بالنظر إلى كلام العقلاء الغير رومنسيين من البشر، نجد من الاستحالة أن يتم تجنب الحرب قديما أو حديثا... من الاستحالة تجنب الحرب كما من الاستحالة تجنب الموت، وهما كريهان ممقوتان.

من الاستحالة أن نتجنب عقوبة الجناة، ومن الاستحالة أن نتجنب تأديب من يعتدي على غيره من الناس.

وفي كل الأمور المستحيلة، يقوم العقلاء بإدارة الأمر الغير محبوب أو مرغوب، حتى يتسبب بأقل الأضرار، ولا يحلق الأذى بمن ليس لهم علاقة بالأمر.

لذلك، لم يسع عاقل يوما إلى منع الحرب كما لم يسع عاقل إلى منع الموت.. ما سعى إليه كل عاقل هو جعل الحرب الخيار الأخير وجعل الأذى منها محدود غير متعد.

تنشوف التطبيق العملي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شؤون الحرب، وقد حارب الناس وحاربته منذ أن هاجر حتى قبض، صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين.

القرآن قد سجل معظم هذه الأحداث، وما روي من السنة إن انسجم مع تسجيل القرآن فبها ونعمت، وإلا فإنه تأليف من بعض الموتورين أو المغرضين. ممن يريد أن يكون لإجرامه أصل، أو ممن حقد على رسول الله وحسده على نعمة الله وفضله ونبوته التي آتاها آل إبراهيم.