اقتباس:هذان النصان ، يمثلان ما يعتقده العاقل عن نفسه . أي أنه ( متوحد ) . ومتوحد كما عرفها ابن باجة في كتابه ( تدبير المتوحد ) . هو ذلك الشخص الفاضل الذي وصل إلى الحد الذي يجعله مؤهلا لأن يعتبر من ضمن المدينة الفاضلة .

[إنّ انطلاق ابن باجة من إزاحة إشكالية المدينة الفاضلة ومحاولة التلفت رأسا إلى الموضع الذي يصيبه الفيلسوف في المدن غير الفاضلة، هو الأفق الذي تتكون داخله مسألة المتوحّد. فالمتوحّد هو ساكن المدن الغير الفاضلة. وهذا الضرب مِن السكن الاضطراري في مدنٍ لا فاضلة هو الذي يدفع إلى التفلسف. ليس التفلسف إذن صفة سعيدة لأهل المدينة الفاضلة، بل هو هذا الضرب من التدبير الذي يمتهنه رهطٌ مِن الناس يجدون مِن أنفسهم غربةً في الرأي يعسر معها دفع حيلة التوحّد. وإنه بذلك يُقدم ابن باجة على إقرارين على قدر عالٍ مِن الخطورة: الأول، أن الفيلسوف إنما يوجد أولاً في المدن الغير الفاضلة مثل (العشب النابت مِن تلقاء نفسه بين الزرع)؛ الثاني، (أنّ من خواصّ المدينة الكاملة أن لا يكون فيها نوابت).]فلسفة النوابت-فتحي المسكيني*.



+

مُتابعة:).





-------

*مابين الأقواس() لابن باجة-تدبير المتوحّد.