كلاهما يرى العنف وسيلة لتحقيق رغباته، ليست لديه القدرة على تحصيل أهدافه بالعقل لأنه إنسان فاقد العقل..

كلاهما يرى في ذهنه صورة خيالية غير واقعية عن الآخر، فالمتحرش يرى النساء دائماً عاهرات، والإرهابي يرى كل من حوله جهلة وأغبياء لا يعرفون حقيقة الدين وأنه المُرسل من عند الله لتطبيق شريعته.!

أي شخص يرى في نفسه وصياً على الآخرين هو مشروع إرهابي أومتحرش، العنف ضد النساء متولد من نزعة الوصاية عليهم، وكذلك العنف ضد الناس متولد من الوصاية عليهم..وفور التخلص من نزعة الوصاية يعود الإنسان لطبيعته أن الناس أحرار فيما يقولون ويفعلون، وأن الحاكم بينه وبينهم هي قوانين المجتمع، لا حق له لمحاسبة الناس إلا بالقانون..

الإرهابي لا يؤمن بالقانون وهو مشروع هدام لكل شئ حتى الأخلاق، وقد رأينا جرائمهم الجنائية والأخلاقية واسعة بشكل بشع، عجزوا عن السيطرة على أنفسهم لأنهم جهلوا أقصر الطرق للتحكم فيها.

المتحرش لا يؤمن بالفضيلة لأن غريزته أعمته عن رؤية الواقع والأخلاق، تعوّد أن لا يرى النساء سوى بصورة جنسية، المرأة عنده هي آلة للجنس وظيفتها محصورة في تلك الزاوية.. وهي الصورة التي أسست لحوادث العنف ضد النساء، المرأة ليست كما يراها المتحرش، هي كائن أرقى من الرجل في مشاعره بكثير، وهي في منتهى التمدن العقلي حيث بعُزلتها عن المجتمع الذكوري لم تمرض بأمراضه الاجتماعية والسياسية ، في مصر كانت المرأة هي العامل الأبرز في استعادة الدولة لهيبتها، وكانت أفقه من الرجل بكثير في أمور السياسة.

ياأخي كم امرأة قادت أو اشتركت في حوادث العنف الطائفي؟

كم امرأة دعت إلى الإرهاب أو روّجت له؟

لا تقيس على نساء الإخوان فهؤلاء مؤدلجون وقد سيطر عليهم قيادات وشيوخ الإخوان بالعاطفة، ورغم ذلك فمن يمارس العنف منهم أقلية قليلة والباقي يرفضون العنف ولم يشتركوا فيه، المرأة هي كائن مسالم بطبعه.. كيف يكون هذا الكائن لدينا استهلاكي..لنا الحق أن نكرمه لا أن نهينه بتلك الطريقة..!

إن ما يربط ما بين الإرهاب والتحرش هو وجود عقيدة قائمة على الوصاية والجباية، أنا لي حق التحرش بهذه المرأة لأن سلوكها ولباسها لا يعجبني، صدقني هذه نفس مرجعية الإرهابي، لي الحق في قتل الناس لأنهم كفار ومرتدين وأقوالهم وأفعالهم لا تُعجبني..

نحن بحاجة لتحرير معنى الحرية ووضعه في إطار الحقوق والواجبات، الإرهاب ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون ظاهرة ثقافية أو سياسية، وكذلك المتحرش هو مشروع إرهابي إذا لم يردعه المجتمع.