(09-21-2014, 09:15 PM)ابن فلسطين كتب:  المشكلة أنه لا يوجد إتصال ملموس بين ومضات النور في تاريخ الشرق مع حاضره كما هو الحال في الإتصال الواضح بين تلك الومضات التاريخية في الغرب مع واقعه الحالي!!! هذه هي النقطة الأهم.
ابن تيمية وابن القيم، وهما من أقطاب الفكر الإسلامي تاريخيا، وصفا إبن سينا ب"إمام الملحدين" و"شيخ الملحدين" وقالوا أنه قرموطي باطني، وكذلك فعلا (هما وغيرهما) بالفارابي والنصير الطوسي وابن عربي وابن سبعين والقونوي والتلمساني وابن عطاء والرومي وغيرهم كثير!
يقول ابن تيمية في "الجواب الصحيح": "ما يقوله ابن سينا وأمثاله وهؤلاء قولهم شر من قول اليهود والنصارى ومشركي العرب"!!!
ويقول ابن القيم في نونيته:
أو ذلك المخدوع حامل راية...............الإلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من........أديان أهل الأرض ذا الكفران
أما ابن عربي (الذي يُقدّم في مؤتمرات "حوار الأديان" على أنه تنويري إسلامي) فقد قيل فيه: "إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر"!! بل وقال ابن خلدون فيه: "وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في أيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها إذا وجدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب"!!!
وقد شمل التكفير (وما زال) غير ذلك من علماء الأمة، ومنهم الأشهر من نار على علم "الخوارزمي"، وبالإمكان مراجعة فيديوهات السلفيين في هذا.
طبعا الكنيسة فعلت كذلك في الغرب، لكن أين الكنيسة الآن وأين ابن تيمية وغيره من البهائم؟ الكنيسة داخل الجدران أما ابن تيمية فهو "شيخ الإسلام" وكتبه تُدرّس في كل كليات الشريعة، وهنالك الآلاف من شاكلته يظهرون على الإختراع الغربي المُسمى "التلفزيون" يوميا في نشرات الأخبار. أو بالأحرى نسأل: هل يوجد محاربة حقيقية لفكر هؤلاء من من يسمون أنفسهم "معتدلين"؟
التاريخ الغربي ليس تاريخ قداسة، لكن الغرب على الأقل لا يُدمّر نفسه بنفسه كالنار التي تأكل نفسها في شرقنا. لا وشو، بيقولولك فش نهضة للأمة إلا بالإسلام، وبالإسلام السني تحديدا! ويسمون أنفسهم بوقاحة "معتدلين"!

انت بدك تناقش شريعة ولا تاريخ؟ ما دخل "نونية ابن القيم" بتاريخ الحضارة ولّا ابن عربي ومشروع التكفير والبطيخ المبسمر؟ منحكي "لهذاك الواحد" انو حتى لو قاعد اعوج ما بمنع انو يحكي صحيح بلا ما يلف الحكي على مزاجه، فعندما نذكر العنف الغربي لا نقصد به "مايكل انجلو" و"فاسكو دا جاما" كما حاول "الترول السفسطائي" أن يصور الأمر.

بعدين هات نسمع موّالك انت الثاني، من تقصد بهؤلاء "المعتدلين" الذين لم يعجبوك؟ الأزهر مثلاً؟ دار الافتاء المصرية؟ مفتي القدس؟ تركيا؟ الشيوخ الفري لانسرز؟ هات وضحلنا مشان نشوف شو موقفهم مثلاً من داعش والمتطرفين؟ بدك أبحبشلك عن خطب الجمعة اللي نزلت بداعش و"التبرأ" من داعش ومن اللي بدعم داعش؟ نجيبلك مقالات؟ أنزل أعملك بحث "شوارعجي" نسأل الناس؟ أجبلك أخبار المظاهرات ضد داعش؟ على شو بالزبط داير ولشو دحشت المتطرفين بالموضوع؟ منعرف انو في عنا متطرفين ومنعرف انو ما عنا فكر "نهضوي" ومنعرف انو مندمر نفسنا بنفسنا، بس مو هاي موضوعنا.
الحضارة الغربية حضارة عريقة وراقية وتوضع على الراس والعين، لكن هل صفحتها بيضاء كما يلمّح ذاك "الشيخ" أو صاحبنا "العَلماني"؟ ألم يكن العنف رفيقاً ملازماً للحضارة منذ أول أيامها وحتى كتابة هذه الكلمات؟ أليس ضياع فلسطين مثلاً هو نتاج هذه الحضارة؟ فشو هالعظمة إذاً وبماذا تختلف عن غيرها من الحضارات؟ بتسخيرها موارد ومعدّات تناسب احتياجات هذا العصر؟ طيب ما كان عند العباسيين موارد ومعدات تلائم احتياجاتهم وقتها، وكان عند الصينيين حضارة ملائمة لزمانها، وكان عند الفراعنة تكنلوجيا ما في منها بزمانه، والسيئات التي كانت مترتّبة على تلك الحضارات لم تقترب حتى من مساوئ حضارة الغرب اليوم، فلتكن اذن "واحدة بواحدة" بأحسن الظروف، وزيادة "التكنلوجيا" قابلتها زيادة الاستبداد والإرهاب وما حدا أحسن من حدا...