تحدثت مع صديق مختص بالشؤون السياسية قبل مدة عن موضوع السلام والمفاوضات
قال كلاما اقرب للمنطق حول نظرة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لعملية السلام

زبدة كلامه ان كلا الطرفين يديران هذا الموضوع حسب ظروف موضوعية تفرض عليهما التحدث عن سلام وحل نزاع ومعاهدة سلام واتفاقات الخ من هذه المسميات
بينما في الحقيقة التي لا يفهمها الا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي انهما لا يريدان اصلا الوصول الى حل نهائي او معاهدة سلام نهائية
فلا الطرف الفلسطيني يريد التنازل عن حقوقه التاريخية في كل فلسطين رغم ما بدا منه انه قدم تنازلات ولا الطرف الاسرائيلي يريد الغاء حلم اسرائيل الكبرى رغم ما قدمه من اجراءات قد تراها الاطراف الدولية تنازلات!
وكليهما يتفاديان الوصول الى ما يمكن ان نسميه معاهدة سلام نهائية او معاهدة انهاء الصراع او حل نهائي فهما يمكن ان يتوصلا الى اتفاقات جزئية ومرحلية كاوسلو وواي ريفر وطابا وغيرها من اتفاقات مرحلية تمت بفعل ضغوط على كلا الطرفين بينما لا يريد اي منهما او لا يتجرأ اي منهما ان يوقع على اتفاق تاريخي لحل قضية معقدة وخطيرة كقضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي!

وفعلا هذا ما نتوصل اليه لو راجعنا مسار التفاوض خلال العقود الماضية كل طرف يتحدث بلغة معتدلة ويظهر انه يقدم تنازل تلو الاخر بينما لم يصل اي منهما حتى الان ولن يصلا الى حل نهائي للنزاع
وكل ما يجري منذ 20 سنة يمكن ان نسميه ادارة ازمة او مراوغات او مناورات سياسية تشتد وتخمد حسب الظروف والضغوطات الدولية