1- لم ترد على مداخلتي أن معنى "ولم يمس ماء" يعني "لم يتوضأ" وأن السيدة عائشة أكدت أن النبي كان يغسل يديه قبل الطعام.
2- لا يحتم الإسلام على المسلم أن يغتسل من الجنابة قبل نومه:
فتح الباري لابن رجب (2/ 62)
وهذا كله يدل على أن أبا إسحاق اضطرب في هَذا الحديث ، ولم يقم لفظه كَما ينبغي ، بل ساقه بسياقات مختلفة متهافتة .
وروى محمد بنِ عمرو ، عَن أبي سلمة ، عَن عائشة ، أنَّهُ سألها : هل كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام وَهوَ جنب ؟ قالت : نعم ، ولكنه كانَ لا ينام حتى يتوضأ وضوءه للصلاة ، ويغسل فرجه . خرجه بقي بنِ مخلد في (( مسنده )) .
3- عدم الوضوء هنا يقصد به بعد أكل اللحم المطهي ، هل لابد من الوضوء أم تجوز الصلاة بالوضوء الأول قبل تناول اللحم:
شرح ابن بطال (1/ 333)
عن سليمان بن يسار، أنه سمع ابن عباس، ورأى أبا هريرة، يتوضأ، فقال: أتدرى مم أتوضأ ؟ قالا: قال: أتوضأ من أثوار أقط، أكلتها، قال ابن عباس: ما أبالى مما توضأت تمت أشهد لرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أكل كتف لحم، ثم قام ألى الصلاة، وما توضأ.
شرح ابن بطال (1/ 334)
فيه: ابن عَبَّاس، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. رواه عمرو بن أمية عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. واختلف السلف قديمًا فى هذه المسألة، فذهب قوم إلى إيجاب الوضوء من أكل ما غيرت النار.
قال الطحاوى: والدليل على ذلك ما حدثنا أبو زرعة الدمشقى، حدثنا على بن عياش، حدثنا سعيد بن أبى حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء مما مست النار.
كشف المشكل من حديث الصحيحين (ص: 1083)
ففي الحديث الأول أنه رأى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يحتز من كتف شاة في يده فدعي إلى الصلاة فألقى السكين وصلى ولم يتوضأ أصل الحز القطع وقد يكون بائنا وغير بائن وقد كانوا يقطعون اللحم بالسكين وفي هذا الحديث ترك الوضوء مما مست النار.
4- لا يحتم الإسلام على المسلم المتوضيء أن يعيد وضوءه إذا نام. وقد اختلف العلماء في هذا إلى تسع أراء. وبالتالي فعدم إعادة النبي (ص) للوضوء بعد نومه لا يعد مخالفة لتعاليم الإسلام. أضف أن الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم وإدراكاتهم وأنهم محفوظون:
عون المعبود شرح سنن أبي داود (1/ 237)
سؤال بن عباس بقوله صليت ولم تتوضأ وقد نمت وجوابه بقوله إنما الوضوء على من نام مضطجعا وتقريره أن آخر الحديث يدل على أن نومه مضطجعا ناقض لوضوئه والحال أنه مخالف لحديث عائشة تنام عيناي ولا ينام قلبي أخرجه الشيخان ولقول بن عباس أو عكرمة كان النبي محفوظا.