هذا "الدكتور المنبهر" يتحدث عن تحويل "الدنيا إلى هذا الشكل" دون أن يرى من الدنيا إلا باريس ولندن وميلانو متناسياً أن "سيده وتاج رأسه" هو أيضاً من آيات تحويل الدنيا التي أتى بها غربه "الباهر".

نبدأ أولاً مع أولى أيام هذه الحضارة، ونقصد بذلك الثورة الفرنسية واستبدال الاستبداد الشمولي الطبقي باستبداد إرهابي ثوري يقرأ على الناس حقوق الإنسان أثناء تلميعه للمقصلة، وهو ما نفّر الناس من الليبرالية والحرية والعَلمانية ليعودوا لحظيرة الملكية طوعاً وبأسفل طرق تنصيب الحاكم التي عرفتها البشرية ألا وهي الانقلاب العسكري.
ألم تتفنن هذه الحضارة بقطع الرؤوس وخلق المؤامرات والانقلابات العسكرية والثورات المضادة وإعادة التوريث والفساد أم أن هذا كله لا يدخل في تاريخ الحضارة؟
ثم أين كانت لتصل الحضارة الغربية لو لم يقم الانجليز والاسبان والبرتغاليين بابادة السكان الأصليين في الأمريكيتين واستراليا ثم استجلبوا العبيد من أفريقيا ليستعمروا لاحقاً بلدان آسيا وأفريقيا ناشرين الكوارث أينما حلّوا؟
وأين نذهب من الجزائريين والفلسطينيين والعراقيين والفلبينيين والكونغوليين والكوريين والليبيين والفييتناميين واليهود والجنوب افريقيين الذين كانوا وقود هذه الحضارة؟ أم أن الدنيا محصورة في مبنى أوبرا وكأس نبيذ أحمر؟
إن أصغر خطيئة قامت بها دول هذه "الحضارة" في تاريخها الحديث (ولنقصر الحديث على القرن العشرين فقط) تساوي إثم كل "المتخلفين" مجتمعين.

"فهل توافق ؟ وهل ترفض؟ وكيف تدعم إجابتك بأدلة معرفية؟"