روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"..انتهى (8/50)

والسؤال هنا هل البخاري يعطس أو يتثائب بمزاجه وإرادته ؟!

فإذا لم يكن فلماذا يكره الله فعلاً للإنسان على غير مرادٍ منه؟!

التثاؤب هو عمل لاإرادي للإنسان وهو مفيد لصحته إذ يملأ رئتاه بالأكسجين ويجدد نشاطه وحيويته بعد فترة من الخمول والتعب..كلنا يشعر بذلك أن الشخص منا إذا شعر بالإرهاق والتعب ثم تثائب يجد نفسه أفضل تركيزاً ونشاطاً عن ما قبل التثاؤب.

فإذا كان التثاؤب مفيداً لصحة الإنسان ويجدد نشاطه ويملأ رئتاه بالأكسجين.. فلماذا يكره الله المتثائب حسب قول المحدثين؟!..
وهل أقوالهم تلك ضمن تجاوزاتهم وخرافاتهم الكثيرة في حق الدين؟..
وإذا كان أحداً منهم يعتقد أن التثاؤب هو فعل قبيح(رغم أنه لا إرادي) فلماذا نسب قبحه إلى الدين والعلم رغم أن ذلك هو رأيه وقراره
الشخصي؟!

نحن أمام مجموعة من الناس نقلت آرائهم الشخصية وتصوراتهم القاصرة وجعلوها شرعاً لله وأقوالاً للنبي محمد، رغم يقيني بأن النبي لم يكن له أن يُفتي في ذلك أو أن يُعلن محبة الله وبغضه لأفعال الإنسان اللاإرداية ..فما بالنا وأن هذا الفعل كان مفيداً صحيا؟!...هنا نصل لحدود الهرطقة والمجون..!