نعم باطلة لهذه الأسباب..فهم يعتمدون في خطابهم التعبوي على ثلاثة أشياء هي لديهم مظالم..

"الانقلاب العسكري-قتل الإخوان في رابعة-الحرب على الدين"..سنأخذ كل أمر على حِدا ونعيد مناقشة هذه الأشياء ونطرح الأسئلة وننتظر الإجابة.

1-الانقلاب العسكري..وهذا ادعاء لا يمكن أن يصدر من الإخوان أخلاقياً وسياسياً، لأن الإخوان انقلبوا على الرئيس الباكستاني .."ذو الفقار على بوتو".. وجاءوا بحكومة عسكرية يتزعمها رئيس أركان الجيش.. "ضياء الحق"..في انقلاب عسكري واضح المعالم، ولكنه مبرر لديهم فكما زعموا أن ضياء الحق هو من سيأتي إليهم بدولة الخلافة..!

كذلك هم ساهموا من قبل في صناعة انقلاب يوليو52 العسكري كامل الأركان، حتى لو خرج الشعب لتأييد هذا الانقلاب بعد ذلك، فهو في المحصلة استبدال حكومة ملكية دستورية بنظام عسكري خالص..وإلا ما هو تعريف الانقلاب لديهم؟

ثم أنا لا أفهم كيف يكون انقلاباً عسكريا والحكومة بالكامل مدنية والرئيس قاضي مستشار ، والدستور معروض على الشعب للاستفتاء، والانتخابات البرلمانية على الأبواب..جميع آليات الديمقراطية موجودة، ولكنهم لا يعترفون بالديمقراطية أصلاً وهي لديهم مرحلة من مراحل التمكين سيكفرون بها يوم أن يدين العباد لهم بالولاء والدولة لهم بالتبعية.

2-قتل الإخوان في رابعة..وهذه شُبهة غير أخلاقية ، لأن السؤال مطروح مباشرةً، ما مصير من مات من الجنود في معركة رابعة ومن قتلهم، وما مصير من مات على أيديهم من الشعب في مظاهراتهم الرعناء، تلك المظاهرات السخيفة التي في كل مرة يخرجون فيها للتظاهر يَقتلون ويُقتلون..

رابعة لم تكن مجرد اعتصام بل كانت حشداً عسكريا ودينياً وأيدلوجياً ، رابعة كانت دولة داخل الدولة حتى طمعوا وأنشأوا لأنفسهم حكومة موازية لحكومة الثورة، حكومة هزلية رآها العالَم أجمع أمام الفضائيات.. ما الذي بقيَ كي نصف أن رابعة لم يكن اعتصاماً بل هو تمرد عسكري وديني كامل الأركان..

3-الحرب على الدين..وهذه الحرب المزعومة لا يمكن أن تصدر من مسلمين،فلماذا لا تُعلنون للعالَم كُفر الحكومة والجيش والشعب الذي خرج ضدكم، أنتم لا تجرأون على ذلك كي لا تفقدون أنصاركم من العُقلاء والمغيبين، ولكنه اعتقادُ راسخ في كل نفس إخوانية منكم، حتى أنه من يشك في هذا الأمر يُصبح من المنشقين الخارجين عن طوع الجماعة وبالتالي عن الدين.

ثم ماذا قدمت حكومتكم من خدمات للدين، لقد رفع ضدكم بعض المحامين قضايا يطالبونكم فيها بتطبيق الشريعة وتسديد ديون الغارمات وغلق أي ملاهي ومنع الخمر في الفنادق، ولكنكم لا تجرأون أيضاً على ذلك فالشريعة كما تفهمونها هي أن يرضى الأسياد عنكم للتمكين، فإذا فعلتم ذلك أغضبتم الأسياد ولن تكون هناك شريعة..

أعيدوا نظرتكم عن الدين، وراجعوا تصوركم عن الشريعة ،وانظروا في تراثكم من جديد، اعقدوا المراجعات لعل في الأمر منكم أخطاء ربما يتداركها البعض منكم، هذا في حال كنتم تحبون الحياة، وأما إن كنتم تكرهون الحياة فلا أمل فيكم وسُنقاتلكم في جميع ساحات المعارك..الفكر الميدان في كل مكان ستجدوننا في مواجهتكم أنتم وحلفائكم أعداء الحياة...