(05-27-2014, 03:27 PM)خالد كتب:  هو من ناحية الزيارة، فلا أجد فيها من ناحية دينية أية مشكلة، وقد رووا أن نصارى نجران قد دخلوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلوا فيه صلاته متجهين إلى قبلتهم، وهو يرى ويسمع ولا يغير عليهم ولا يأمر أحدا بتغيير لا بيد ولا بلسان مع القدرة عليها لأنه كان مبسوط اليد.

الآية المذكورة (إنما المشركون نجس) إن أولت أنها تعني أهل الكتاب أيضا، كما يؤولها الاثني عشرية ومنهم علي نور ورحمة، فهي تخص المسجد الحرام تحديدا، فالآية (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)، وأنا لا أراها تخص أهل الكتاب لأن القرآن قد ميز بين الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في سورة البينة، وأباح ذبيحة اللذين كفروا من أهل الكتاب ولم يبح ذبيحة المشركين، فضلا عن الذين آمنوا منهم.

عندما جاء البابا زائرا المسجد الاقصى جاء كصديق مجاملا المسلمين و معترفا بحق لهم، كما لغيرهم من المسيحيين و اليهود، في مدينة القدس، جائهم فاتحا ذراعيه للحوار و الصداقةو ليس في ذهنه شيئا عالقا من العصور الوسطى! و لكن على ما يبدو ان هناك ما زال تقويمه يشير الى ان يومه اليوم هو ٢٧ ايار من العام ١٠١٤!

اقتباس:وبعد، فإن معظم غير المسلمين اليوم من أهل الفترة، بسبب تقاعس المسلمين عن البلاغ بما يلفت النظر، بل إنهم يسعون للبلاغ بما يقزز النظر وهذا يرفع العذاب والكفر عن الغير لأنهم لم يصلهم البلاغ.

بلا مؤاخذة هذا تفكير بسيط و ساذج استطيع ان اتصور انه يصدر عن فلاح بسيط لم يغادر قريته طوال عمره، هل تعتقد ان اكاديميين من طراز رفيع كالبابا لا يعرف ما هي ''الرسالة'' الاسلامية؟! و هل نحن في عصر المقوقس و كسرى لندعوا العالم الى الاسلام ام نحن في عصر الحوار و الانفتاح ليفهم و يتعايش الواحد مع الاخر؟!

اقتباس:من ناحية دينية فلا يوجد مشكلة أن يزور البابا المسجد الأقصى ما دام لم يزعم أن هذا المسجد له أو للنصارى أو لليهود، ما دام مقرا بأن هذا المسجد للمسلمين فلا مشكلة في الزيارة.

طيب الحمدلله!

اقتباس:من ناحية سياسية، يختلف الأمر، فرغم وجود إيجابيات سياسية من الزيارة، لكنني أقدر وجود سلبيات شتى، ليس أقلها المستوطنات التي بنيت عشية مغادرته، وليس أقلها أنه يعترف بإسرائيل وأنه يدعو أن تكون القدس مدينة دولية وهي مدينة فلسطينية كما يعلم البابا، بشرقها وغربها. وكان من الأفضل أن يكون هناك تمييز بين زيارة البابا الذي هو رأس الكنيسة الكاثوليكية وزيارة البابا الذي هو رئيس دولة الفاتيكان.

بناء المستوطنات قائم و ما زال و لن يتوقف سواء مع او دون زيارة البابا، من الناحية السياسية زيارة البابا جيدة لاعطاء امل و دفعة الى السلام، مثل الامل في خروج المفاوضات من ازمتها من خلال دعوة الفلسطينيين و الاسرائيليين للتفاوض في الفاتيكان، و جاءت الاستجابة سريعة من كلا الطرفين.

اعتراف الكرسي الرسولي (و ليس الكنيسة) باسرائيل جاء بعد اعتراف الفلسطينيين انفسهم بها، يعني اسرائيل اكتسبت ''شرعيتها'' من اصحاب الشأن انفسهم. الاعتراف كان ضرورة ملحة لتسوية مشاكل عالقة و ملحة بين الكنيسة الكاثوليكية و اسرائيل، و لكي يستطيع الكرسي الرسولي ان يلعب دورا اكبر في عملية السلام و بالتالي استقرار الشرق الاوسط!

الضمانة المثلى لوضع مدينة القدس كارث تاريخي عالمي يخص اكثر من ثلثي سكان الكرة الارضية من مسلمين و مسيحيين و يهود هو جعلها مدينة مفتوحة عالميا و للجميع من خلال ادارة دولية، فهي اكبر من ان يتحكم بها رئيس بلدية عربي او يهودي تخضع سياستهما لما تمليه عليهما مصالحهما القومية!