(06-18-2014, 02:05 PM)خالد كتب:  .
.


محاكمة ذلك العصر بناء على مقاييس اليوم ليست إلا نكوصا لمشاكل التاريخ لمحاسبة الحاضرين عليها، فعلى الفرض السابق أن كل شيء من صنع البشر، فإن فودكا وأوبزيرفر يرون أن سكان بلاد الشام والعراق ومصر الحاليين من العرب ليسوا إلا غزاة يجب ردهم إلى جزيرة العرب، وسكان الأناضول وتراقيا بشرقها وغربها من الأتراك ليسوا إلا غزاة يجب ردهم إلى وسط آسيا، وأن الدين هو المحدد لملكية الأرض والإنتماء الصحيح إليها، فيصير النصراني الساكن في تركيا أو بلاد الشام ومصر هو الوريث الوحيد للأقوام التي سكنت الأرض قبل الفتح الإسلامي... وهي دعوى سمعناها من الصهاينة، الذين زعموا أن دينهم اليهودي هو الذي يجعلهم الوارث الوحيد لأرض كنعان الفلسطينية.

الواقع يشير أن الناس تغير ثقافتها ولغتها ودينها دوما، والعربية لم تكن إلا ثقافة، ومن يزعم أن نسبه عربي محض فقد باين الصواب، والإسلام ثقافة كذلك، وإن اختار السريان النصارى في بلاد الشام أن يتعربوا لغة ويسلموا ديانة، فهذا لا يجعل لأوبزيرفر وفودكا الحق أن يقررا طردهم إلى الجزيرة العربية بحجة معركة اليرموك أو مدري شو، ولا يجعل لهم الحق أن يفرضا تنصر هؤلاء وسرينة لسانهم ردا على الإسلام والتعريب، حتى لو فرضنا جدلا أن ذلك قد تم بالقسر والإكراه، وهو أمر يكذبه الواقع. لأنه لو سلمنا لهم جدلا بهذا، كان إجبار أحفادهم على شيء هو إصلاح للخطأ بمثله.

منطقك ايها الزميل، يذكرني بسعيد الذكر الفنان نهاد قلعي (حسني البورزان) و مبدئه الذي يقول، اذا اردت ان تعرف ما بايطاليا فعليك ان تعرف ما في البرازيل!

اقتباس:هذا ونحن لا نسلم لهم بما يدعون عن الإسلام، الذي هو الدين الذي ارتضى الله لنا ولهم، وليس الدين الذي كتبه الأحبار والكهنة والكرادلة والأساقفة في مجامعهم ثم قتلوا من يخالفه من الناس. ومن زعم أن القتل غير صحيح، فيكذبه مجازر مجمع خلقيدونية والتي لولا أن قيض الله المسلمين وفتوحهم حينها، لأصاب اللاخلقيدونيين منها ما أصاب الأريوسيين والنساطرة من قبل.

صدقني لو تركتم الاساقفة و الكرادلة اليوم يكملون ما بدأه صاحب السعادة اسقف مكة مار ورقة بن نوفل، و لم يكمل كتابته محمد بعد وفاة مار ورقة و الراهب بحيرى، لخرج لكم دين جميل جدا تحسدكم عليه امم العالم اجمع!