شوف يا رحمة،

كل الكلام الذي ذكرته أعلاه نظري حين العملي يفترق،

أول شي، الأئمة الذين تذكرهم من آل محمد ليس من أحد منهم موجود بيننا اليوم، الموجود هي روايات قومك عنهم، وهي روايات تصدق وتكذب وتصح وتخطئ، هذا على فرض قبولنا بنظرية الإمام المعصوم.
ثاني شي، حين نتحدث عن القرآن، ونحكم عليك وعلى قومك من خلاله، فإنه ليس عسيرا علينا أن نثبت انفصالكم عن الثقل الأكبر حين تزعمون الالتصاق بالثقل الأصغر. أنت شخصيا حين تذكر بكتاب الله فإنك تشيح بوجهك وتصعر بخدك وتشمخ بأنفك وتأخذك العزة بالإثم وتولي مدبرا كأنك لم تسمعه.

ثالث شي يا رحمة، ركام الأحاديث والأخبار عندك وعند غيرك لا يسوى شروى نقير إلا في ظل كتاب الله، لا يكفي للخبر أن يأتي من سند مقبول حتى يصلح للاستدلال، حتى لو كان هذا السند إمام عن إمام عن إمام عن إمام.

رابع شي يا رحمة، حين تتحدث معي، فالزم كلمة سيد خالد، ولا تستعمل الألفاظ العبيطة التي من الممكن أن ينادوك بها في الحارة، مثل ولك ومتفلسف وغيرها.

خامس شي يا رحمة، المناجاة والدعاء والتقرب بالكلام إلى الله تعالى لا يسوى شروى نقير لو سودت به الكتب والصحائف ما دام القلب أسودا منكوسا لا يؤمن ولا يرعوي عن غي ولا ينصرف عن إثم وفجور. ماذا أنتفع بمن يحفظ الصحيفة السجادية ويتلوها دبر كل صلاة، ويقيم ليله بدعاء الجوشن الكبير حتى تخر ركبه من الوقوف، وقلبه أسود منكوس لا يرعوي عن دماء الناس ولا عن أعراضهم؟

أنت شخصيا ماذا انتفعت من كل هذه الأدعية والآثار عن آل محمد وأنت تخالف سورة النور جهارا نهارا، وتقع في عرض من يخالفك في الرأي السياسي من الرجال والنساء، وحين تذكر بالحق تضع إصبعيك في أذنيك وتستغشي ثيابك وتصر وتولي مدبرا كأن لم تسمع ولم تقرأ؟ ألا يحفظ الأرشيف وقوعك في أعراض الكثير من السياسيين السوريين واللبنانيين دون بينة ودون حق، ولو كنت جلدة بطنه أو بطنها لما عرفت الذي تزعم نفسك تعرفه.

تقرعني؟ أنت؟ أوتقول المصفاة للإبرة ما ذاك الثقب فيك؟ أخرج الخشبة من عينك يا مراء قبل أن تقول لغيرك أن يخرج القذى.

وأخيرا وليس آخرا، النصوص البيانية المتعلقة بالتشريع الإلهي عندك وعند قومك قاصرة أن تفسر الحكم بما أنزل الله، حتى وضعتم وضعا وأوجدتم حكما لا علاقة له بكتاب الله وجعلتموه دولة سميتموها زورا وبهتانا الدولة الإسلامية الإيرانية، وهي دولة دينية لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة للإسلام بها، ولو بعث الله محمدا أو عليا صلوات الله وسلامه عليهما من مرقدهما إذا للعنا هذه الدولة لعنا مبينا.