فودكا وابزيرفر يظنان أن الدين يجب أن يكون مفصلا لهما هما بالذات بنظرتهما الرومنسية المبنية على خيال وردي بمملكة ستأتي من السماء تسمى أورشليم الجديدة.

الدين يعالج مشاكل هذا العالم، وعلاقته بالعالم القادم علاقة حساب على العمل في هذا العالم وفق الحلول الموضوعة للمشكلات المعطاة.

كان الإنسان ولا زال يقتل الإنسان، وسيبقى كذلك إلى أن تقوم القيامة، فردا وجماعات ودول، ولن يأتي يوم لا تقاتل فيه بين البشر مهما حلم الحالمون وتمنى الرومنسيون ذلك.

والعاقل يعرف أن المشكلة التي لا يمكن حلها أو أن حلها صعب عسير، يسعى العاقل لإدارتها حتى يقلص أضرارها ويحصل على ما يمكنه من منافع منها. ومنها القتال.

لأن الناس تعقل، بعيد عن يللي ببالي، فحين وضعوا مؤسسة دولية لمنع الحروب، فإنهم أيضا وضعوا بيد هذه المؤسسة حق إعلان الحرب وفق البند السابع على من يريد أن يقوم بالحرب. وهو أمر كان ولا زال يصنعه البشر.

فودكا وأوبزيرفر يريان القذى في عين الغير ولا يريان الخشب في عينهما كما يقول كتابهما، ومنه قوله تعالى (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون*) ، وهم وإن كتبوا الكتاب بأيديهم وزعموا أنه من عند الله، إلا أن فيه بقية من وحي مثل مثل القذى والخشبة الذي يقرآن ويدينهما وهما ينظران.