كل الأنظمة الطبقية هي أنظمة تعتمد على عنف تجاه الطبقات الأقل حظا! في الحالة السورية, هذا العنف غير مقبول من قبل النظام,هذا القمع مرتبط بالثقافة السورية وتاريخ الدولة السورية الحديثة ومرهون بوضع وتاريخ النضال السوري الديموقراطي الحديث وطريقة تناول مسألة الديموقراطية إقليميا وعالميا وعلاقته بالثقافة البرجوازية السائدة وتفاعل هذه البرجوازيات الشكلي/الفعلي حول هذه المسألة .

تركيزي الدائم كان محوره أننا لن نستبدل هذا النظام ببديل أسوأ وكنا أكثر من أي ثورجي هنا ضد النظام ومساوماته البرجوازية المفرطة بالفئات الشعبية التي هي نفسها كانت من تدعمه !!! كنا ضد النظام سواء من ناحية الفساد أم من ناحية قمع الحريات الديموقراطية وأشدد على "الحريات الديموقراطية" للديموقراطيين ولا يعتبر الإخوان أو الوهابيين ديموقراطيين, الموقف الأساسي الآخر الناقد للنظام كان حول إدخال الأعداء الصهاينة الخليجيين إلى البيت السوري مما جعل لهم أزلاما إشتروا ذممهم وشراءهم الذمم سواء في سلك الأمن أو الجيش أو التجارة والفساد أدى لتسهيل مشروع التآمر من خلال التحريض بإفتعال وفبركة مسرحيات من هذا الطرف أو ذاك لإشعال الحرب على الشعب ومؤسساته وليس ضد النظام تحديدا, موقفي كان من المعارضين أنهم وبدلا من أن يقفوا ضد هذا المشروع التدميري أي أن يكونوا معارضة وطنية هدفها سورية ديموقراطية متحررة من سلوكية النظام وبنفس الوقت معارضة للأنظمة العفنة ومناضلة حقيقية ضد الأنظمة الظلامية الإستبدادية , إستمرأوا أن يكونوا جنودا لهذه الأنظمة تحت شعار إسقاط النظام بأي ثمن وهذا ما كشف حقيقة معظمهم وسهولة وقوعهم في المطبات العفنة ذات الصبغة الفاشية وأثبت فشل مشروعهم وهم اليوم أيضا يدفعون ثمن موقفهم البائس ولكن لا يجرؤون على الإعتراف بفشل مراهنتهم على التحريض السهل والسلوك السياسي الذيلي ولا على التخلي عن سلوك هذا الطريق بشكل نهائي فالفساد نخرهم وخط الرجعة صعب , كان موقفهم ضد مصلحة مشروع الدولة العلمانية التعددية في بلدهم وهو ما كانو يدعون انه هدفهم.


هل يجب التذكير وبشكل دائم أنه لا يمكن أبدا أن ينجح أي جهد سياسي داخل أي وطن قبل الإعتراف والتوقيع على صون سيادته أولا فما بالك بشعارات من قبيل : "ياناتو تعا لعنا يا ناتوا !!"