لا والله، عمى وقلة ضمير؟ هالحكي الي يا محترم؟ عم تشوفني بحاكيك بغير الإحترام والندية والتحبب حتى؟

هو مش عودة، لأن النادي مش بس مات، كمان تعفن، بس أحيانا العفن بزيد عن حده وبيوصل للجيران.

أي طبيب شاطر بس بده يعالج مرض إله أعراض عدة، فمن الضروري أن يهتم بالمرض وليس الأعراض، وإن كان ينبغي أن لا يهمل الأعراض، لكن لا يضعها في البؤرة.

بس يللي بدي أفهمه، كونه طلع عندي عمى وقلة ضمير، الكلام يللي أنا كتبته، وين انت شعرت أنه يعنيك قيد أنملة، حتى تركوه من عناهم وتجشمت أنت عنهم؟ يعني بلا مؤاخذة، هل حضرتك رشيت على الموت سكّر؟ هل حضرتك عملت ضحايا النظام المجرم السوري مسخرة ونكت؟ هل حضرتك يللي عم تتسلى بموت العباد لحتى شعرت أن الكلام يعنيك؟

بعدين يا بعدي، في كلامي أنا أعلاه، هل كان الطلب أن يخضع السوريون لداعش وملحقاتها؟ والتي حين ينكشف الزمان عن الخبايا سيظهر أنهم من نوع أغاسي المشهور؟ هل يزعجك كون خالد إسلامي لأنك ترى كل إسلامي ليس إلا وحش فرانكشتاين عديم الإسم ذي اللغة الأجنبية الذي لم يخلقه الله البتة؟ فرأيت من الضروري أن تحجمني وتغير الموضوع من إدانة المسخرة على أرواح الناس، إلى تبرير نصرة النظام لأن أعداؤه خروات؟

معلش، قصيدتك مش مناسبة لهذا المقام، وليس لي يقال عمى وقلة الضمير، هذه تقولها لأصحابك من العالمانيين الذين جعلوا من معاناة السوريين نكتا يتسلون بها وهم يقشرون الكستناء، وليس لي يقال برج عاجي، هذه تقولها للقاعدين المنظرين على الناس، وليس لمن نزل الأرض وأعان الناس بنفسه وماله.

مقابل كل إسلامي أعان السوريين على ما هم في من البلاء، كم من العالمانيين قام بذلك؟ الشخص العالماني الوحيد الجدير بالاحترام في هذه المعمعة، والذي أراه أهلا لحكم سوريا وجمع الناس حوله، هو ليس مسلما بالمناسبة، هو بسام الخوري. لكن مقابل كل بسام هنالك الكثير ممن يجلسون مثلك على أبراج عاجية كي يجعلون من الإسلاميين وحش فرانكشتين، وتلتهي الناس بهذا الوحش المزعوم عن الوحش الحقيقي القابع في المهاجرين في دمشق.

قبل سنتين يا رجل، وقبل ظهور داعش وملحقاتها، ونحن نتوقع هنا وغير هنا الساعة التي سيخرج فيها النظام عفريت التطرف من القمقم، حتى يتحقق القول المأثور، كل حرامي بدو حارس.

أنا لم آت هنا لأرد عليك وترد علي، فقد علمت مقامك، وعلمت أنك تنتفع بقولي أو لا، وعرفت رأيك سابقا ولاحقا. لم آت هنا إلا للتنبيه على العفن الموجود في هذا النادي، وإظهار خريات الضباع المقهقهة على دماء الناس.. أما أن أدخل في حوار جاد هنا، فكما قال المثل فش فايدة.

سوف لن يعجزك أن تجد كل موبقات الثورة وتنسبها لداعش، أي الإسلاميين، وحين أجلس مع أي إسلامي فإنه لن يعجزه أن يجد نفس الموبقات لينسبها لأصحابك من العالمانيين. لكن هذا الكلام كله لا يفيد ولن يفيد، ولا يجعل العبيد أحرارا. طبعا ضمن تفكيرك فمن كان إسلامي لن يكون حرا، لا يكون حرا إلا من كان على مثل رأيك، وهكذا يرى الإسلاميون. وأنا والحمدلله على مسافة واحدة من كليكما، وأرى كل منكما يطعن الآخر في ردفه ليقتل فيه نفسه.

بعض الأسئلة مرعبة صحيح، لكن الواقع مرعب أكثر منها، والسؤال الذي يتشكل خطأ من الخطأ الإجابة عليه.