فقط للتذكير بشيء من التاريخ، والتاريخ للعبرة،

مارتن لوثر كان راهبا كاثوليكيا تقيا ورعا، هكذا نحسبه ولا نزكي على الله أحدا، ولأنه كان راهبا كاثوليكيا تقيا ورعا فقد استطاع أن يقود حركة هزت عرش الفاتيكان وجعلت البابا يحتار أين رأسه.. ولم يستخدم مارتن لوثر غير الكتاب المقدس وعقله ومفاهيم استقاها من غيره لكنه قدمها بثوب دينه.

ليت شعري لو كان مارتن لوثر يهوديا أو مسيحيا أرثوذكسيا أو مسلما، أو لو أنه استعمل القرآن أو الفيدا أو رسائل الحكمة كأساس لدعوته، هل كنا حتى لنسمع باسمه؟

مارتن لوثر حين بدأ دعوته لم يكن أي من أهدافها البتة هدم المسيحية، لا على المدى البعيد ولا على المدى القريب، بل تنظيفها مما علق بها.. لكن العالمانيين العرب لا يدعون لتنقية الإسلام إلا تذمما، بل فحوى دعواهم ومضمونها هي دعوة الغرب القديمة "دمروا الإسلام أبيدوا أهله".

بالنسبة لصربيا وضربها على يد أمريكا... هل كانت لأن صربيا عم تذبح المسلمين؟ أم لأن المسلمين هناك قد استعادوا زمام المبادرة بعد بريشتينا ومدهم من خلفهم مسلمون آخرون، فخشي أن تصير البوسنة جيبا جهاديا في قلب أوروبا مع ثأر حديث يريد الرد؟ فقامت أمريكا بنزع فتيل أزمة كانت تنظر إليها فاركة يديها بحبور ضاربة الأرض بأقدامها من فرط السعادة!