ليس بالضرورة أن تكون قصة الدرع حقيقة أو غير حقيقية، لكن هناك شيء يجب أن نعلمه لفودكا الذي لم يستطع بعد أن يتعامل مع التاريخ اﻹسلامي دون المشكلة التاريخية.

هناك شخص اعتباري اسمه دولة الرسول، وهو مختلف عن شخص الرسول كرسول لله تعالى، أو عن شخص محمد كإنسان مثلنا مثله.

هناك شخوص اعتبارية لكيانات يهودية قبلية سياسية مثل بني النضير، خيبر، قريظة، قينقاع، وهي تختلف عن شخص حيي بن أخطب أو كعب القرظي أو غيرهم من يهود الجزيرة.

هناك حالة حرب بين دولة الرسول وكيان يهود في خيبر، لكن لا يوجد حالة حرب بين شخص الرسول والتاجر اليهودي الذي كانت الدرع مرهونة في ذمته على فرض صحة الرواية.

هذا بالنسبة للتفرقة بين الشخوص الاعتبارية للدول والكيانات السياسية من جانب والشخوص الحقيقية من جانب آخر.

بالنسبة لشخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فهو معصوم عن اﻷذى ككل اﻷنبياء والرسل حتى يبلغ رسالة ربه، ثم قد يختار الله شهداء منهم كما صنع مع يحيى وزكريا عليهما السلام، وقد ينصر الله منهم من يريد كما صنع مع داود وموسى عليهما السلام، وقد ينزل الله عذابا وينجي النبي ومن آمن كما صنع مع هود وصالح عليهما السلام. المهم أن النبي والرسول لن يصل له أذى يمنعه من بلاغ الرسالة مطلقا، قد يصل له أذى بوصفه بشرا لا بوصفه رسولا، أذى يزعجه ويؤسفه وينغص عليه شؤونه، لكن لن يصل هذا اﻷذى مبلغ قتله أو حجبه عن الناس قبل البلاغ.

اقرأ إن شئت (والله يعصمك من الناس)

وبعد، المشكلة بيننا وبينك أعمق من درع مرهون عند يهودي، المشكلة تتعلق بالله سبحانه وتعالى نفسه، وجوده وعلاقته بالكون واﻹنسان والحياة، هذه المشكلة بيننا موجودة حتى قبل أن يبعث الله محمدا نبيا ورسولا إليك وإلينا وإلى العالمين. أنت تزعم أن ليس لله علاقة بمخلوقاته، على فرض أنك تؤمن بوجوده، هذا فضلا أنك تزعم أن في الله شخوصا عدة بناء على ظن تظنه. وهذا الزعم يقود إلى كل المشاكل بيننا. المشكلة اﻷخرى أنك ترفض احتمال كونك على خطأ، فترفض الدعوة للنظر بالرسالة التي أرسلها الله إليك.. قد ألتمس لك بعض العذر في ذلك لعدم وجود البلاغ اللافت للنظر في هذا العصر نتيجة تقصير هذه اﻷمة.

على كل إن أحببت أن تنظر في رسالة ربك إليك فهي موجودة في كل مكان، وإن رفضت فقد استغنى الله والله غني حميد، ولا نملك لك من نفسك شيئا ولا من الله تعالى، قد أعطاك الحق أن تقبل أو ترفض فماذا نصنع نحن ولسنا عليكم بمصيطرين.