"وما زال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

بمراجعة المدينة التي أسكن بها، والبحبشة في كل زواريبها، وبالرجوع إلى مصدر هذه القصة العجيبة التي نقلها الكذاب فودكا، فإنه يجدر بي، بصفتي الإمام، وبصفتي المرجع الأعلى للشؤون السويدية، وبصفتي أسكن في قلب الحدث المزعوم، فإنه ينبغي علي التصريح بما يلي:

بعد حين، نبهني بعض الأصدقاء أن هناك ضفادع تحاول الوصول إلى أقدامي الطاهرة بلعابها المستنقعي، فكان لا بد من التواضع لعدم إرهاق هذه الضفادع، فكشفت الحجب عن المدعو فودكا حتى نرى ما قد ادعى
ثم، بعد أن تبين لنا أن الموضوع منقول من أحد أنصار الدولة الصهيونية المحتلة فلسطين، واسمه دلدار هرمز، والصورة لا علاقة لها بمالمو ولا بالسويديين سواء من أصل اسكندنافي أم من أصول أخرى.

الموضوع المنقول عن المرأة السويدية المزعومة، لو صح فإنه بالإمكان تحريك دعوى ضدها وفق الدستور السويدي الذي تزعم هي ودلدار الكذاب أنهما يحافظان عليه من حيث ينتهكانه، لأنهما يفرقان بين السويديين بناء على تاريخ التجنس وبناء على الأصل العرقي.

فودكا قد تلبس بالمقالة "حسب امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما يسمع" فلا أظنه أكثر من أذن سمع ونقل ثم ظن أنه يغيظ إمام زمانه، وقد آسفنا السقوط المدوي الذي سقط به، وندعوه إلى التوبة بينه وبين ربه عن خطيئة الكذب، أما بالنسبة لمجلسنا الإمامي المبارك فسنعيد حالة الحجب القائمة على هذا المعرف، والسبب هو الإغراق في السفاهة.

العجيب ليس من فودكا، فقد قال فيه المتنبي قديما "لكل امرئ من دهره ما تعودا"، ولا تستغرب السفاهة من معدنها، الغريب هو من تفاعل الكثيرين معه دون تثبت، حقدا أو لغرض أو لقلة معرفة أو لغاية في نفس يعقوب، أرجو ممن تفاعل مع هذا المقال أن يراجع نفسه بتأن فينظر هل يرغب لنفسه بهذا الأمر؟ حين يفتح المرء الباب للفاشية والعنصرية لضرب غيره فإنها لن تلبث أن تصل بيته فتضربه.