{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عدت ولله الحمد
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #39
الرد على: عدت ولله الحمد
عزيزي أوبزيرفر،

ونحن نتفق على كلمة سواء، فمن الجميل أن نبتعد عن التنميط، لأن التنميط أو ما يسمى في الإنكليزي stereotyping هو المرحلة الأولى لتفريق الناس شيعا وأحزابا تمهيدا لاستضعاف طائفة منهم وتذبيح أبنائهم في مراحل لاحقة كما حدث مع اليهود أو غيرهم.

التنميط هو اعتبار كل من جماعة بشرية يخضعون ضمن قالب متصور في الذهن. من باب أن كل إسلامي له لحية طويلة وجلباب قصير ويعض على مسواك وينظر غضوبا ويدعو بالذبح والويل والثبور وعظائم الأمور، وأن كل نصراني إنما هو جندي من جنود الصليبيين في القرون الوسطى إن جاع شوى أطفال الوثنيين ليأكلها، وأن كل يهودي هو شايلوك من مسرحية تاجر البندقية، وأن كل مدري مين مدري شو.

هذه الكليات تضرب التعايش، بل وتؤدي إلى اضطهاد طائفة من الناس من أجل أوهام. فكم من مسيحي متدين بل ومتزمت أقرب إلي فكريا واجتماعيا من إسلامي، وكم من يهودي محافظ أرثوذكسي قد يكون أقرب لي من فلسطينيين مسلمين كثر، لأن الصواب برأيي أن لا ننظر إلى العناوين بل إلى الموضوعات.. فلا يعنيني كثيرا أن يكون عنوان أوبزيرفر مسيحي كاثوليكي أو أن يكون عنوانه مسلم سني، يعنيني موضوع أوبزيرفر وماذا يريد.

حين تحدثنا عن العرب السنة في المشرق، في العراق وسوريا، فلم يكن الحديث مبعثه أن أصولي سنية عربية، فلست سنيا حتى بالولادة، أبي لم يكن سنيا حين ولدت. ولست عربيا إلا باللغة والثقافة، لأنني لا أرى العربية عرق ولا نسب بل أراها ثقافة ولغة. لكنني أرى أن العرب السنة ثم الترك السنة هم أكثرية السكان في المشرق، وأرى أن علو بعض الأقليات عليهم لدوافع طائفية مرتبطة بثأر قروسطي أو مغرق في التاريخ، أراه أمرا يتطلب ردا يمينيا يميل إلى التطرف ليعادل هذه النزعة الطائفية التي زعمت ذات غفلة من الزمان والأكثرية أنها تقدمية عالمانية تؤمن بحقوق الإنسان وتحرير النسوان، وهي على الحقيقة تتدرع بمفاهيم حديثة لتحقيق ثأريات قديمة. وحين تحشر قائلهم في زاوية فإنه لا بد أن يقيء طائفيته التي زعم زاعمهم أنها محصورة بالعرب السنة.

حين تغيرت العناوين الداخلية في المشرق في القرن العشرين، فإن أول من غيرها وقبل غيره وسعى لجعل الجميع ضمن عنوان موحد جديد هم العرب السنة، بل كان ليستحيل على غيرهم أن يقوموا بهذا الدور مهما دعمهم المنتدب المستعمر من فرنسيين وإنكليز. ببساطة لأن الكثرة تحكم. لكن العرب المسلمون السنة سعوا ابتداء إلى اعتبار الجميع شيئا واحدا، عربا، أو سوريين أو عراقيين أو فلسطينيين، أو غير ذلك.. وسعوا إلى إذابة التفرقة المذهبية والدينية وإتاحة المجال للجميع أن يتنافس. فكان الذي حدث في سوريا مما يؤلم من تقافز للطائفيين من الأقليات على السلطة وإقصائهم واضطهادهم للأكثرية ولبعضهم البعض حتى باتت سوريا كما نراها اليوم. هو أمر قد استعرضته سابقا في مداخلة تتعلق بالطائفة والأمة، أستطيع استعادتها لو لزم الأمر. وأنا أفرق هنا بين الإنتماء الثقافي والديني والمذهبي الطبيعي لفلان من الناس لأقلية ما، وبين أن يتخذ هذا الفلان انتماؤه لأقليته مرجعا سياسيا يصنف الناس عبره ويتخذ منهم المواقف وفقه، وهو ما اصطلحنا عليه باسم الأقلوي.

بسام الخوري يضرب مثالا حديثا، فهو سوري مغرم بسوريا، عربي ثقافة بل حرص على تعليم ابنه اللغة العربية كما تشير مداخلة له في هذا النادي، وهو أيضا كاثوليكي مغرم بشكل مغرق في الصوفية بالسيدة العذراء مريم عليها سلام الله، وله مداخلات غاضبة ضد كل من ينالها بشبه سوء ولو كان يرمز بها لغيرها.
لكنه حين يتحدث سياسة، فإنه لا ينطلق من موقع أنه كاثوليكي يجب أن يحمل الكاثوليك على رقاب الناس، ولا من باب أن الأقليات يجب أن تتحد أمام الوحش المتمثل بالأكثرية.. بل يتحدث نسبة إلى كونه إنسانا يشعر بمعاناة الجميع أكثرية وأقلية. وأنا إن أردت أن أقيم دولة خلافة في سوريا فإنني أريد بسام لا غيره أن يكون الخليفة فيها، وهو على دينه.

نحن يا أوبزيرفر، والحكي للجميع، حين ندافع عن حق الإخوان المسلمين أو التحريريين في الدعوة لآرائهم أو ممارسة السياسة لا يعني أننا نوافقهم على ما يقولون.. بل قد شهد الزمان الماضي مقارعات مؤلمة بيني وبين كلا الفريقين وصلت إلى حدود لا يمكن القول إلا أنها كسر عظم. بل لعلك إن أتيت هنا أن تجد بعضا من أي من الفريقين يرى حرمة الحديث معي أو يتجنبني في الطرقات. لكن خلافي في الرأي مع أي منهما لا يجعلني أقبل اضطهادهما السياسي أو الفكري من قبل السلطات أو من قبل العالمانيين، كما نغضب لاضطهاد العالمانيين من قبل أي منهما. لأن للجميع حق بأن يقول ما يريد، وأن يدعو له. لأنه سيقوم بهذا على كل حال رضينا أم لم نرض، فإن زعمنا أننا نمنعه قام بها سرا حتى يفجأ بها متفاجئ ولات حين مناص. وإن رغبت الناس باتباع من تريد، فلسنا بوصاة على البشر، وإن قمنا بهذا يوما فيوشك أن يقوم به غيرنا، وحينها أي عذر نقدم؟

نحن حين نستشهد بكتاب، فلا يعني أننا نؤمن به أو نؤمن بكاتبه أو نتخذه ربا أو رسولا، أنا شخصيا أستشهد بكثير من إنجيل متى رغم يقيني أنه كتاب قد كتبه بعض الناس من ذاكرتهم وروايات غير ممحصة سمعوها عن قيل عن قال. لكن هذا لا يمنع أن أستشهد بفقرات منه أجدها صحيحة المعنى، وبالمثل حين أستشهد بشيء من كتاب رأس المال لا يعني ذلك بالضرورة أنني شيوعي، وحين أستشهد بكتاب فلسفتنا لمحمد باقر الصدر فلا يعني أنني قد صرت شيعيا اثني عشريا أو أنني أؤيد رأي محمد باقر الصدر بالخميني كما زعم بعضهم أنه كان يدعو لنصرة الخميني.

فنخرج من التنميط عزيزي أوبزيرفر، والحكي للجميع، ولننظر بطريقة مختلفة لا تتعلق بطريقة لحية أبي أطول من لحية أبوك، وسيارة أخي أكبر من سيارة أخوك. نحن نعيش معا هنا، ويجب أن نجد طريقة حتى نستمر بالعيش معا، نجلب المصالح لنا وندفع المفاسد عنا، وطريقة العالمانيين العرب منذ سقوط الدولة حتى اليوم لا علاقة لها بموضوع العيش معا، بل لها علاقة بتأسيس طائفة جديدة تضاف إلى كم الطوائف الموجودة لدينا، طائفة دينية يربطها اللادين، لها كرادلتها وأحبارها وأئمتها، ولها طقوس تعميدها والدخول في دينها، ولها ولاؤها وبراؤها. ولسبب ما فهذه الطائفة الجديدة تضاف إلى كم الأقلويين الموجود لدينا، مثل الإشتراكيين العرب من قبلهم. وهم في الولاء والبراء لا يختلفون البتة عن الإسلاميين الذين يزعمون أنهم لهم من الخصوم، ونتيجة حكم العالم العربي من أي من الفرقاء الثلاثة لن تختلف البتة.
06-26-2014, 08:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عدت ولله الحمد - بواسطة ابن فلسطين - 06-22-2014, 02:37 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة vodka - 06-23-2014, 11:03 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-23-2014, 01:25 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-23-2014, 11:23 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة vodka - 06-23-2014, 11:51 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-24-2014, 12:17 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة vodka - 06-24-2014, 12:37 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 08:17 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة ابن فلسطين - 06-24-2014, 02:11 AM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-24-2014, 03:59 AM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-24-2014, 02:22 PM,
RE: الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 04:35 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة ابن فلسطين - 06-24-2014, 02:55 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 04:40 PM,
RE: الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 09:43 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-24-2014, 09:34 PM,
RE: الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 09:50 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-24-2014, 10:06 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 07:46 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة ابن فلسطين - 06-25-2014, 04:08 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-25-2014, 07:49 AM,
RE: الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 08:21 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 08:12 AM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-25-2014, 09:02 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 09:37 AM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-25-2014, 04:51 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-25-2014, 05:04 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 06:09 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-25-2014, 06:43 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-25-2014, 07:00 PM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-26-2014, 08:03 AM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-26-2014, 08:31 AM
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-29-2014, 02:00 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-29-2014, 09:33 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-30-2014, 12:47 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة observer - 06-30-2014, 07:30 AM,
RE: عدت ولله الحمد - بواسطة ابن فلسطين - 06-30-2014, 01:13 PM,
الرد على: عدت ولله الحمد - بواسطة خالد - 06-30-2014, 01:41 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحمد لله لم يكن إسمه محمد أو حسين أو بسام بسام الخوري 0 695 06-03-2010, 09:43 AM
آخر رد: بسام الخوري
  الحمد لله .. ظهرت بمصر شرطة دينية وعقابها فوري .. نسمه عطرة 0 1,126 09-11-2009, 01:13 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  فرقة ميامي- الحمد لله وشفناكم طنطاوي 7 2,637 12-29-2008, 12:08 AM
آخر رد: gwgi
  عاهرات من أجل يسوع ولله الحمد والمنة neutral 4 1,418 04-09-2008, 03:48 PM
آخر رد: سامر كعكة
  الحمد لله أولا وأخيرا.......الأخ القائد يتعافى 31 4,716 08-07-2005, 07:37 AM
آخر رد: Guest

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS