حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1690) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1690) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1690 eval
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1686) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1686) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1686 eval
/showthread.php 1695 buildtree
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1690) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1690) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1690 eval
/showthread.php 1695 buildtree
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 916 build_postbit





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وزير خارجية العراق يروي لـ«الحياة» محطات من تجربته على خط الزلازل
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
الرد على: وزير خارجية العراق يروي لـ«الحياة» محطات من تجربته على خط الزلازل
وزير خارجية العراق يروي لـ"الحياة" محطات من تجربته على خط الزلازل (3) زيباري : هاجم مبارك بشار وقال إن علاقاته بإيران «أعمق مما نتصور» تشيني لصباح الأحمد: أخشى أن تغرق بلادكم تحت ثقل المعدات العسكرية
بغداد - غسان شربل
الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣

لم تكن مهمة استعادة علاقات العراق بالدول العربية سهلة. اتهم النظام الذي ولد في أعقاب إطاحة صدام حسين بالرضوخ لإرادة المحتل الأميركي ثم بالرضوخ لإرادة الجار الإيراني. كان على وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن يزور العواصم القلقة أو المترددة وأن يشرح ويوضح ويطمئن قدر ما يستطيع. وخلال تلك الزيارات واللقاءات العربية نسج زيباري شبكة واسعة من العلاقات مع نظرائه ومع عدد من القادة العرب. سألته «الحياة» عن بعض المواقف والمحطات وهنا نص الحلقة الثالثة:

> كيف كان موقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك؟

- الرئيس حسني مبارك كان من الأشخاص الذين يكنون لي المودة، وهو الوحيد بين الرؤساء العرب الذي كان يلفظ اسمي الأول صحيحاً تماماً وكنا دائماً نتبادل النكات. وكان لديه خوف من الأميركيين وكان ينبهني منهم دائماً قائلاً: ليس لديهم لا دين ولا رب ولا أمان معهم ويبيعون أصدقاءهم بسهولة «زيّ المَيَّة». وكان يعطي برويز مشرف مثالاً فهو الذي لم يترك أمراً إلا ونفذه لبوش وفتح بلده للأميركيين فما كان منهم إلا أن تخلوا عنه بسهولة. وكان مبارك دائماً ينصح ألا نعتمد على أصدقائنا الأميركيين بل أن نعتمد على أنفسنا وعلى قواتنا وعلى جيشنا، وكان من محبي العراق. كان طياراً عسكرياً ورابط في قاعدة الحبّانية في غرب العراق وله تجربة في البلد. وقال إن العراقيين عندهم الأكراد والعرب والشيعة والسنة بينما المصريون لا تحسس لديهم فالجميع مصريون.

كنت ألتقي الرئيس مبارك عند وجوده في شرم الشيخ ويسأل عن أوضاعنا وعن الإيرانيين والنفوذ الإيراني. فكنت أقول له يا فخامة الرئيس الإيرانيون موجودون ولديهم سفارة وقنصليات (موظفوها حوالى 120 وهناك العديد وراءهم) ولكن أنتم العرب غير موجودين. أنتم تنتقدون الوجود الإيراني وتقولون إنهم متغلغلون فلم لا تتواجدون؟ وكان الرئيس مبارك منزعجاً جداً من الدور السوري في العراق وكان يقول لي: «إنهم بعثيون ونظامهم دموي لا يقف عند أي حد، والواد ده ويقصد بشار، شايف نفسه ويعطينا محاضرة في كل قمة»، وكان منزعجاً من تدخلاته في كل صغيرة وكبيرة، وقال إن «النظام السوري يعيش على الأزمات»، في لبنان والعراق وفلسطين. وكان قلقاً من الدور السوري في العراق وفي لبنان.

كان مبارك يركز على أن مصر دولة كبيرة جداً وأن العراق يمكن أن يستعيد قوته، كان يعوّل على قوة مصر وقوة العراق، وفي تقديري أنه لم يكن مرتاحاً إلى بعض السياسات الخليجية على رغم المودة الظاهرة.

كان مبارك يحدثني عن أن صدّام بعد الحرب العراقية – الإيرانية حاول إقامة علاقات عائلية جيدة معه وأنه كان يحرص على عدم التفريط بهذا الجيش العربي الكبير وأن يصبح قوة لصالح الأمة العربية. وكان مبارك يصف صدّام بـ «المجنون».

تدهورت العلاقات بين سورية ومصر. وكان الرئيس المصري يقول لي: «أنتم في العراق تعرفون طبيعة النظام البعثي والمخابرات والواجهات». وكان يحذر من «أن علاقات بشار الإستراتيجية مع إيران أعمق وأقوى مما نتصور، في الجيش والمؤسسات والاقتصاد والعديد من المسائل». تابع شخصياً كل طلبات العراق في السنوات الأخيرة، وتم افتتاح سفارة في بغداد وقنصلية في أربيل، وبدأت الوفود المصرية بزيارة العراق وكذلك رجال الأعمال المصريين، وتم منح شركات مصرية عقوداً في قطاعات مختلفة، وكان يدعم هذا الاتجاه بشكل قوي جداً.

أخبرني الرئيس مبارك أنه تولى شخصياً نقل تحذير تركي إلى الرئيس حافظ الأسد في 1998 مفاده أن تركيا ستتدخل عسكرياً في سورية إذا استمرت الأخيرة في إيواء عبد الله أوجلان (زعيم حزب العمال الكردستاني). وأوضح أنه نقل في الوقت نفسه رسالة أميركية حول الموضوع وأن الأسد فضل التخلي عن أوجلان على الدخول في مواجهة مع تركيا.



نصيحة من رفيق الحريري

> كيف كانت علاقتك مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري؟

- كانت علاقة ممتازة وأشهد للتاريخ أنه في سنة 1991 عند الهجرة الجماعية للشعب العراقي وللشعب الكردي، التي أسميناها الهجرة المليونية، إلى تركيا وإيران بعد قمع الانتفاضة توجهنا مع محسن دزائي أحد مستشاري المرحوم الملا مصطفى بارزاني سابقاً، وكان وزيراً سابقاً، إلى السعودية في زيارة رسمية. وهناك طلب الرئيس رفيق الحريري، عن طريق أحد المعارف، لقاءنا وكان لديه زكاة يود التبرع بها فتبرّع بها للشعب الكردي وكانت بحدود مئتي ألف دولار. لم تكن بيننا معرفة سابقة لكنه تأثر بحجم المأساة.

قبل التغيير كانت لدينا اتصالات محدودة معه. عند حدوث التغيير كان الشهيد رفيق الحريري من المتحمسين له ولمسنا ذلك من خلال بعض الاتصالات التي جرت معنا خلال تحركنا المعارض. قال الحريري إنها فرصة لتغيير الوضع وتغيير الأنظمة الاستبدادية التي تراكم ممارسات القمع والفشل الاقتصادي ما يدفع الناس إلى التطرف. وقال إن الناس يجب أن تتمتع بالحرية والديموقراطية والشعب العراقي قاسى جداً من حكم الحزب الواحد. وبعد التغيير وتعييني وزيراً للخارجية كان مهتماً باللقاء بي كلما سنحت الفرصة وفي كل مناسبة. خلال زياراتي إلى السعودية مثلاً كان يطلب مني انتظاره لبضع ساعات يحضر خلالها ونلتقي أحياناً في المطار. وفي إحدى المرات كان لدي زيارة إلى الكويت ولم أتمكن من تأمين طائرة فوضع طائرته الخاصة تحت تصرفي واستقللتها إلى الكويت.

كان الحريري خائفاً جداً من الأجندة الإيرانية والأجندة السورية اللتين تختلفان في العراق، وكان يشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق. وكان ينبهنا إلى أن النظام السوري سيبذل كل ما في طاقته في سبيل تقويض العملية السياسية وكان ذلك سنة 2003 بعد سقوط صدام. كذلك كان ينبهنا إلى ضرورة لفت أنظار الأميركيين وأصدقائنا إلى أخذ دور دول الجوار، وخصوصاً الدور السوري، في الموضوع العراقي باهتمام أكبر. نظريته كانت أن الأجندتين السورية والإيرانية ربما تبدوان متشابهتين لكنهما مختلفتان في التفاصيل. وطلب منا أن نكون فطنين وأن نحاول استغلال الوضع لصالحنا.

وأذكر أنه عندما بدأ الشهيد رفيق الحريري يتحدث في مسألة الاتجاه إلى التمديد لرئيس الجمهورية اللبناني (اميل لحود) وما أحدث من جدل في لبنان وكانت لديه تصريحات في هذا الاتجاه، عُقد المنتدى الإستراتيجي في دبي برعاية الشيخ محمد بن راشد، فدعيت كوني مسؤولاً عراقياً جديداً للتحدث عن الوضع العراقي وكان الجو «ملغوماً» ضد العراق والأميركيين والاحتلال والشعارات. تحدثت بحرية ذاكراً أننا قضينا على الدكتاتورية وأن العراق مقبل ودوره سيكون أقوى. سابقاً كان صدام يتلاعب بالمشاعر القومية ويقول إنه حارس البوابة الشرقية الذي يريد تحرير القدس من خورمشهر أو من الكويت وكان يثير المشاكل في المنطقة. كان رفيق الحريري بين الحضور جالساً في الصف الأمامي ودعاني إلى العشاء، وكنا ننزل في فندق الجميرة حيث تناولنا العشاء في مطعم إيطالي. سألني بالتفصيل عن الوضع في العراق والتحالفات والعلاقة مع الأميركيين وما يريده الأميركيون. وقلت له يا أبا بهاء أنتَ في مواقفك وتصريحاتك ألا تخاف من معارضة من يؤمنون بشطب خصومهم؟. قال لي إنه لا يتصور أن الأمر سيصل إلى حد التصفية الجسدية. قلت له القرار قرارك وبالتأكيد لديك احتياطاتك الأمنية لكن عليك ألا تبالغ في الطمأنينة. وهناك صورة أخيرة جمعتنا من ذلك اللقاء في دبي. عند سماعي بخبر التفجير الكبير الذي استهدف موكبه اتصلت فوراً بمدير مكتبه مستفسراً عن صحة المعلومات فأكدها لي. ثم تواصلنا مع نجله الرئيس سعد الحريري ولدي علاقة جيدة معه.

> حاولت تحسين العلاقة العراقية-السعودية لكنك لم توفق؟

- أثار ما حدث في العراق مخاوف لدى الدول المجاورة خصوصاً أن التغيير كان كبيراً. تولد انطباع لدى القيادة السعودية أن لا دور لنا في صناعة القرار العراقي. التقينا الملك عبدالله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد، والرجل كان يحترمنا لكنه كان يعتقد أن ليست لدينا إرادة وأن هناك مَنْ هو أعلى منا يقرر عنا، وهو يقصد الأميركيين. بعد تعييني وزيراً للخارجية العراقية التقينا في مؤتمر القمة الإسلامي في كوالالمبور في ماليزيا في 2003. طلبنا موعداً وبعض أعضاء مجلس الحكم عن طريق الأمير سعود الفيصل. جرى نقاش حول الوضع في العراق وكانت وجهات النظر متباعدة إذ كان ينظر إلينا كجهة عاجزة عن اتخاذ أي قرار (...).

هناك حادثة ثانية مع الملك عبدالله خلال القمة الاقتصادية في الكويت سنة 2008 حين كانت علاقته مع المالكي فاترة، وحضر القمة وأطلق دعوة للمصالحة وفتح صفحة جديدة وكانت دعوة مهمة ومفاجئة. وكنا في ترتيب الجلوس قرب الوفد السوري حيث حضر بشار الأسد وفاروق الشرع وكان الرئيس جلال طالباني يرأس الوفد العراقي. اقترحت على زميلي وزير المالية باقر بيان جبر الزبيدي، وهو من قيادات «المجلس الأعلى» وصديق وكان سابقاً وزيراً للداخلية، أن نتوجه للسلام على الملك عبدالله فرحّب بالفكرة وسألني إن كان بيننا معرفة سابقة فقلت له نعم. فور توجهنا نحوه وقف مدير المراسم ورحّب بنا وطلبنا منه السلام على جلالة الملك وشكره على كلمته. فوقف الملك عبدالله للسلام علينا ورحب بأهل العراق وسأل عن أحوالنا وقدمت إليه زميلي وزير المالية. فقال الملك عبدالله: ما شاء الله، إذا اتفق وزيرا الخارجية والمالية يسيّران شؤون الدولة. قلت له يا جلالة الملك أنت أجريت مصالحة سعودية - عربية فهل نحن مشمولون بهذه المصالحة فتكون مصالحة عراقية – سعودية أو لا؟ قال، ممسكاً يدي، ممكن لكنكم تعرفون المشكلة (...).

في القمة العربية في الدوحة حاولت أن أرتب لقاء أو مصافحة بين الملك عبدالله والمالكي عن طريق الأمير مقرن بن عبد العزيز لكن المحاولة لم تنجح.

جمعتنا لقاءات عدة مع الملك عبدالله وكان يخشى عدة مسائل: من الأميركيين حول تدخلهم بالقوة لإزاحة نظام، ومن الطرح الذي قُدّم حول النظام الجديد في العراق، وبعد ظهور نتيجة الانتخابات والتوازنات الجديدة بين المذاهب العراقية، ومن ثم بروز الدور الإيراني وتداخله وعلاقاته وأصبح ذلك الهم الأول للجانب السعودي. كان الملك عبدالله يعتبر أن الوضع في العراق غير طبيعي وغير مستقيم ويجب أن نعمل على تسوية الوضع وإعادة التوازن. إعادة التوازن كانت مسألة صعبة جداً لأن القوى الكردية كانت متحالفة مع القوى الشيعية. كان السعوديون يخشون أيضاً تقسيم العراق وأن ينفصل الأكراد عن العراق، وخوفهم من «القاعدة» ومن أن يصبح العراق مرتعاً للإرهاب وللمخدرات. مجموعة من الهواجس كانت تراود السعوديين. رأينا كان مختلفاً وكنا نرد أن الانفتاح على جميع العراقيين لا يجعل أي فريق منهم هدفاً للتأثير الخارجي من إيران أو غيرها. طبعاً معظم القيادات (الشيعية) عاشت في إيران ولها علاقات هناك، وفي سورية، ولكن بعد عودتها إلى العراق أصبحت شريكة في القرار فلماذا نجعلها تصبح مرة أخرى تابعة لقوة أخرى وكنا نشجع على عودة العرب إلى العراق وطمأنة الجميع. وهذا النقاش كان يجري مع الأمير سعود والأمير مقرن والأمير سلطان.

التقيت الأمير سلطان، رحمه الله، عدة مرات كان آخرها عندما عدْته في نيويورك إبان مرضه وسُرَّ بزيارتي جداً. مواقفه من العراق كانت متوازنة جداً وفي إحدى زياراتي له قال أنه يقترح عقد قمة عربية تخصص للعراق لا يبحث فيها أي موضوع آخر ولا حتى فلسطين. قلت له أن هذه ستكون أكبر خدمة تقدمونها للعراق. كان الأمير سلطان متفهماً وإيجابياً ومتابعاً.

> والعلاقات مع البحرين؟

- الملك حمد بن عيسى كان أول ملك عربي التقيته بعد تعييني وزيراً للخارجية في 2003. كان عندنا قضية ديبلوماسية على أساس أن البحرين كانت ترعى مصالحنا مع أميركا فأردنا أن تتحول علاقتنا إلى علاقة مباشرة وكنا بحاجة إلى توقيع مذكرة بهذا الخصوص مع الحكومة البحرينية. طلبت مقابلة جلالة الملك واستقبلني قائلاً أنت وزير خارجية كردي لدولة عربية مهمة، وربما من أهم الدول العربية، ومن خلال خبرتي المحدودة أعطيك نصيحتين: الأولى أن تنسى قوميتك وتعمل للعراق وتمثل مصالحه بتجرّد ونكران ذات، وأنت قدير ولغتك الإنكليزية جيدة وتتحدثها بطلاقة وكذلك لغتك العربية، والثانية أن تلتفت دائماً إلى محدودية الجدية في المواقف والسياسات العربية.

التقيت الملك حمد مرة ثانية عند توجهي إلى المنامة لتسليمه دعوة لحضور القمة العربية في بغداد. أخجلني الملك بإطرائه وثنائه عليّ وقال إنه يتابع عملي وإنني لم أرتكب أي خطأ في خضم هذا الوضع الصعب الذي يعيشه العراق والتحولات السياسية والإقليمية. وقال إن مواقفي متوازنة وحتى حين كانت إيران تطالب بالبحرين كانت لدينا مواقف معلنة أننا ضد هذا وأن هذا لا يجوز. قلت له يا جلالة الملك سأذكرك بأمرين لكنني سأعلن أحدهما فقط، نصحتني في بداية تولي وزارة الخارجية أن أنسى قوميتي وأعمل للعراق بتجرد وكانت نصيحة قيّمة، ولكنني أخاف أن تُحرج من الثانية. فقال قُل، فأضفت أنا اتبعت النصيحة الأولى لكنني لم أتّبع الثانية. فسأل: وما كانت؟ قلت أنكم نصحتموني ألا أراهن على جدية العرب ولكنني أخذتهم على محمل الجد وهذا ما أوصلنا الآن إلى استضافة القمة العربية التي ما كنا تمكنا من استضافتها لولا أننا أخذنا العرب على محمل الجد. وقال لي جلالة الملك حمد هذا صحيح ومعك حق.

الحقيقة البحرينيون كانوا من أكثر الدول العربية تفهماً، وفي جميع الاجتماعات العربية وقفوا موقفاً متميزاً إلى جانب العراق وعملوا على تلبية كل ما يطلبه.

> والعلاقة مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد؟

- أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من القادة العرب المتميزين والمتمكنين وأعتبره شيخ الديبلوماسية العربية في طرحه وجرأته في القضايا التي يطرحها في المؤتمرات وحرصه على حضورها. في أحد المرات قلت له يا سمو الأمير حتى الآن ما زلتم تقتطعون خمسة في المئة من النفط حسب ما قررت الأمم المتحدة، هل تحتاج الموازنة الكويتية إلى هذا الدخل؟ فما حدث كان في زمن صدّام وصحيح أن هناك التزامات دولية على العراق ونحن نلتزم بها ولكن كبادرة حُسن نية أخوية منك... فقاطعني مازحاً: هل رأيت يوماً شخصاً تصله مبالغ مالية من دون أي عناء ويرفضها؟

أمير الكويت كان من المشككين بجدية الأميركيين في إسقاط صدّام. قبل الحرب كانت مجازفة كبرى للكويت أن تسمح لكل تلك الجيوش بالعبور. ونحن أيضاً في المعارضة كنا نشكك في نوايا الأميركيين ومدى جديتهم. وروى لي الدكتور محمد الصباح، وزير الخارجية الكويتي، كيف كانت الأمور والاتصالات التي جرت قبل الحرب. وقال أن ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي، وفريقه قام بجولة قبل نهاية 2002 على الدول العربية لتهيئة الأجواء بعد اتخاذ القرار بالحرب. وصل تشيني إلى الكويت وسأله الشيخ صباح عن جدية الأميركيين في إسقاط صدّام، وقال إن الكويتيين يتمنون إسقاط صدّام بأي وسيلة فهو اعتدى على الكويت وطالما هو موجود لن يشعر الكويتيون بالأمان. شكك الشيخ صباح بجدية الأميركيين، فقام تشيني بتعديل كرسيه ومجلسه وقال: أنا لست خائفاً من جدية الأميركيين بل أنا خائف على بلدك من أن يغرق تحت ثقل المعدات العسكرية التي ستأتي إليه.

في كل المؤتمرات والاجتماعات كان أمير الكويت من الداعمين للعراق. حتى في مؤتمر سرت كانت المجادلة المشهودة التي جرَت بينه وبين القذافي حين قال له الشيخ صباح: يا أخ معمر أنا لن أغلق الميكروفون قبل أن تعطينا وتعطي العراق وعداً أنك ستحضر قمة بغداد كونك رئيس القمة، فقال له القذافي: الله كريم. وقال الشيخ صباح أنه سيكون أول الحضور سواء حضر الآخرون أو لا. مثّل السعودية في القمة ممثلهم الدائم، والبحرين أرسلت وزير الخارجية وقطر أرسلت ممثلها الدائم وعُمان أرسلت الشخص الثالث في الدولة.

> والعلاقات مع الأردن؟

-أنا أُعتبر نصف أردني كوني درست في الأردن بزمالة دراسية من الديوان الملكي، وكنت ضيفاً على الملك حسين وأنا مدين لهم بالكثير من المسائل وأُعتبر من أصدقاء العائلة المالكة ونتراسل في المناسبات ونتبادل الصور العائلية. التقيت بالملك عبدالله الثاني عشرات المرات، وكنت تمنيت عليه مرة أن يتوسط لنا مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكان يقول لي: «لم أفلح لكنني سأحاول».

الأردنيون كانوا مترددين بخصوص إعادة فتح سفارتهم في بغداد وإعادة سفير الأردن، ونتائج الانتخابات لم تكن محسومة بعد. اقترحت على المالكي القيام بجولة في الدول العربية كونه لا يزال رئيساً للوزراء لتسيير أعمال الحكومة خلال 2010. توجهنا إلى الأردن وقلت للملك عبدالله مضت سنوات وأنتم تنتظرون تغير الوجوه السياسية العراقية: الجلبي - الجعفري - المالكي - زيباري، لكن هذه الوجوه باقية ولن تتغير، وستكون موجودة في الحكومة الجديدة التي ستُشكل، سواء أحببتم ذلك أم لا، فانفجر الملك عبدالله ضاحكاً.

الملك عبدالله الثاني كان من الداعمين دائماً للعراق، لكن كانت لدينا شكاوى دائمة من سوء معاملة العراقيين، من قِبَل المخابرات الأردنية وفي المطارات. وكان الملك دائماً يتدخل ويساعدنا، وعملتُ جاهداً لمساعدة الأردن عبر منحهم اتفاقية لإعطائهم نفطاً خاماً بأسعار مخفوضة.

المخابرات الأردنية كان لها دور في قتل الزرقاوي، لكن الضربة القاتلة كانت أميركية. الزرقاوي كان نقطة سوداء بالنسبة لسمعة الأردن الدولية إذ كانت كل الصحافة العالمية تصفه بالإرهابي الأردني، وكان ذلك يغيظ الملك عبدالله الثاني جداً، وكان يقول أن علينا أن نعمل سوية للقضاء عليه لأنه لوّث سمعة الأردنيين وسمعة العرب، وكان ذلك أمراً مؤلماً للملك عبدالله الثاني من الناحية الشخصية. قبل قتل الزرقاوي قبض الأردنيون بمساعدة الأميركيين على أحد الأشخاص من مجموعة الزرقاوي كانوا اعتقلوه داخل العراق ونقلوه إلى الأردن. وربما كان هذا الشخص أحد الخيوط التي أوصلتهم إلى الزرقاوي.



الرئاسة والتكاليف

في أحد المرات حضرنا مؤتمر قمة استثنائياً في مكة فرفع الرئيس طالباني يده طالباً الحديث ليعلن عن تبرع الحكومة العراقية بمبلغ عشرة ملايين دولار إلى السلطة الفلسطينية. وكان الرئيس محمود عباس يتصل بي من باب الصداقة مستفسراً عن المبلغ الموعود. وكنت أتابع الموضوع لتأمين التحويل بعد متابعات وطرح الأمر في جلسات مجلس وزراء، وكان التأخير يطول إلى حوالي سنة.

عند رئاستنا للقمة العربية سألني المالكي: هل رئاسة القمة فقط لقب من دون مردود مالي؟ قلت له أن رئاسة القمة لا تتم بـ «بلاش» بل يجب أن تصرف وتَفي. قلت له نحن أحضرنا رؤساء ومسؤولين من جميع الدول العربية وأنت وعدتَ الجميع بالدعم: للفلسطينيين قلت أنك ستدعمهم لأن أمورهم المالية ليست جيدة، ونحن لدينا التزامات وقرارات وعدْتَ بتنفيذها ولم تفعل، وكذلك وعدتَ المسؤولين الجدد من «الربيع العربي» من تونس وليبيا بإطلاق سراح معتقلين لهم في العراق بتهم دخول (غير شرعي) أو إرهاب أو أحكام مخففة ولم تطلق سراحهم، وعدتَ المسؤول الصومالي بإعطائه سلاحاً لقوى الأمن الداخلي ولم تفعل، وعدتَ مسؤول جزر القمر بتنفيذ مشاريع هناك ولم تفِ، ووعدتَ المسؤول الجيبوتي أيضاً.

> أبلغت الرئيس الفلسطيني بالمساعدة التي أعلن عنها الرئيس جلال طالباني؟

- اتصلت بالرئيس محمود عباس وقلت أن لديّ له خبراً جيداً فاستبشر خيراً لأنه لم يكن يسمع أخباراً جيدة في تلك الأيام. أبلغته أن مجلس الوزراء العراقي وافق، بسبب وضعكم المعيشي الصعب ووجود التزامات سابقة ورواتب الموظفين، على أن يساهم العراق بمبلغ 25 مليون دولار. فقال: هل ستتأخر هذه المساهمة كسابقاتها؟ قلت: لا، أنا أضمن أنها ستصلكم خلال أسبوع إلى عشرة أيام، مع السيارات. قال الرئيس عباس: أنت العراقي الوحيد الذي نستطيع أن نتعامل معه ونعتمد عليه في هذه المسائل. أبو مازن متفهم جداً للوضع العراقي. وقال لي خلال اتصال هاتفي بيننا أن عنده صديقنا المشترك بيل بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية. وقال لبيرنز: هوشيار أعطاني خبراً جيداً، أفضل من كل أخباركم عن نتانياهو وهو أن العراق سيدفع بعض المساعدات. الفلسطينيون كانوا متفاعلين مع الوضع العراقي ويقدرون معاناة الأكراد والشيعة على رغم دعم صدّام لهم.


وزير خارجية العراق يروي لـ"الحياة" محطات من تجربته على خط الزلازل (4) زيباري: وافق الاسد على استقبال الجنرال بترايوس لكن واشنطن ألغت الزيارة
بغداد - غسان شربل
السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣

خرج العراق منهكاً من الحرب التي اطاحت نظام صدام حسين. كان على النظام الجديد ان يقنع دول المنطقة بأن المؤسسات العراقية الجديدة ليست مجرد واجهات للاحتلال الاميركي. وكان عليه ان يتعايش ايضاً مع التجاذب الايراني-التركي على الارض العراقية وأن يحاول مواجهة الضغوط التي تمارس عليه. كانت علاقات العراق شائكة مع كل جيرانه تقريباً وكان على وزير الخارجية هوشيار زيباري ان يعالج هذه الملفات. وهنا نص الحلقة الرابعة:

> كيف تصف شخصية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح؟

- هو في تقديري شخصية ذكية، وربما كان الاذكى خرج سالماً رغم أنه تعرض لحروق. وهو مناور من الدرجة الأولى. عند تعييني وزيراً للخارجية قمت بجولة على دول عربية عدة وتوجهت الى اليمن وهو رحّب بزيارتي واستقبلني في مقر القيادة العامة. قال صالح أنتم وصلتم الى الحكم على متن الدبابات الاميركية، والاميركيون جاؤوا الى العراق وأخرجوا صدام من الحكم وأنتم سعيدون بوجود الاميركيين الذين أتوا بكم الى الحكم. هل تعتقدون أن الاميركيين سيتركون الأمور لكم؟

قلت له يا فخامة الرئيس، مع احترامي لما قلتموه، نحن لم نأتِ من طريق الاميركيين، بل نحن مَنْ جئنا بالاميركيين لأننا عندما انتفضنا والشعب العراقي كله ضد صدام في 1991 من دون إرادة دولية وقام صدام بذبحنا، أنتم والكثير من الدول العربية كنتم تصفقون او تتفرجون. هو صُعق من ردي، وأضفت لا أحد يمكن أن يزايد علينا في نضالنا، فنحن على مدى سنوات كافحنا الديكتاتورية على رغم كل هذه المجازر وأنتم قادة الدول العربية والإسلامية لم تظهروا أي قيمة للشعب العراقي لديكم. بعد هذه المواجهة مع الرئيس صالح، أصبحنا أصدقاء وأحباء ونتحادث في كل المحافل التي كنا نلتقي فيها. كان ذكياً ومناوراً. بعدها غيّر موقفه من العراق وتبادلنا السفراء.

> كانت لدى النظام السوري حساسية حيال قيام اقليم كردستان العراق؟

- نعم. إلتقيت الرئيس بشار الأسد مرات عدة وكانت لديه حساسية تجاه أقليم كردستان، على رغم أنه كان يقول إن الجميع أصدقاؤنا، وهناك دعوة مفتوحة للأخ مسعود بارزاني ونرحب به لزيارتنا متى أراد، فهو ليس غريباً. وعلق فاروق الشرع قائلاً إنه سيتم استقباله كرئيس حزب. سارع بشار الى القول ان الرسميات ليست مهمة بل الجوهر، ونحن نقدّر مسعود. قلت له أنا لا أتدخل بهذا الموضوع، لكن باعتباره أحد قياداتنا عند زيارته تركيا استُقبِل كرئيس أقليم، على رغم أنني أتصور أن حساسية تركيا تجاه اقليم كردستان أكبر، وكذلك استُقبِل في ايران وفي السعودية وفي مصر وفي الأردن بتلك الصفة. لاحقاً بعد بدء الأحداث في سورية، قال السوريون إنهم يرحبون بالأخ مسعود كرئيس للإقليم، لكنه ارتأى عدم التوجه الى سورية في الظروف التي تعيشها.

كل فلسفة النظام السوري كانت قائمة على أساس انهم دولة مقاومة وممانعة، وأنه إذا انهار النظام السوري فستنهار الأمة العربية. وكان هذا ينعكس بوضوح على الموقف، وهذا الجدل حصل في القمة العربية في الخرطوم بين الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ورئيس الوزراء اللبناني حينها فؤاد السنيورة. وكان عمر البشير يترأس الجلسة وبشار الأسد يجلس الى جانبي وفاروق الشرع. وكان هناك بيان مُقترح عن المقاومة والإشادة بها، السنيورة قال يجب ألا نلزم أنفسنا بنصّ كهذا، فغضب اميل لحود وقال له على الملأ: «مَنْ أنت ومَنْ أتى بك وماذا تفعل هنا؟ أنا رئيس الدولة وأنا أمثّل السيادة اللبنانية ويجب أن تتم الإشادة بالمقاومة اللبنانية». الرئيس بشار وفاروق الشرع ووليد المعلم أكدوا الموضوع نفسه فتم تمرير القرار. كان واضحاً ان النظام السوري مهتم بالاحتفاظ بهذه الاوراق.

> شهدت العلاقات بين دمشق وبغداد توترات علنية؟

- اتعبنا النظام السوري وقد تسببت عمليات التسلل من سورية بمقتل آلاف العراقيين، وفاروق الشرع استقبل حارث الضاري في سورية، على رغم أنه مطلوب دولياً.

ابراهيم الجعفري، الذي كان رئيساً للوزراء قال لي يوماً لنتباحث في وضع سورية. وسألني: ماذا لدى سورية من مصادر وقوة ونفط وعلوم وتكنولوجيا وصناعة؟ وقال الجعفري ان رأسمالها الوحيد السياسة والمخابرات، نظام أمني ويتعاملون بالسياسة و «تجار الشام» مشهورون بذلك.

> واضح ان ايران وتركيا تتنافسان على النفوذ في العراق؟

- العراق وقع، ولا يزال واقعاً تحت تأثير ايراني وتأثير تركي، والاثنان يحاولان تشكيل محور. الايرانيون كانوا يطرحون علينا بجدية إقامة تكتل اقتصادي بين ايران والعراق وسورية يرقى الى مستوى التكامل والإعفاء من التأشيرات ومد خطوط سكك حديد تصل الى البحر الأبيض المتوسط. الأتراك في المقابل كانوا يطرحون علينا أمراً مختلفاً: إنشاء حوض بلاد ما بين النهرين بمعنى ان يشمل تركيا والعراق وسورية بعد أن مشوا خطوات مع السوريين في هذا الاتجاه في ما يخص التعرفة الجمركية والحدود والتأشيرات ودعونا الى الانضمام ليجذبونا اليهم. لا تزال هناك منافسة حقيقية على مستقبل العراق وهذه الرسالة أعلنتها لكل القادة العرب منبهاً الى أن مستقبل العراق حالياً يتنافس عليه ليس أنتم العرب بل الايرانيون والأتراك وأنتم غائبون حتى الآن.

> كيف تعايش الاميركيون مع الدور السوري الذي استهدفهم على ارض العراق؟

- الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان قائد القوات الاميركية في العراق جمعتنا به علاقة ممتازة ويومية. وفي إحدى المرات كانت هناك نجاحات للأميركيين ضد «القاعدة» والمتسللين. قبض الاميركيون على متسللين دخلوا الارض العراقية آتين من سورية. خاف السوريون من هذه النجاحات الاميركية. كنت متوجهاً في زيارة الى سورية فطلب الجنرال بترايوس لقائي وسألني رأيي في أن يتوجه هو لزيارة بشار الأسد لإبلاغه أن لدى الاميركيين كل المعلومات عن هذه التسللات، فلا تكون زيارة روتينية من ديبلوماسي من وزارة الخارجية. قلت له: هذا يعود اليك وإذا كان لديك تصريح بمثل هذه الزيارة فأنا مستعد لنقل هذه الرسالة شخصياً الى بشار الأسد. اكد حصوله على تصريح وطلب مني نقل الرسالة الى بشار. توجهت للقاء بشار الأسد وقلت له ان لدي رسالة مفادها أن القائد العام للقوات الاميركية يرغب أن يلتقي بك في دمشق في زيارة قصيرة، ففرح بشار جداً وكان ذلك عام 2008. سأل بشار وليد المعلم عن ديفيد بترايوس؟ فقال له المعلم إنه أهم شخص بعد بوش وهو مسؤول القوات الاميركية في العراق كله. فرحب بشار بزيارة مثل تلك الشخصية المهمة. عند عودتي الى العراق، كان التصريح بالزيارة قد أُلغي بأمر من واشنطن. بترايوس كان يريد أن يوجه تحذيراً الى الرئيس الأسد، بينما واشنطن رأت أن مثل تلك الزيارة ستضفي أهمية على الدور السوري في العراق. الاميركيون كانت لديهم أدلة قاطعة موثقة على التدخل السوري.

> الايرانيون تعاملوا ببراعة مع الوضع العراقي؟

- الايرانيون تصرفوا بطريقة مختلفة عن الدول العربية في تعاملهم مع الوضع العراقي. هم يريدون بالتأكيد أن يكون العراق تحت تأثيرهم ونفوذهم، ولكنهم يعرفون أن الوطنية العراقية قوية جداً، حتى في الجنوب وحتى عند الشيعة أنفسهم، لذلك يريدون أن تكون الحكومة العراقية حكومة صديقة. ولكن أذكر بعض النقاط التي تؤكد أن الحكومة العراقية ليست في جيب ايران، وسأورد لك أمثلة ونماذج أنا شاهد عليها مع ابراهيم الجعفري. توجهنا في زيارة رسمية الى طهران وكان الجعفري أول رئيس وزراء شيعي مُنتَخَب في العراق (إياد علاوي الذي سبقه كان شبه مُعيَّن). فطلب منا الفريق الديبلوماسي الايراني أن نقوم بتوقيع بيان مشترك، ولدى الايرانيين مهارة في إلزام الآخرين بأوراق موثقة. أعدّوا بياناً ونبهت الجعفري سلفاً الى عدم توقيع أي مستندات، وإذا وقعنا فيجب أن يكون التوقيع على أمور عامة وعلى بيان مشترك يكون عمومياً وَصْفياً يذكر بمَنْ التقينا في زيارتنا. مستشارو الجانب الايراني أصروا على تضمين البيان ذِكراً لاتفاقية الجزائر عام 1975. هذه الاتفاقية تسبب لنا إشكالية قانونية تترتب عليها التزامات ومسائل حقوقية قانونية تتعلق كذلك بتعويضات الحرب العراقية - الايرانية وهذه مسائل يعرفها الايرانيون جيداً. قلت للجعفري هذه ستسبب لك وللعراق إشكالية، فتلك الاتفاقية حصلت على جسد الشعب الكردي وعلى جسد المعارضة العراقية في وقتها، وقاموا بتقسيم شط العرب. فرد الجعفري معتبراً أن رأيي سليم. وحتى وقت متأخر من الليل استمر الفريق التفاوضي العراقي يقول لنا ان الجانب الايراني يلح إلحاحاً شديداً للتوقيع. مسؤول الوفد التفاوضي العراقي ليث كبة، وهو أحد مستشاري الجعفري، كان موافقاً. فقلت هذا لا يجوز وعلينا أن نتوجه صباحاً الى المطار، فقام الايرانيون بعقد مؤتمر صحافي في المطار بحضور قاسم سليماني والدكتور علي ولايتي، وزير خارجية ايران السابق وكبير مستشاري المرشد الأعلى، ووزير الخارجية وكل الصف الأول الايراني كان في المطار لإعلان البيان. توجهت الى الجعفري وقلت له ان في البيان فقرة واضحة تتضمن الموضوع الذي نبهتك اليه وأنت رئيس الوزراء وتتحمل المسؤولية ولكن من واجبي تنبيهك. طوى الجعفري الورقة ووضعها في جيبه وقال لا مؤتمر صحافياً ولا بيان مشتركاً، نحن جئنا في زيارة الى ايران والتقينا أصدقاءنا.

وكرر الايرانيون المحاولة خلال زيارة المالكي الأولى الى ايران بعد تعيينه رئيساً للوزراء وجهزوا له الموقف نفسه. توجهت الى المالكي ونحن ندعوه «الحجّي»، وقلت له: يا حجّي انتبه لأن هناك مساءلات في هذا الموضوع وأنا من واجبي كمسؤول تنبيهك. فقال المالكي: لا يمكن أن أقبل الإشارة الى اتفاقية الجزائر، فهناك نقاش وجدل حول الموضوع ولم يوقّع. الايرانيون ضغطوا على المالكي بكل قوتهم لئلا يخرق الصف الشيعي، وأن يكون هناك تكتل شيعي واحد حتى يضمنوا فوزاً ساحقاً في الانتخابات. وأصر المالكي على تشكيل ائتلافه الخاص الذي هو دولة القانون. الايرانيون ضغطوا عليه بقوة لإنهاء الوجود الاميركي فوراً، ونحن وقعنا اتفاقية سحب القوات بعد ثلاث سنوات وكان ذلك ضد رغبة الايرانيين. ايران كانت تكره أن يقوم العراق باستخدام سلاح اميركي ونحن توجهنا الى اميركا ووقعنا على صفقات لطائرات «اف 16» وبعيداً عن الجدل السياسي كموقف، لكن ايران ضد هذا التسلح.

> زاركم وليد المعلم بعد اندلاع الاحداث في سورية. ماذا طلب؟

- زارنا وليد المعلم في الشهر الرابع أو الخامس من عام 2011 وكانت الانتفاضة انطلقت في درعا وبدأت تنتقل الى مدن أخرى ورافقته الى لقاء المالكي. جاءنا المعلم بطلبين، الأول أن وضعهم صعب ويريدون منا مساعدتهم، قائلاً إن لدينا طبقة رجال الأعمال والتجّار في دمشق وفي حلب، فطالما دمشق وحلب تحت السيطرة، لا خوف من الأطراف، وهؤلاء لديهم مصانع وبضاعة. وطلب المعلم تسهيل مسألة السيطرة النوعية على الحدود، فهناك إجراءات معينة تقوم بها وزارة التجارة لقياس جودة البضائع الداخلة الى العراق وهذه الإجراءات تتأخر وفيها بعض التعقيدات، فقال المعلم: ربما تتساهلون معنا للدخول الى السوق العراقية. والطلب الثاني كان ان نعطيهم نفطاً، كما نعطي الأردن، بأسعار مخفضة. فالمعلم قال: اننا نتوقع حدوث أزمة محروقات مستقبلاً ونريد أن تعاملونا مثل معاملتكم للاردنيين. ونقل الينا سلام الرئيس بشار الأسد. المالكي قال له يا أستاذ وليد تعرف أنا لا أستطيع أن أقرر بل عليّ أن أعود الى مجلس الوزراء، والمالكي يلمِّح الى أن هذا بعكس الإجراءات المتبعة في سورية حيث القرار يعود لرجل وحيد. وأضاف المالكي: أنا لا أستطيع أن أقرر من دون العودة الى مجلس الوزراء وأطرح الموضوع، فإما أن تكون هناك موافقة عليه أو لا.

بعدها قمنا بتسهيل عبور البضائع السورية عبر الحدود، لكننا لم نزودهم بالنفط بأسعار مخفضة وقطعاً لم نزودهم بمقاتلين أو أسلحة. انا اتحدث هنا عن الدولة وما يمر عبر مجلس الوزراء.

> ومسألة السلاح الايراني الى سورية عبر اجواء العراق؟

- كانت طائرات ايرانية تعبر الاجواء العراقية وقام الاميركيون بتنبيهنا الى ذلك. خلال فترة من الفترات رصد الاميركيون مرور طائرات شحن فوق الأجواء العراقية وتابعوها. سألنا المالكي هل هناك موافقة لعبور هذه الطائرات؟ فأجاب ان ليست هناك موافقة. قلت له إذا لم تكن هناك موافقة علينا أن نمنعها وأن نبلغ الجانب الايراني أن ذلك يشكل خرقاً لقرارات مجلس الأمن التي نلتزم بها ويجب إيقافها، لكنها استمرت.

الاميركيون قالوا لنا ان هذا خرق فظيع ويتوجب علينا إبلاغ الجانب الايراني لإيقافها وإلا يمكن أن تتعرض تلك الطائرات الى مخاطر.

في ما يتعلق بتجارة التهريب عبر الحدود السورية – العراقية والسورية – اللبنانية والسورية – الأردنية، فهذا أمر موروث وجزء من التقاليد. لكن لم يتخذ في هيئات رسمية عراقية قرار بدعم النظام السوري.

في الموقف السياسي اتخذت الجامعة العربية قراراً بضرورة تنحي بشار الأسد، لكن نحن تجنبنا أن نكون أوصياء نملي عليه ما يفعل، وهذا يؤخذ علينا وثمة من اعتبر أننا في صف بشار. الحقيقة ان الوضع السوري شديد التعقيد ومصير نظام الاسد يجب ان يحسمه السوريون انفسهم. سورية على حدودنا ونحن نتأثر بما يجري فيها واذا رسخت «القاعدة» وجودها على حدودنا فسندفع الثمن.

> هل يضغط الايرانيون على المالكي لتقديم أي دعم لبشار؟

- ربما يكون هناك ضغط لكنه لم يؤد الى أي نتيجة. انا اتحدث هنا عن مجلس الوزراء.

> تركيا لم تستقبل بارتياح اسناد منصب وزير الخارجية في العراق الى سياسي كردي؟

- الأتراك كانت لديهم حساسية تجاهي ربما تفوق ما لدى الدول العربية، كوني كردياً ووزير خارجية دولة مثل العراق، ولم يكونوا مرتاحين الى تعييني إطلاقاً. وتمت مهاجمتي في الصحافة التركية والإعلام. أذكر في إحدى المرات انني التقيت بالممثلة انجيلينا جولي، وكانت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة للاجئين العراقيين، والتُقطت لنا صور معاً فعلّقت صحف الاثارة التركية قائلة: «من عجائب الدنيا زيباري مع جولي».

الأتراك كانت لديهم مخاوف من الوضع العراقي ولم يكونوا إيجابيين في البداية، وعلاقاتهم مع الاميركيين كانت تعيسة بعد الموقف التركي عشية التدخل الاميركي. أذكر أن بعض كتّاب الرأي في الصحافة التركية هاجموا القيادة التركية هجوماً شنيعاً مادحين رئيسي عشيرتي بارزاني وطالباني اللذين أثبتا أنهما أذكى من هذه الدولة التركية العريقة، وتمكنا من تخريب علاقاتها مع الاميركيين وكسبا الاميركيين وجاءا بالاميركيين وأسقطا صدّام ووضعا الاسس لنظام جديد.

عبدالله غل كان جيداً وواضحاً، ربما بحكم كونه وزيراً للخارجية. خلال لقاء في القاهرة قلت له إنه سيكون رئيس الجمهورية القادم. فسألني كيف تعرف هذا؟ فقلت هذا تقديري.

عُقد مؤتمر لدول جوار العراق في تركيا وحاولوا أن يتجنبوا استقبالي وكانوا يريدون أن يحضر ابراهيم الجعفري، فقلت لهم هذا اجتماع لوزراء الخارجية وأنا حضرت مثل هذه الاجتماعات سابقاً، فما علاقة الجعفري أو غيره؟ فرفضوا وقلت انني لن أحضر أبداً وطلبت أن يتم إبلاغهم أن العراق سيقاطع المؤتمر، على رغم أنه يُعقد لبحث أوضاع العراق، فقاموا بإرسال طائرة الى مطار بغداد لتقلني في الساعة الثانية فجراً، وكانت هذه من أساليب المراوغة لديهم.

الأتراك كانت لديهم حساسية شديدة من حزب العمل الكردستاني ولم يكونوا يتعاملون مع إقليم كردستان إطلاقاً، فذلك كان من المحرّمات بالنسبة اليهم، بل أرادوا التعامل مع بغداد. قلت لهم أهلاً وسهلاً بكم فأنتم ستتعاملون معنا في بغداد حيث نحن موجودون. وهناك احترام متبادل مع الوزير أحمد داود أوغلو.

في إحدى زياراتنا الى تركيا مع المالكي أيضاً جهزوا بياناً وطلبوا منا التوقيع عليه في المطار ذُكر فيه أن حزب العمال (الكردستاني) حزب إرهابي يجب أن تتم مكافحته، وهذا وفق القانون الدولي يحمّل العراق مسؤولية. فرفضت رفضاً قاطعاً بوجود المالكي، وقلت لهم ان البيان لم يُمرر إلينا سلفاً، ولا أعرف إن كنتم تداولتم به مع مستشاري المالكي، ولكن نحن غير موافقين عليه. وإذا وافق المالكي على توقيعه، فإن ذلك سيتسبب في إسقاط حكومة المالكي، ونبهته الى ضرورة عدم التوقيع، لأن ذلك سيخلق له مشكلة كبيرة مع إقليم كردستان ومع المام جلال ومع الأخ مسعود. وقمنا مع المالكي بالتشاور مع عبدالله غل بوجود أردوغان الذي قال عني انني أدعم الإرهاب (برفضي التوقيع على البيان)، فقلت له أنا لا أدعم الإرهاب بل نحن نحارب الإرهاب بكل الوسائل، ولكن إذا أردت أن تجبرني على التوقيع، فأنا كمسؤول يجب عليّ أن أقول لك لا، وأقولها بوجود المالكي. وكان هناك مؤتمر صحافي مقرر قام الأتراك بتأجيله. فقلت للمالكي: أنت ما زلت حديث العهد في منصبك، فلماذا تورط نفسك بمثل تلك المسائل وتخلق جبهة ضدك؟ فقال هذا صحيح، ولكنني أريدك أن تبحث لنا عن مخرج. فقدمت صياغة أخرى وافق عليها الأتراك.

في حادثة أخرى عقد الأتراك اتفاقية مع وزير الداخلية بحيث يُسمح للجيش التركي بدخول الأراضي العراقية، وتلك كانت اتفاقية معمول بها منذ أيام صدّام حسين أراد الأتراك إحياءها. وقد سبق أن وردتنا الى وزارة الخارجية مثل تلك الاتفاقات التي كنا نقوم بالتدقيق فيها ونرفضها، ورفضنا المُقترح التركي الجديد. زار أردوغان بغداد وكنا نجلس الى طاولة واحدة مع المالكي ووزير الخارجية التركي، فأبلغوا أردوغان أن وزير الخارجية العراقي رفض الاتفاقية. فقال لي أردوغان: لكن رئيس الوزراء موافق وكذلك وزير الداخلية جواد البولاني، فلماذا ترفضها؟ قلت له: أنا لن أوافق. أردوغان سأل متهكماً: مَنْ يتخذ القرار في بغداد؟ فقلت أنا، وضحك الجميع. فقال أردوغان: أريد أن أفهم بالضبط لماذا أنت غير موافق على هذا الموضوع. قلت له أنت رجل مسلم وأنا مسلم مثلك ولكن أنا أقسمت على القرآن الكريم عند تعييني وزيراً للخارجية بأن أحافظ على سيادة العراق ومياهه وأراضيه من أي تدخل، وهذا تدخل، لذلك لن أقبل وهذا واجبي، وهذا الموقف ليس موجهاً ضد تركيا وسأتخذ الموقف نفسه حيال اي تدخل آخر.

في حادثة أخرى، أصرّ أحمد داود أوغلو، وزير خارجية تركيا، على زيارة كركوك على رغم الحساسيات التاريخية والمستجدة. اتصلت بأحمد قائلاً: نرحب بك في بغداد، لكن زيارتك الى كركوك لن أسمح بها. وبقينا نتناقش لساعات وقلت له أنت العقل الاستراتيجي لتركيا وتريد مني أنا وزير خارجية البلد المسكين أن أشرح لك. وسّط داود أوغلو رئيس الجمهورية جلال طالباني وقال له: أريد أن أزور بغداد وأن أتوجه الى كركوك، لكن وزير الخارجية لم يسمح لي بزيارتها. اتصل بي رئيس الجمهورية وقال: إذا كان من الممكن أن تسمحوا له بزيارة كركوك، فلا أرى ما يمنع ذلك. فقلت له يا مام جلال مثل تلك الزيارة ستخلق لنا مشكلة صعبة جداً وستفتح الباب لزيارات لاحقة لوفود تركية، وأنتم أدرى الناس بحساسيات كركوك. وأنا، مع تقديري لكم، لن أسمح له بزيارة كركوك. سألني الرئيس: ما رأي المالكي في الموضوع؟ فقلت له إن المالكي أيضاً لا يؤيد زيارة داود أوغلو الى كركوك. اتصل الأتراك بالأخ مسعود رئيس الإقليم فخابرني طالباً أن نفسح لأوغلو المجال لزيارة كركوك فأصررت على موقفي الرافض، وقلت هذا وزير خارجية تركيا ولن أسمح له بزيارة كركوك، وبالفعل لم تتم الزيارة. زار داود أوغلو بغداد وسألني لماذا هذا الموقف الرافض؟ فكررت الشرح أن كركوك حساسة وزيارته ستسبب مشاكل وصعوبات. لكن علاقتي مع الوزير التركي علاقة طيبة. كذلك أصبحت علاقتي على أحسن ما يرام مع أردوغان، بعد ما دار بيننا من جدل ونقاش.
11-17-2013, 10:51 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: وزير خارجية العراق يروي لـ«الحياة» محطات من تجربته على خط الزلازل - بواسطة بسام الخوري - 11-17-2013, 10:51 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS