف سيكون موقفك لو اخذ كل من الممثلين بهذه الصورة مكان الأخر...
لتكن على ثقة، أنك لو نظرت لنفس الصورة بالمرآة و قلبت الأدوار ستدرك ماذا كانت تعيشه بلدك و بلدي منذ عقود.
و لكنك عندما تنظر لهذه الصورة بالمرأة و قد انعكست الأدوار، ستعطي كل المبررات للعسكري الذي يقطع رأس أبو ذقن و ستتناسى حقوق الإنسان و حتى حقوق الحيوان...
ستعطينا محاضرات حول المؤامرة و حول الخيانة و حول العمالة و العنصرية و الطائفية و التطرف و القاعدة و الاندساس و كل ما يجري خلف هذه الشعارات الرنانة.
لو عكست الأدوار بهذه الصورة سيتضح لك كيف عانى مئات بل ألاف السوريين بسجون رئيسك..
ربما و أنت ببرجك العاجي، عمره لم يأتي احد ليروي لك كيف فقد صديقا أو اخ أو قريب بعد أن وقع بين أنياب جنود الأسد و لم يخرج.
فهل تسمح لي أن اروي لك باختصار قصة رفيق طفولتي و شبابي : " ح أ".
تعرفت عليه بالصف السادس الابتدائي، و رافقني طوال المراحل الدراسية التالية، بالوقت الذي كان زملائنا يلعبون "بالكلال، و الطميمة" كنا نتعاون على حل مسائل الرياضيات و نفكر بتفسير القصائد، أو نذاكر دورس التاريخ و الجغرافيا.
"ح أ " كان قمة بالوطنية، و الأخلاق و بالبساطة و رقة القلب وهدوء الأعصاب لدرجة أن القط كان يأكل له عشائه.
والده كان احد مؤسسي القوى البحرية السورية، أحيل إلى التقاعد و هو في أوج معرفته العسكرية بمجرد استلام البعث للسلطة، و عندما كان البلد بأمس الحاجة له... و لكن أفكاره العقائدية لا تتناسب مع الأفكار البعثية المممممممممممممممممممممممنورة .
أثناء الدراسة الجامعية و عندما بدأ الكفر و العلمانية تجري بعروقي، تفارقنا قليلا، و لكن المودة لم تنطفئ بيننا، دعاني للمشاركة مع شلة الشباب المتدينين بدروس الدين، و لكني كنت أفضل صرفة مدرسة البنات، و مقصف الجامعة، و ربما هذا ما أنقذني، فعندما اشتعلت أحداث الثمانينات التقطوهم ـ أي شلة دروس الجامع ـ واحدا واحدا.. كان اغلب الشباب طلاب جامعة و مثقفين و مهندسين و أطباء، و انا شبه واثق أن أغلبهم لم يحمل سلاح و لم يطلق و لا رصاصة على أي عنصر امن، و لكن ما جمعهم هو معارضتهم لنظام الحكم. و تمسكهم بتعاليم الإسلام.
تخرجت من الجامعة و بقي صديقي "ح أ" بسجون الأسد، انقطعت اخبراه إلى أن التقيت بالصدفة، بعد أكثر من عشرين سنة، احد أفراد الشلة و قد كان من القلائل الذين بقوا على قيد الحياة، سألته ماذا حصل بـ ح أ؟؟
قال لكي، المسكين أعدموه بعد أن اعترف بأنه بتنظيم الأخوان.
غرقت عيني بالدمع،" ح أ" الذي عرفته طفلا و شابا مثل الحمل الوديع، رقيق الأحاسيس، مرهم المشاعر، مثقف، قمة بالأخلاق، متفوق بدراسته، هذا هو مصيره؟؟؟
يا لوعتي.
هذه قصتي، و ليست مقتبسة
و منذ أيام، اسمع الكلب الكذاب، يقول بمقابلة صحفية أن قانون الحكم بالإعدام لكل من ينتمي لحزب الأخوان لم يطبق على احد..
ربما كان هذا السفاح يقصد أنه لم يحاكم احد بهذه التهمة، بل اعدموا جميعا بدون محاكمة، لمجرد الاعتراف تحت التعذيب...
"ح أ" ليس الشخص الوحيد الذي اعرفه و قد قضى نحبه بسجون الأسد، و ممن اعرفهم شخص أخر يقربني، أبوه كان من كبار الإقطاعيين، و كان سكرجي، و لاعب قمار و يلحق نسوان،، و لكنهم اتهموه أخوان و قضى أيضا على أيدي سفاحي الأسد..
فيا أستاذ رفيق، صورتك يمكنك أن تنقعها و تشرب مائها..
فثقافة ذبح السجناء و الأسرى علمنا عليها جنود و عناصر قوى امن الأسد منذ عقود، و هي تجري بعروق كل السوريين الذين عاشوا خلف جدار الخوف أربعين عاما..
ليس دفاعا عنهم، فلا توجد أي قيمة أخلاقية أو إنسانية تبيح ذبح السجين، و لكن ماذا تتوقع من ابن ابو ذقن و قد فقد أباه أو عمه أو أخوه الأكبر بسجون الأسد، ماذا تتوقع منه عندما يكون بموقع قوة و يمسك بعنق شخص من سلالة السفاحين هؤلاء.
هل تعتقد أن سيركع له و يقول سامحني خويييي