للوهلة الأولى عندما قرأت عنوان الموضوع إعتقدت أن على نور بيهرج , أو أن الموضوع كيدى ردا على الموضوعات التافهة تبع إخواننا المسيحيين المتطرفين , لكن بحياتى لم تقع عينى على مثل تلك الصور قبل اليوم !! تلك الصور تؤكد أن الدواعش بالفعل تعلموا من إتباع المسيحية وأتباع المسيحية تعلموها من أدبياتهم وكتبهم , ولمن يسأل عن الأدبيات المسيحية ! هل تقرأ مثلنا فى الكتاب المقدس وأخدت فكرة عن أوامر القتل والسلب والنهب والإبادة الجماعية وهو ما طبق عمليا فى القدس وفى الأندلس وفى أكثر من مكان بالعالم ؟!

الزميل العلمانى يتحدث عن الحضارة الانسانية المعاصرة !! ياترى ممكن تحدد فى أى عام بدأت تلك الحضارة المعاصرة ثم تحصى أعداد ضحاياها منذ بدأت ولليوم وتقارنها بأعداد ضحايا المجرمون المسلمون فى نفس الحقية الزمنية !

الحضارة الانسانية المعاصرة تقوم على إقتصاد تموله الحروب ! فمنذ ظهر الانسان على سطح الأرض أثبتت الأحداث أن الحروب هى القاعدة وفترات السلم والأمان هى الاستثناء , فلا يعتقد أحدكم أن الحضارة الانسانية المعاصرة هى حضارة ملائكية ! هى حضارة يقودها الإنسان بنفس طبائعه وغرائزه وشهواته وميوله ولا يميزها الا وسائل الترفيه والراحة وتطور وسائل العنف والقتال , ففى الحضارات القديمة كان قتل ألف رجل يحتاج الى ألف رجل مثلهم وزمن معركة قد يكون يوما أو أكثر , الحضارة المعاصرة إختصرت هذا كله فى ضغطة زر !!

القضية ليست قضية إسلام سياسى وإسلام دينى , القضية هى قضية إنسانية بحتة , فالدواعش وغيرهم من المجرمين عاصروا حضارتك الإنسانية المعاصرة وعاشوها لكنها لم تتمكن من إقناع المسلم الداعشى أنها الأفضل , والغريب أن بعضا من الأوروبيين أسلموا وإنضموا لداعش من أمثال أبو طلحة الألمانى إذا فحضارتك الانسانية تعانى من خلل بنيوى , والإنسان بطبعه جبل على التمرد !

ضميرى يفرض على أن أرفض " داعش " وأن أقاومها بكل ما أوتيت من قوة , لكن على ضمائركم أيضا أن تفيق من ثباتها وأن تناقش الأسباب الحقيقية لنمو مثل تلك الجماعات المتطرفة وسبل تمويلها عوضا عن سب مقدسات غيركم وإعتبارها السبب الرئيسى , فأدبياتنا الدينية ليست أقسى ولا أعنف من أدبياتكم