ليش نغير السي دي؟ تغييرنا له لا يغير من الحق شيئا،

الحق أن ما حدث في رابعة هو مجزرة
وما حدث يوم 3 تموز هو انقلاب
وما تصنعه أنت هو تبرير للمجزرة والإنقلاب، وهو أخطر عليك كعالماني مما هو على المسلمين

أما لماذا هو أخطر عليك، فلأنك تشرعن طريقة الرد عليك على طريقة الدبابات ومن سبق إلى القصر فله الحكم.. وعلى خلاف المسلمين الذين لديهم شعبية في الشارع تحميهم لا سيما إن صاروا ضحية، فلن نجد على العالمانيين العرب حينها بواك.

صحيح أنا لا يجمعني بكم شيء، مثلما لا يجمعني بالإخوان المسلمين من شيء إلا اللهم الشهادتين... لكن أتبع الحكمة التالية من مارتن نيلر

“في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن منهم.. بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أبالي لأني بروتستانتي..و عندما اضطهدوني..لم يبق أحد حينها ليدافع عني”

من الصحيح أيضا أن ما تصنعه يخدم المسلمين في الصراع السياسي بين العالمانيين والمسلمين، لأنه يظهر التناقض الذي تدعو إليه بشكل يقزز الأمة ويجعلها تلتفت عن دعوتك وتلفظها، حتى لو كان فيها العسل، كمثل من وضع عسلا في نونية أطفال، على فرض أن ما تدعو إليه هو العسل، ولكنني لست انتهازيا لأقبل هذا، ولا أبحث للمسلمين عن نصر سياسي سهل مصحوب بهزيمة فكرية.

الصواب، إن أردنا أن نخرج من الجقجقة، الصواب هو التقدم بحلول لمشاكل الناس المتجددة اليومية بشكل يقنع الناس أن حياتهم مفاتيحها في هذا الفكر أو غيره، وهو أمر عسير عليك، من ناحية الفكرة وليس الشخص، لأن من أساسيات التقدم بحلول هو أن يدرك المرء وجود حلول غيره ترتبط بفكرة غيره، حتى لو لم يقتنع بها. أما حين يرفع رأسه ويصعر خده وينظر شزرا وينفخ صدره كبرا، فمن الطبيعي أن لا يستمع إليه أحد إلا عرص وادي النيل الذي قفز على الحكم وخصيانه من الإعلاميين وما شابه.

التقدم بحلول لمشاكل الناس لا يعني مسايرتها، بل يعني النظر في ما يعيشون وإيجاد حلول لهذه المشاكل، ودفع الناس للتقدم لحلها.. هذا الأمر صنعه كل من أراد النهضة وسعى لها في المشرق والمغرب والقديم والحديث...

كل كلامي لا ينفع ولن تنتفع به، لن يحدث هذا لأننا لا زلنا نتحدث من منطق القبائل، وفلان ليس من قبيلتنا فيلزمنا عداوته مدى الدهر، ولو أنني أتيتك بثوب غير مسلم شارب للخمر متقافزا في النوادي الليلية، وقلت نفس الكلام لنظرت فيه غير النظر هذا.

هي نصيحة على كل، عجبتك مليح، ما عجبتك أحسن.