لكن من جهة أخرى، فلو رمى طفل في قلقيلية حجراً باتجاه الغرب لأصاب "كفار سابا" بدلاً من سديروت، ولو ضُربت قذيفتا هاون من "دير بلّوط" لسقطتا في "أبراج عزريئيلي" او ربما في مقر الموساد في "غليلوت" في حال أن الشباب انتقلو شمالاً إلى "خربة راس عطية".
غزة تطهرت لأن الاحتلال لم يستطع كبح المقاومة، ليس لأنها مقاومة غزيّة بل لأنها مقاومة، ولا نتحدث هنا عن بناء كتائب مقاومة مثل القسام والجهاد وشهداء الأقصى التي ترقى لمستوى جيوش، بل نتحدث عن مقاومة شعبية أياً كان شكلها سواءً تظاهرية أو عمليات فردية داخل وخارج حدود الضفة بل وحتى المقاومة السياسية التي لم نسمع بها منذ أوسلو وخلق الكيان المشوه المسمّى بالسلطة الوطنية، الممثل الشرعي الوحيد للاحتلال بصوره العديدة.
إالديموغرافية الكبيرة للفلسطينيين داخل الخط الأخضر غير مؤثرة، اللهم إلا إن اتخذ قرار الانتحار واللجوء للمقامة العنيفة على شاكلة يوم الأرض والانتفاضة الثانية والتي لن تصمد أكثر من اسبوع على أقصى تقدير.

وأخيراً، حرام علينا أن نلجأ للمفاوضات والتنازلات والمطالب في حين يعيش أكثر من نصف الشعب بين لاجئ ومشرد يطرق أبواب "اللي يسوى واللي مايسواش" أملاً في النجاة، لأن "الآلاف الذين ماتوا منّأ" مات مثلهم أضعاف كثر في مخيمات لجوئهم ناطرين تخلص المفاوضات على خير.