(10-01-2014, 04:54 PM)Enkidu61 كتب:  الإصلاح الزراعي بسوريا كان عملية تسليم أراضي السنة للعلويين الذين استنزفوا المياه الجوفية و لوثوا الأنهار، فوالد علي خرا قام بسرقة الأرض و ابنه آصف الضابط قام بفتح معامل و معاصر زيتون و مراحيض ( بعد ان كان الخلاء مرحضاهم) و أخذ يلقي بنفاياته السامة بالجداول و الأنهار و لذلك لم يبقى اي مصدر مائي بسوريا غير ملوث. أما التعليم فقد كان مجاني بسوريا قبل عبد الناصر و كان التعليم مرتبط بالثقافة و المعرفة بعكس تعليم عبد الناصر و الذي جعل عقول الطلبة فارغة كما نرى، أي تعليم هذا الذي يجعل من شخص يمجد عبد الناصر و الأسد و صدام و القذافي و حزب الله و السيسي كما رأينا في هذا المنتدى و غيره. تعليم عبد الناصر المجاني جاء بثقافة شوارع مجانية أيضا و إلا ما تفسير وجود معجبي لعبد الناصر ممن يعيشون بالغرب المتحضر؟ هل أمثال عبد الناصر قدوة بالغرب؟ أم رموز للطغيان. تأميم قناة السويس جاء بدعم أمريكي مقابل سماحة لإسرائيل باستخدام ميناء الى البحر الأحمر، هذا ان لم يكن ثمنه حرب ال ٦٧. الموسيقى و الفن ايضا كانوا حكرا لعبد الناصر فالجميع غنا و كتب له و تغنى بثورته و مثل له بأفلام زبالة عن الارض و الفلاح و الإقطاع. لم يكن هناك فن حر بل كان مؤدلج بما يخدم انقلاب عبد الناصر و ديكتاتوريته تماماً كما فعل البعث بسوريا. بالنسبة للحريات، نعم كانت الحرية و الديمقراطية تعم سوريا قبل مجيء الأزعر عبد الناصر مع صبيته مما أقاموا الوحدة و انفصلوا عنها و امتطوا الحكم بعدها. كان بسوريا برلمان و كان هناك ديمقراطية و يكفي ان نذكر كيف تنافس خالد العظم و شكري القوتلي على رئاسة سوريا و كيف جرت مراسم تنصيب الرئيس القوتلي و رحيل الرئيس هاشم الأتاسي، و كيف ضم البرلمان عضو واحد فقط ممثل عن الاخوان المسلمين و عضو واحد فقط ممثل عن الحزب الشيوعي. هذا كله قبل ان يدوس عبد الناصر بجزمته و يعطي فكرة عن الحياة السياسية بسوريا قبل مجيء النافق عبد الناصر، زِد على ذلك انتشار الصحف و حرية التكتل و التعبير و انعدام سجناء الرأي بسوريا.
بالنسبة للأبنودي و أبو مخطة أحمد فؤاد نجم هؤلاء دليل على ثقافة عبد الناصر الفارغة، فهل يعقل ان يقوم شاعر بمدح جمال عبد الناصر بعد ان سجنه الا اذا كان يعاني من اضطرابات عقلية أقلها عقدة استوكهولم مثله مثل من يعيش بدولة مواطنة و عدالة و حرية و مساواة و يتشدق بعبد الناصر و بشار الأسد و صدام حسين. طيب ماهو فرق هؤلاء عمن يلتحق بداعش من الدول الغربية؟ لا فرق، ثقافة مجانية تساوي صفرا سببها تعليم عبد الناصر و ماشابهه المجاني.

شوية الكلام تبع داعش و جبهة النصرة و ربطها بالثورة السورية بتحكيه لواحد "مضيع جحشة خالته" خاصة ان كان مسيحي او شيعي او نصيري و ليس لي. انا ملحد كما تعرف و لا أؤمن بالله و لا بالعدرا و البابا تبعك، فلا داعي لكليشة داعش و غيره. الثورة السورية مستمرة حتى النصر و دحر الأسد و داعش و حالش و ستنكس و تكنس أمثالك كما قال وليد غالب ذات مرة.

هاهاهاه ... والله ضحكتني يا رجل ... فأنت تلحق "سوريا بمصر" وكأن عبدالناصر هو الذي دشّن الحكم العسكري في سوريا! طبعاً، أنت لست مسؤولاً عن هذا "الكليشيه الإخونجي" الذي يعتمد على الجهل والتجهيل، ولكنك تساهم في نشره دون أن تتذكر بأن سوريا عرفت الانقلابات العسكرية عندما كان عبدالناصر ما زال عسكرياً في الجيش المصري. هل نسيت "انقلاب حسني الزعيم" و"سامي الحنّاوي" و"أديب الشيشكلي". بل هناك حادثة تروى بهذا الصدد، تجدها في كتاب "الأستاذ" "لزهير المارديني" (طبعة رياض الريّس) مفادها بأن " أديب الشيشكلي"، في انقلابه الثاني، وضع "رئيس وزراء سوريا "خالد العظم" ما غيره اللي عم تحكي عنّه، مع جميع أعضاء حكومته في السجن". يا بني يا حبيبي، الانقلابات في سوريا والحكم العسكري فيها أقدم بكثير من عهد جمال عبدالناصر. وفترة حكم عبدالناصر لسوريا لم تتعد السنوات الثلاث، وجاء من خلال رغبة سورية كبيرة بهذه الوحدة.
عبدالناصر في سوريا إذاً كان قبله انقلابيون، وبعده انقلابيون، بل أن سقوط "الجمهورية العربية المتحدة" جاء إثر انقلاب على "عبدالناصر" نفسه. يعني بالسوري: "طلاع من هالبواب، هالحجّه ما بتقلي عجّه". أما بالنسبة "لحافظ نعجه" فأنا لم أتحدّث عنه، وعندما يكبر عقلك - أو معرفتك - قليلاً سوف تفرّق بين "جمال عبدالناصر" وغيره.

نأتي "للثقافة المصرية" أيام عبدالناصر، هل خطر لك أن تحاول الاستفسار عن "مقررات المدارس المصرية ايام عبدالناصر"؟ هل خطر لك أن تعلم بأن الأساتذة المصريين كانوا محترمين ومنتدبين في جميع أرجاء الوطن العربي لأن لديهم العلم والمعرفة والحضارة؟ هل تعلم كم عدد المرّات التي استعارت فيها الجامعات العربية الأساتذة المصريين كي ينشروا العلم والحضارة في البلاد العربية الأخرى؟ هل تعلم مثلاً بأن كتاب "المدارس النحوية" "لشوقي ضيف" ليس إلا مجموعة محاضرات في الجامعة الأردنية بعدما استعانت هذه بمعارفه في اللغة والأدب العربي؟ هل تعلم شيئاً عن إسهامات "زكي نجيب محمود" وتلميذه "فؤاد زكريا" في عقول العرب نتيجة لنشاطهم في الدول العربية؟ وماذا عن "عبدالرحمن بدوي" واعتنائه بجميع العلوم الفلسفية وتجديد نشرها وإحيائها، بما في ذلك النصوص الكثيرة التي حققها للفلاسفة العرب؟
طبعاً، سوف نستثني "طه حسين والعقاد ومحفوظ وغيرهم من الكبار" ولكن ماذا مع "أمل دنقل" و"أنيس منصور" و"الدكتور لويس عوض" و و و إلخ.

قضية "الثقافة" هذه قضية معقدة، ولكن يُحسب "لعبدالناصر" أنه حاول تطويرها في جميع الميادين. فالمدارس المصرية الثانوية كان فيها فرقاً مسرحية تعرض "تشيخوف" و"برتولد بريخت" و"غوغول" ووو إلخ. وها أنت تأتي وتتصوّر، لأنك جاهل، بعقم الثقافة المصرية في ذلك الوقت لأن جهاز "صلاح نصر" كان نشطاً. بل انك لا تستح من أن تذمّ شعراء بحجم "الفاجومي والأبنودي" وتغدق عليهم "بعقد" ينسجها خيالك المريض.

بالنسبة لكونك "دعدوش صغير" فكلامي موجّه لأمثالك بالتأكيد قبل أن تضيعك خالتك وتلقاك من جديد. أما قضيّة "إلحادك" فمرّقها على غيرنا "بحياة غادة عويس عندك" ... فمنذ أن رأيتك في النادي منذ سنتين أو ثلاث، والطائفية تنخرك من رأسك حتى أخمص قدميك، ولا تستطيع أن تتجاوز مداخلة واحدة دون أن تنبّه إلى كوني مسيحي ثم تروح كي تسبّ العذراء وبابا الفاتيكان. أنت يا سندي مجرد "دعدوش" من جملة "الدعاديش" الذين "أكلوا الثورة السورية" حتى صارت اليوم هباء منثورا. دعدوش يتوهمّ أنه "ثائر ديمقراطي" والطائفية تفضحه ...
حلّ عنّا يا ...