{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
العالمانيون العرب دعاة التنوير والتمدن واللحوق بركب الحضارة الحديثة، وخلع غبار خير القرون، كمقدمة لا بد منها للديمقراطية وحقوق الإنسان وكل الكوكتيل الحلو يللي الدعاية ماشية فيه هذه الأيام.

بعد عشر سنوات في هذا النادي، قد يجدر بي أن أبسط هنا شيئا من المتناقضات التي لمستها من العالمانيين العرب ممن يكتبون في هذه المنتديات التي واجهت.. وهو أمر لا يعني بالضرورة أنني ضد العالمانية كفكرة، ولا يعني أنني معها.. ليس هنا معرض مناقشتها. رغم أنني قد سبق وأسلفت قولي سنة 2004 أنني لست ضد العالمانية الديمقراطية كخيار سياسي بغض النظر عن صحة الفكرة، بل بسطت موضوعا سابقا أتناول فيه إمكانية الإستفادة من الفكرة كخيار ممكن ومتاح للنهضة.

نأتي إلى العالمانيين العرب وتناقضاتهم،

العالمانيون العرب يدعون بحقوق الإنسان كما يزعمون. ومشكلتهم الرئيسية مع الإسلاميين أن الإسلاميين ينادون بشريعة تحتقر الإنسان وتقطع يديه ورجليه من خلاف إذا قطع الطريق. ولا يرمش هؤلاء العالمانيون جفنا وهم يدافعون عن الطغاة الذين قتلوا الناس دون محاكمة وقطعوا أيديهم و أرجلهم من خلاف ومثال دون ذنب أو محاكمة. يخاصمون الإسلام لأنه يشرع العقوبة البدنية مثل الجلد لمن يفتري على أعراض الناس، ولا يجدون غضاضة في التسبيح بحمد من يدير التعذيب في سجونه لمن لم يكن ذا ذنب.

العالمانيون العرب يريدون من الإسلاميين احترام الأكثرية وقرارها، فقط إن كانت هذه الأكثرية وقراراتها معهم. أما إن كان الأمر بالعكس، فهذه ناس مغيبة يجب أن يكون عليها وصي من لجنة عسكرية عالمانية.

العالمانيون العرب يلومون الإسلاميين على مصائب صنعها العثمانيين أو غيرهم، ولا يقبلون أن يلاموا مع عالمانيتهم على جرائم ارتكبها حكام عرب عالمانيون قلبا وقالبا، مثل عبدالناصر وفراخه الشريرة مثل حافظ وصدام والقذافي وبومدين.

العالمانيون العرب ليسوا عالمانيين البتة، بغض النظر عن صحة الفكرة العالمانية من عدمها، العالمانيون العرب هم قوم من الكسالى المتواكلين.. يلومون الناس على نجاحها، يريدون أن يقطفوا ثمرة النهضة وما يتبعها من دولة وحكم وسلطة وجاه عريض بالقعود على الأرائك في أبراج عاجية تاركين للعسكر مهمة إخضاع الناس لهم. من منهم يعيش بين الناس ليجد لهم حلولا لمشاكلهم وفق النظرية العالمانية؟ من منهم مستعد أن يخوض الصراع الفكري في المجتمع وليس في الصالونات والأبراج العاجية، بينه وبين خصومه الفكريين من إسلاميين وغيرهم، وبينه وبين العادات والتقاليد التي تؤخر المجتمع. العالمانيون العرب لا يريدون أن يقوموا بشيء صعب أو يوسخ الثياب، ولم يريدون هذا إن وجد عرصات بدبابات يحققون لهم ما يريدون دون تعب؟

العالمانيون العرب يريدون دولة مدنية يحكمها العسكر العالماني، دولة تسمح لهم بالكلام وتسحل غيرهم إلى السجون.

العالمانيون العرب يعتبرون ما يحملونه فكرا، وما يحملهم غيره لا شيء. وقد جاراهم غيرهم، أنا مثلا، وقبل أن يعتبر ما يحملونه فكرا من باب الإنصاف وإعطاء الفرصة، من قبيل قوله تعالى (فإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين). ورفض اعتبار الآخر وما يحمله فكرا يحمل في ذاته الرفض والإقصاء تمهيدا للتصفية الجسدية.

يرى العالمانيون العرب الإسلاميين فريقا واحدا، إن أخطأ منهم أحد أو أجرم فإن اللائمة تحل على جميعهم.
من الصحيح أن المسلمين جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الأعضاء بالسهر والحمى. لكن على قياس العالمانيين العرب فيجب أن نلومهم على جرائم الولايات المتحدة العالمانية منذ تأسيسها حتى اليوم، وجرائم الجمهورية الفرنسية العالمانية منذ تأسيسها حتى اليوم، وجرائم هتلر العالماني، ونلوم الاشتراكيين على جرائم ستالين الشيوعي، الخ... لأن من وسائل رفض الآخر التنميط، وهو ما يحبه العالمانيون العرب فهم ينمطون خصومهم لرفضهم جملة.

يتهم العالمانيون العرب خصومهم أنهم لا يتبعون مناهج "علمية" لذلك يضلون ويضلون. ولا يبالي العالمانيون العرب أن ينحروا المنهجية العلمية، مع التحفظ على التسمية، حين يبرزون بتناقضاتهم القاتلة من الدعوة إلى الشيء ونقيضه في آن واحد.

ينطلق العالمانيون العرب من "مسلمات" لديهم، يريدون من الآخرين أن يعترفوا بها كحقيقة لا تقبل النقاش، من مثل قداسة الحدود التي وضعتها الاتفاقيات الدولية، ثم جعل هذه الحدود هي الأساس للعلاقات بين البشر حين يهمون بالنهضة، مسمين هذه الحدود بالأوطان، قالبين المثلث على رأسه فطالبين من غيرهم أن يجعل الأرض أساس العلاقات بين البشر لا أن تكون أحد مواضيع العلاقات. طبعا يبنون عليها مسلمة "الدولة الوطنية" وضرورة المحافظة عليها حتى لو بطشت بالإنسان ونكلت به، ومسلمة مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها العسكر، والذين سيكونون مرفوضين لدى العالمانيين العرب لو لم يتبعوا نهجهم. وسيؤرقون ليلنا وهم يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور على من عسكر الدولة إن كان العسكر على غير منهجهم.

العالمانيون العرب هم مثال الإنتهازية، مثال التناقض. وحين تلفظهم الأمة مرارا وتكرارا فلأنها لا ترى فيهم غير هذا، مع شيء كثير من اللسان الطويل والتنظير البائس والجلوس في الأبراج العاجية.
08-22-2014, 01:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه - بواسطة خالد - 08-22-2014, 01:17 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فيديو عن تناقضات نسوية واجتماعية ايرانية الحر 4 1,460 06-22-2007, 02:46 AM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS