ربما البعض يفترض في المُتلقي الإعاقة الذهنية التي تمنعه من التمييز ؛ وأنه وحده "الشاطر حسن".

الموضوع لا علاقة بداعش ولا حالش ولا جاحش ؛ ومن يُصر على خلاف ذلك فهو جاحش ابن جاحش ؛ الموضوع عـَقـَدي صرف ؛ مكانه منتديات وأقسام "الحوارات العقائدية " بين المذاهب والأديان ؛ يتناول مكانة الصحابة و الموقف منهم ؛ وبالتالي فهو موضوع يخص أتباع "أهل القبلة" حصرا ؛ كون الموقف من الصحابة سوف تترتب عنه أحكام شرعية ؛ لذلك لا معنى لإعجاب الـشوفيني المتعجرف الشرير بالمقال ؛ كون مشكلة الـشوفيني المتعجرف الشرير مع دين محمّد ليست هي منزلة الصحابة بل أصول الدين ذاته.

من الغريب أن يسأل الـشوفيني المتعجرف الشرير "ما علاقة المقالة التي نقلتها بالتي وضعها الحج رحمة؟ " من أنه من الواجب أن يسأل ما علاقة مقالة الحج رحمة بداعش ؟ فلا علاقة حاصلة أو مفترضة إلا كالقاسم المشترك بين "الكس" و "الكسكس" ( طعام شائع الإستعمال في الشمال الإفريقي )

وعودة للموضوع لنقول : إن أدبيات داعش والقاعدة لا تتطرق إطلاقا إلى "الصحابة" و "أهل البيت" ؛ فداعش وهي تمثل حالة انقاسم خلوي عن "القاعدة" ؛ تذكر أن مهمتها هي مقارعة "قوى الإستكبار العالمي وإنهاء تدخلها في العالم الإسلامي" ؛ نفس الخطاب الذي رفعته القاعدة ؛ فداعش لا تعيش "ثأرا تاريخيا" ستقتص به من "الحسين" و"زينب" و"آل البيت" ؛ بل - وبصرف النظر عن موقفنا الإيديولوجي والعقدي من داعش- هي صورة من صور مقاومة التدخل الأجنبي في البلدان الإسلامية منذ احتلال الإتحاد السوفياتي لأفغانستان وإلى اليوم ؛ لذلك ما علاقة "الموقف من الصحابة" بدااعش ؟ فلو كانت داعش تمثل حالة من "النصب" والعداء العقدي لآل البيت لكنا رأينا فصولا من الصراع الدموي بين "داعش" و"إيران" [ على افتراض - جدلا فحسب - أن إيران هي الممثل الرسمي للعترة الطاهرة ؛ وأن داعش هي الممثل الرسمي للنواصب ] ؛ وهذا لم يحدث أبدا ؛ بل وتحاشى حزب اللات والقاعدة ثم داعش أي صدام يمكن أن يتطور إلى صراع بين الطرفين ؛ بل العلاقة بين الحركات الجهادية السلفية والشيعة تسودها حالة من الهدنة طويلة الأمد ؛ عدا عن بعض حالات الإشتباك في بعض بؤر التوتر المرتبطة بالنزاع على النفوذ وليس بسبب "أحقاد" التاريخ كما هو الوضع إزاء المشروع الفارسي الإيراني وأدواتهفي (سوريا ولبنان ؛ أو بتحالف الشيعة مع أعداء القاعدة وداعش كما هو الوضع في العراق ( تحالف الشيعة مع أمريكا ) ؛ لأجل ذلك لم نلحظ أي اشتباك بين شيعة السعودية والقاعدة فالقاعدة في السعودية استهدفت آل سعود وليس الشيعة ؛ ولم نشهد اشتباكلات في اليمن بين الشيعة حوثيين أو زيود وبين القاعدة بل القاعدة تستهدف المصالح الأمريكية والجيش اليمني الذي تعتبره حليفا أمريكيا .

أهل السنة متسقون مع عقائدتهم - بل وحتى الدواعش - وليس لهم مشكلة لا مع التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل ؛ لا مع التاريخ ولا مع الجغرافيا ؛ فالتاريخ بالنسبة لأهل السنة هو كمرآة السيارة العاكسة ؛ يحتاجها السائق بين الفينة والأخرى لتصحيح أوضاع أو تفادي أوضاع اخرى ؛ بينما تركيزه منصب على "الأمام" وليس "الخلف" ؛ بخلاف طائفة معينة لا تزال تعيش في دهاليز التاريخ ؛ واتخذت من خراريف وأساطير معينة "أيديولوجيا" تعبئة تجيّش بها أبناء الطائفة في مشاريع معينة ؛ لذلك لن تجد سنيا - ولا حتى داعشيا - يحمل سيفه في شوارع بغداد يبحث عن "شيعي" يقتله لأنه أفشل مشروع "يزيد" ؛ أو أسقط "مشروع" شمر بن ذي الجوشن ؛ على خلاف الثيران الهائجة من أتباع طائفة معينة تكلست في مرحلة معينة وتشكل عندها عقدة وهوس الإنتقام التاريخي ؛ تعد حروبها مع أهل السنة والجماعة امتدادا لمعركة كربلاء ؛ وهذا سمعناه كم من مرة من "حسن نصر اللات" في خطاباته ؛ ومن "المالكي" الذي عدّ حروبه مع سنة العراق هي حروب آل البيت مع أتباع "يزيد" ؛ وأغلب "الشيعة" في العالم نظروا إلى ثورة السوريين على أنها ثورة "الأمويين" ضد أهل البيت ؛ لذلك كان الإستقطاب واضحا في العداء الشيعي لثورة الشعب السوري ؛ من حيث أنهم لا يرون في أهل السنة والجماعة إلا "أتباع يزيد" ؛ النواصب ؛ وهذا نلحظه في شعارات طائفية مع كل صاروخ يُقصف به السوريون من حزب اللات بعنوان "لن تسبى زينب مرتين" ؛ وإن كنا فهمنا حقيقة "السبي" الحقيقي في قرون سابقة ؛ فما معنى أن تسبى امرأة في قبرها وقد مات وشبعت موت وأصبحت عظاما نخرة ؟ اللهم إلا إذا كان "السبي" على سبيل المجاز والإستدعاء التارخي لأحداث معينة ؛ فنكون إزاء حالة متشابكة من العقد النفسية والأحقاد الجمعية التي توارثها أتباع طائفة معينة وارتبطت بالشعور الأقلوي المتراكم لسنين.
حتى الطاغية "المالكي" وهو يستنسخ في العراق أخاه النعجة "بشار الاسد" حين قصف نصف سكان العراق بالبراميل المتفجرة سموّه "مختار العصر" في استدعاء لثورة "المختار الثقفي" ضد الأمويين.
بل حتى القتل على الهوية عندهم يكون على أساس أسماء "تاريخية" معينة. ( أبوبكر - عمر - عثمان - عائشة - معاوية )
وهده الأزمات النفسية المتوارثة ترجمها صاحب الموضوع المنقول في محاولة الربط بين داعش وبين أحداث مضت عليها قرون ؛ رغم انعدام الصلة إلا كصلة 'الكس" بـ"الكسكس".

نقطة أخرى لمن يتساءل أهذا دين أم طين ؛ نقول لك بل دين و دينك هو الطين ؛ فالسني ولإثبات صحة عقائده ليس بحاجة إلى نقد "الأساطير المؤسسة" التي قام عليها دينك ؛ فإمكان السني أن يدافع عن دينه من دون الحاجة لنقد عقائد الشيعة ؛ ولو ألغينا كليا عقائدك الشيعية فسيبقى الإسلام موجودا ؛ لأن عقائد أهل السنة والجماعة هي الإسلام ؛ و أهل السنة والجماعة هم الإسلام ؛ وهم "أمّة" وليسوا "طائفة" ؛ بخلاف عقائد الشيعة فهي تعتاش على نقد التراث الإسلامي السني وعلى إشاعة عقيدة "المظلومية" ؛ ولو الغينا من عقائد الشيعة المتعلقات والسلوكات المرتبطة بـ"الإمامة" و"سبّ الصحابة" لانهار دين الشيعة وزال من الوجود ؛ لذلك عندما طرح المثقف الشيعي ابن الحوزة الشيعية "أحمد الكاتب" بعض الإفكار التجديدية التي تهدف إلى تقريب الشيعة إلى أهل السنة من خلال إحداث مراجعات تمس عقيدة "العصمة" و"الإمامة" و"سب الصحابة" عند الشيعة اتهموه بـ "هدم أسس المذهب" وبالزندقة.
فدينك يا رخمة هو دين "طفيلي" غير قادر كلياً على تخليق مبررات وجوده ذاتيا ، لذا يسلك سلوكاً تطفلياً على العقائد الأخرى تعمل كعائل يستحصل منها على ذرائع وجوده.
فهل هذا دين أم طين ؟

بالمناسبة عزيزي رخمة ////
كاتب مقالك المنقول هو "شيعي عراقي" وليس "سوداني" ؛ فتأكد من نقلك مستقبلا.
ولا تكن كحاطب الليل لا تدري على ماذا تقع ؟