السؤال الذي يطرح نفسه يا علماني،

حين تريد من الناس أن تتبعك، في منهجك العالماني، فهل هناك نموذج مطروح أم أنك تريد من الناس أن تتبع خيالا في ذهنك؟

النماذج العالمانية الموجودة أو التاريخية كثيرة، اقتبس منها نموذجا لنرى وترى أنك تدعو إلى خيال محض لم يوجد ولن يوجد على هذه الأرض، ربما أنت تدعو إلى يوتوبيا أفلاطون، والتي ليست ديمقراطية على أي حال.

أنت بكلامك المضلل تريد أن تقنعنا أن العنف هو حكر على الإسلام السياسي. هذا التضليل بذاته كاف لنسف مصداقية دعوتك وإهمالها... وأنا إذ كنت ضنينا على الأفكار، حتى التي أخالفها، من التسفيه حتى على يد أتباعها، أرفض أن أرى حمل العالمانية بطريقة التضليل.. لأن هذا يفقدها إمكانية تقدمها لقيادة الناس إن صلحت لذلك، ولأن وجود الأفكار معا دون تضليل نافع للتفاعل الفكري الذي يولد أفكارا جديدة.

العالماني يريد بقوله هذا، وهو مبغض للإسلام السياسي، أن يمارس مجددا طريقة الاستغراب ضد الخصم. ظانا أن هذه هي الطريقة الناجحة.

آخر شكل، ولو كان مختلفا عليه، من الإسلام السياسي، انتهى سنة 1918. وقبع المشرق كله تحت حكم العالمانيات بالانتداب ثم بالحكومات المستبدة، ولم تظهر الحركات الإسلامية بشكل فعال لافت للنظر قبل أخريات السبعينات من القرن العشرين.

ستون عاما عجافا انفرد فيها العالمانيون العرب بتحريك الوسط السياسي العام والخاص، ستون عاما عجافا نصفها تحت انتداب أجنبي ونصفها الآخر تحت انتداب ناصري.. فأي نتيجة أفرزتم؟

أفرزتم الذل والعار والاحتلال، أفرزتم الهالك جمال عبدالناصر ونظريته في تحكم العسكر بمفاصل الدولة المدنية، وخطاياه المتكاثرة مثل الهالك صدام والهالك حافظ والهالك القذافي، وأشباههم من جنرالات الجزائر واليمن.

بئس الدعوة، وبئس الشبه.