معليش، لله ثم للتاريخ، صحيح فدوكتي مش رح يستوعب بس لازم نحكي حتى غيره من القارئين يفهم،

قصة أم قرفة المزعومة،

أول نقد: سند القصة وارد عند الواقدي، والواقدي كما نقل عنه علماء الرجال من السنة كذاب لا يوثق به. وهو من رواة ما لا أصل له عند علماء الشيعة،

ثاني نقد: متن القصة يعارض ما هو أوثق منها، من القرآن والحديث أيضا، ولو فرضنا جدلا أن الواقدي ثقة، فإن خالف الثقة من هو أوثق منه رد حديثه دراية.

أما وصف ما يفعله فودكا، فقد ورد في كتاب الله بخصوصه، فسبحان الذي قد علم في الدهر اﻷول ما سيأتي به فودكا من افتراء في الدهر اﻵخر، فأنزل في ذلك قرآنا يتلى، فقال مولانا تبارك وتعالى في حق فودكا وأمثاله، في حديثهم المفترى عن أم قرفة وغيرها:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*7* يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*8*) الصف

ثم أجابه الرب جل في علاه:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*9*) الصف

ومن عجيب الاتفاقات والتقديرات اﻹلهية، أن السورة ككل تتحدث عن فودكا وقومه، وعن أمر نبيهم لهم الذي جحدوه وكفروا به تكبرا وعلوا ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ*6*) الصف
وقوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ*14*) الصف

وهو مثل مضروب لفودكا للموعظة، فالحواريين قد طردوا في كل اﻷرض، وقتلوا صلبا ونشرا وصبرا وربما حرقا ورجما، ولم يأت النصر في ذلك الجيل والذي يليه ولا بعدهم حتى مضت فترة الرسل وبعث الله النبي اﻷمي فظهر به دين المسيح وموسى وسائر اﻷنبياء، هذا حتى لايظن أن أمر هذا القرن قد أنهى التاريخ، ووضع بصمة اﻹنقراض على هذه اﻷمة التي يبغض.


وحتى لا يشك شاك أن القول يتعلق بفودكا، فقد تكرر في سورة أخرى، في نفس الموضع الذي يتحدث عن اليهود وعن الذين يزعمون أن لله ولدا اسمه المسيح، فقال مولانا تبارك وتعالى:
(اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ*31* يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*32* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*33) التوبة

وفي الختام، مثل فودكا وحزبه كمثل ضرب في قوله تعالى ( وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال)

مساكين.. يجربون ما جربه غيرهم من قبل، وقد سقطت حججهم وليست بند مطلقا لأمر الله، لذلك يستعينون تارة بالتعلمن وطورا بالشيوعية واﻹشتراكية، وحينا بالليبرالية وحينا آخر بحقوق اﻹنسان، يعلمون خلوهم من كل حجة، ثم يأتون بالكذب حجة وباﻹفتراء وثيقة يظنون أن هذا سيعيد الناس من النور إلى الظلمات ومن عبادة الله إلى عبادتهم وهواهم وتشهياتهم، (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريض)

يظن هذا وأمثاله أنهم يأتون خيرا، ضل سعيهم وخاب أمرهم، ولو أرادوا الحق لأعدوا له عدته، وقد تم ذكر كل هذه الخرابيط في هذا النادي، على إيدك اليمين في ساحة العقائد واﻷديان، وبحثها المختصون من هذا الفريق مع المختصين من ذاك الفريق، حتى قالوا وقلنا ولم يبق بعد ذلك من مقال. وهي ليست اﻹشكالية بيننا أصلا.

اﻹشكالية إن أراد باحث أن يجد الحق هي:
هل لله ولد؟
هل هذه الكتب التي كتبها الناس بأيديهم وزعموا أن الروح القدس ألهمها لمجهولين، هل هي فعلا من عند الله؟ أعني الكتاب المقدس.

ثم هناك إشكاليات أخرى تتعلق بالقشرة الرقيقة التي بها يتدرعون، أعني التعلمن والاشتراكية والشيوعية والليبرالية ومدري شو كمان حسب الموضة، وتتعلق بمفهوم أعمق من الهبل اﻷول:
هل هناك خالق؟
هل هذا الخالق هو المدبر؟
هل يمكن الحكم على اﻷفعال بالخير والشر والحسن والقبح لذات اﻷفعال أم لاعتبار خارجها؟ ما هو هذا اﻹعتبار، وما علاقته بمفهوم الخالق المدبر؟

بعد ذلك نأتي لموضوع الله ومحمد والقرآن، الذي لا يمكن بحثه مع هؤلاء قبل تنظيف المصايب التي تعشش في تيكم العقول.