اولا- يجب ان نميز بين الرهبنة و الكهنوت. فالرهبنة هي خيار طوعي للانقطاع الى خدمة الله و التامل و الصلاة، و خدمة الله قد تكون خدمة الناس في المجال الصحي او التعليمي او الاجتماعي، و ليس بالضرورة ان يكون الراهب كاهنا. اما الكاهن فهو من الاكليروس و ظيفته الاساسية هي خدمة الكنيسة و اقامة الذبيحة الالهية. في كل الكنائس الرسولية يعني غيرالبروتستانتية مثل الكاثوليك و الارثوذكس جميع الرتب الكهنوتية الاعلى من الرتبة الكهنوتية الاولى (الكاهن او الخوري) لا تتزوج كالاساقفة و روؤساء الاساقفة و البطاركة، في جميع الكنائس الارثوذوكسية و الكاثوليكية الشرقية (كالروم الكاثوليك و السريان الكاثوليك و الاقباط الكاثوليك و الكلدان و الموارنة) تسمح بزواج الكهنة، فقط هي الكنيسة الكاثوليكية الغربية (اللاتين) لا تسمح بذلك! و السبب ليس لاهوتي او ديني، بل اداري كنسي وهو ترك الكاهن (و بقية الرتب في بقية الكنائس) في تفرغ تام لخدمة الكنيسة. و جاء منع زواج الكهنة بالغرب بسبب الفساد الذي حصل في القرون الوسطى، فالزمت الكنيسة الكاهن ان يبقى بتولا. في القرون الاولى للمسيحية لم يكن يُمنع الكاهنبل و الاسقف من الزواج.

ثانيا- لا اعتقد ان الاعتداء على الاطفال سببه منع الزواج! و ارجح ان سببه مرضي نفسي، بدليل ان الاعتداء على الاطفال لا يقتصر على غير المتزوجين، بل المتزوجين بل و الاباء يعتدون ايضا على اطفالهم! طبعا هذا عمل غير اخلاقي و يستحق العقاب كما عبر عن ذلك البابا فرنسيس، اذ قال ان الاعتداء على الاطفال يرقى الى اقامة طقوس عبادة الشيطان، و الكنيسة لن تتوانى للكشف و معاقبة المتورطين!

ثالثا- الموضوع برمته طُرح من باب المناكفة الدينية! لو كنت مكان طارح الموضوع لما طرحته اصلا، اذ ان ذلك قد يؤدي الى استدعاء مؤسس الاسلام نفسه الى هذه الساحة، و يتم طرح عقده الجنسية على طاولة البحث، ابتداء من مفاخذة الاطفال الى نكاح زوجة ابنه بالتبني الى نكاح من تهب نفسها له الى غيرها من سلوك اشرف خلق الله!