شكرا للزميل رفيق و فارس اللواء اضافتهما
و شكرا لابن فلسطين طرحه السؤال
الامام على عليه السلام قدم للانسانية نموذجا خالدا و لا يمكن تكراره فى التاريخ
فبغض النظر عن ايمان البعض بذلك ام لا و لكن كشخصية تاريخية فهو شخصية جامعة لم تحصل و لن تتكرر ، فلم يذكر التاريخ شخصية جمعت الايمان و العلم و الحكمة و القوة و الشجاعة و الفروسية و الفلسفة الروحانية ، و طبقت كل ذلك عمليا .
قدم الامام على عليه السلام فى كل المجالات الانسانية الاخلاقية نموذجا ساميا عظيما
فهو كاخ او قريب الرسول الاعظم قدم اعظم تضحية يقدمها اخ لاخيه او قريبه
كزوج قدم اعظم مثال للزوج المحب لزوجته و المراعى لمشاعرها و قلبا محبا لم تستطع الجيوش و لا عمالقة الفروسية ان تنال منه او تطرحه ارضا ، و لكن خبر رحيل زوجته و وفاتها اسقطه ارضا على وجهه الكريم الشريف ، كأب فانه كان مثال عظيما للاباء فى تربية ابنائه و تقديم اروع الوصايا المحفوظة من اب لابنائه ، اما الحكم الانسانية الرائعة فى كل المجالات الانسانية فحدث و لا حرج و الاهم من ذلك تطبيقه العملى لاقواله و ترجمته الى افعال ، اما فى مجال الحقوق الانسانية فقد قدم وثيقة رائعة فى الحقوق ، و طبق ذلك ، اذ انه استنفر المسلمين عندما تم سلب امراة يهودية فى منطقة بعيدة نائية ، و اعتبر ان المسلم الذى يموت غيظا لمثل هكذا خبر فانه جدير بالتقدير و عظيم الاجر عند الله ، عدا عن ذلك فانه فى بداية تسلمه السلطة فانه وزع الاموال فى بيت مال المسلمين على كل الناس بالتساوى ، و لم يبق درهما واحدا فى بيت مال المسلمين مخالفا بذلك النظام المالى المسمى بالدواوين الذى استحدثه عمر بن الخطاب ، و الذى قسم الشعب الى طبقات و فضل اقواما على اخرين و جعل عطاء المهاجرين اكثر من الانصار ، و عطاء الاوس افضل من الخزرج ، و العرب افضل من العجم ، و هكذا شكل نظام طبقى فى الدولة و ازاله الامام على عليه السلام ، بالنسبة للشجاعة القتالية فقد كانت خارقة و لكنها كانت مهذبة بالاخلاق العالية العظيمة ، و من امثلة ذلك انه لما تمكن من اقوى فرسان العرب و رفع سيفه ليضربه بصق عمرو عليه فتوقف عن قتله و تراجع مما اخر القتال و تمكن منه مرة ثانية و قتله فلما سالوه عن ذلك اجاب بانه اراد ان يقتله خالصا لله و لا يريد ان يشوب ذلك اى صفة انتقامية لشخصه اذ ساوره شئ من الغضب لانه بصق عليه ، و من امثلة ذلك نهيه عن قتل الاسرى و نهيه عن الاجهاز على الجرحى و نهيه عن ملاحقة الهارب من القتال ، و قد سالوه : لماذا لا تقتنى فرسا سريعا ؟ فاجاب : و ما حاجتى للفرس السريع ؟؟ فانا لا اهرب فى ساحة القتال ، و اذا هرب عدوى لا الاحقه .
اما فى المجال السياسى فقد اثبت ان السياسة شرف و صدق و ليس نصبا و احتيالا كما صورها النصابون المحتالون
هذه امثلة بسيطة و مختصرة جدا لعظمته الانسانية
و لو احببت الاطلاع اكثر فبامكانك مطالعة كتاب : الامام على صوت العدالة الانسانية
لمؤلفه جورج جرداقى
و شكرا