نبتدي بفودكا، مرحوم الضمير،

أول كلام عن سؤال الزميل خليل خليل، فانت لوما بتتولدن للاحظت أن سؤاله هو رد على سؤال، وقبيح رد السؤال بسؤال. فلو أنه قد أجاب لأجبنا. ثاني هام بالموضوع يا مرحوم الضمير السؤال فوق سخافته فقد تمت الإجابة عليه، راجع الأرشيف، أرشيفي أنا بالتحديد في موضوع النهضة في موضوع "اغلوطة الدول الإسلامية". وحضرتي مش فاضي كل شوي أعيد الكلام نفسه لأقنوم جديد لنفس الشخص.

ثاني كلام يا سخيف الكلام،
عيب عليك، بس انت بتعرفش العيب، أن تتحدث عن معيشتي وكيف أعيش وكأنك تعرفني، فيك تتحلى بسد الحنك وما تدخل في معيشتي وطريقة تمويلها. الشيء الذي أنت مبتلى به من مساعدات اجتماعية لم يبتلى به غيرك والحمدلله، ومثلي من يدفع الضريبة حتى يتنعم مثلك من العجائز بالمساعدات الاجتماعية. ولا عيب فقد بلغت من الكبر عتيا وأتت ساعة تقاعدك، لكن لا يجب أن نعايرك بها.

ثالث أمر هام، وهو أصنامك المعبودة من مثل الهالك عبدالناصر وعرصات فتح،
عبدالناصر أخذ فرصة طويلة الأمد ليقيم نهضة عظيمة، لكنه لم يقم بذلك. قام بامتصاص أي رغبة للنهضة وإفشالها. عبدالناصر لم يكن تحت التهديد "الإسلامي"، ومارس عالمانيته بوضوح وقح، لكنه عجز عن بناء الديمقراطية العالمانية المنشودة التي يبشر بها صاحبك العلماني. معنى الكلام أنكم تدعون لمستحيل.

حكم الهالك عبدالناصر أقل بقليل من عشرين عاما، لكنه لم يبن إلا مملكة العسكر المماليك. ولم يترك إلا الاستبداد والتعذيب وشرعنة الانقلابات العسكرية.

أما أصنامك الأخرى من مثل فتح وسائر الفروع القذرة لمنظمة التحرير، فلم تفتعل إلا اتفاقية أوسلو، ولم تنشر إلا الزعرنة بين ربوع الشعب الفلسطيني. الشعب الذي كان في الظلمة فأبصر نورا عظيما واندفع أبناءه إلى العلم بكل قوة، تحولوا بفعل فتح إلى زعران مخيمات. تفيه.

نيجي لدول الخلافة الإسلامية المتعاقبة،
هو أول شي لست من دعاة استعادة التاريخ، لكن بالرغم من ذلك فإن أسوء أيام الدولة العثمانية، والتي هي باعتبار اللاإسلاميين أمثالك أسوء من حكم من هذه الدول، هذا الأسوء أياما خير بكثير من أفضل أيام عبدالناصر. يعني يوم 6 أيار من سنة 1916 في حياة الدولة العثمانية خير بآلاف المرات من يوم 23 يوليو من سنة 1952. هذا رغم أنني أدين كلا اليومين. وحتى أكون منصفا فذلك اليوم العثماني أقل سوءا من يومك التقدمي الناصري.
ثاني شي، البديل الذي تطرحه أنت لما يطرحه بعض المسلمين، أعني الخلافة الإسلامية المطروحة من قبل بعض الحركات الإسلامية مقابل ما تطرحه أنت. ما يطرحونه أقرب للأمة منك. فإن كنت تريد طرحا جديا بعيدا عن ولدنتك المعهودة، فقدم للناس مشروعا يحقق منافعهم ويصرف عنهم المضار، وسيسير معك الجميع. لأن مشروعك محصور في الاستبداد والشرعنة له والركوب على أكتاف الناس باسم التعلمن والولدنة.

نيجي لبحور الدم،
برحمة ضميرك ما شفت بحور الدم التي سببها صنمك المعبود عبدالناصر؟
بتحب نعدهم؟ والا تعدهم انت؟
بتحب تبلش بالعراق ومجزرة قصر الرحاب، وتركيب صدام حسين وحثالة حزب البعث العراقي على أكتاف العراقيين وما تلا ذلك من حرب مدمرة مع إيران ثم احتلال الكويت ثم احتلال العراق نفسه؟ ولا ننسى حين نستعرض العراق المجازر الصدامية الجماعية والتنكيل بالمعارضين من شيوعيين ومسلمين وبعثيين؟ هذه من خطايا عبدالناصر.
بتحب نمر على سوريا، ومسلسل الانقلابات والانقلابات المضادة وتدمير الاقتصاد السوري بحجة التأميم ثم تركيب حافظ الأسد على أكتاف الناس وما تلاه من مجازر متوالية مرورا بمجزرة حماة ثم توريث الجمهورية إلى مجازر بشار الأخيرة؟ ولا ننسى التنكيل بالمعارضين من كافة الأطياف والسجون المزدحمة والمسيحي الذي أمضى 9 سنوات في سجن تدمر بتهمة أنه أخ مسلم!
بتحب نروح على ليبيا وإخضاعها للمجنون القذافي وطرد الملك السنوسي الذي نعله يشرف كلا من عبدالناصر والقذافي؟ وما تلا ذلك من مجازر متوالية دمر القذافي فيها ليبيا وأفرغها من أي نوع من أنواع الفكر؟ وخص المسلمين بجنونه، فلا ننسى في مطلع الثمانينات حين شنق دون محاكمة المسلمين العاملين في السياسة على أعمدة الكهرباء ثم جر جثثهم بالسيارات في شوارع طرابلس وبني غازي.
بتحب نشوف الجزائر التي كان خيرا لها أن تبقى تحت حكم فرنسا من أن تصير تحت حكم عسكر مماليك لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
بتحب نرجع على مصر والعهد الناصري، الذي فيه تم تدمير الطبقات المنتجة وحشد المعارضين على اختلاف أطيافهم في السجون، حتى سار المثل "الحيطان الها ودان، عايزين ناكل عيش مش عايزين نروح اللومان"

المجرب هو أنت يا فودكا، أنت وعالمانيتك وولدنتك، المجرب هو المغامرات المدمرة التي أدخلتم الأمة فيها، والتي قادت إلى داعش دون تأخر كنتيجة طبيعية لولدنتكم واجرامكم.