اذا أردنا أن نمتنع عن القاء الكلام على عواهنه ورمي الرئيس الفلسطيني بالخيانة فإن أنسب ما ينطبق عليه هو الجبن (على خلاف الراحل عرفات الذي لم يكن جباناً إنما مغفلاً).
مهمة الرئيس الفلسطيني وبعكس ما يحاول أن يصوّر لنا الزميل أبسرفر لا تتطلب "شحدة" وشراء ما تيسّر من الوقت، هذه أمور هامشية تأتي مع الخطوات الأكبر بعد أن يُغطى الوضع القانوني لشبه الدويلة الفلسطينية بشقيها.
وظيفة الرئيس الفلسطيني أن يعرّف لنا وللعالم ما هي الدولة الفلسطينية التي يحكمها، أين تبدأ حدودها وأين تنتهي، من المسؤول عن الأمن فيها (يتخلل ذلك تعريف التنسيق الأمني الذي صرع ربنا فيه)، ثم يشرح لنا ما هو وضع السجناء الفلسطينيين المخطوفين في سجون اسرائيل، أهم سجناء حرب أم معتقلين كمواطنين في دولة أجنبية أم مختطفي زعرنة.
وظيفته أن يتوجه للأمم المتحدة ويتعامل مع القضية بالمنظور والمستوى الذي يراه مناسباً -مستوى البدلات الرسمية والمواكب الرئاسية- عوضاً عن البدلة العسكرية والبندقية.
اقتصادياً، فياض كان قائماً على مشروع الشحدة الوطني، وبعد ذهابه يمكن تسليم دفة القيادة إلى خلفه، لذا فلا حاجة للرئيس بأن يوجع رأسه بهكذا أمور.
عسكرياً، المقاومة العسكرية غير مناسبة للرئيس أبو مازن.
سياسياً، شبه الدولة صارت دولتين، لذا فالأسلم أن يترك ابو مازن الأمور إلى ما هي عليها بلاش نكون اليوم بشغلة ونصير بكرا بشغلات.

عباس لا يمثل أحداً سوى نفسه، فهو رئيس عفى عليه الزمن بعد انتهاء مدة ولايته الدستورية منذ أربع خمس سنوات، ومواقفه لا تمثل سوى زمرة "زحفطونيين" بلا مبدأ ولا قضية.