اقتباس:  مواطن عالمي   كتب/كتبت  
معك حق يا نسمة و لكنه شئ يقهر لدي رغبة ان أخرج الى الشارع و أصرخ.

كم زاود علينا هذا الحقير و الان...........................؟؟؟؟

لا يمكن فهم القذافي إلا نفسيا (ليس سياسيا) فالرجل كاد يقبـّل الأقدام من أجل" وحدة عربية" لكن في كل مرة ورغم ما قدمه من أموال الشعب الليبي (أموال كانت من الممكن أن تصنع من صحراء ليبيا جنة حقيقية) لكنه في كل مرة يصاب بالخيبة بعد أن يكتشف أنه كان يحرث في البحر. وفي بعض الأحيان ضحية مماطلة ونفاق.

ثم انتقل الرجل إلى افريقيا. لكن نفس الشيء فالجميع يستغلون عطاياه (والعديد من الدول الافريقية تحصلت على ما لا يصدق من عطايا من ليبيا) فقط من أجل أن تتحقق "وحدة افريقية". لكن نفس الشيء: كل يغني على هواه.

إذن فلا يجب أن نتعجب أن يقوم القذافي بإقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل (بل مع الشيطان نفسه) فهو كمن يقول: "لقد قمت بالمستحيل من أجل الآخرين ولم أتلق منهم إلا الخداع والكذب وحان الوقت لأرى مصلحتي ومصلحة الشعب الليبي".

شخصيا لا أدافع على القذافي ولا أحبه من أصله. لكني أعذره في هذا: أغلب الدول العربية تقيم علاقات كاملة أو شبه كاملة، علنية أو سرية مع إسرائيل. وإسرائيل تخذم مصالح هذه البلدان سوى كان سياسيا أو اقتصاديا، فلماذا يجب أن يكون القذافي استثناءا؟ على الأقل هو تاريخه يشهد له أنه كان يوما تقدميا بل ثوريا وبرهن على ذلك ليس بالكلام فقط مثل بعضهم بل بالمال والرجال. وعندما أقيم الحصار على ليبيا لم يمد له أحد يد المعونة. بل ظهر على البعض علامات الشماتة والسخرية (لماذا لا يسلمهما ذلك المعتوه فيرفع الحصار عنه).

سياسيا كل الدول العربية ستنخرط في المستقبل مع التطبيع مع اسرائيل ولن يطول الزمن لنرى سفارة حقيقية وممثلين ديبلوماسيين بل وأيضا مركز ثقافي عبري في كل دولة عربية (وأنا لا أمزح).

الشعوب فقط ستبقى معارضة لكن حتى الشعوب ستلتحق بعد جيل أو جيلين على الأكثر. ذلك ما يشهد به التاريخ قبل أن يكون رأيي الشخصي. عندما تكون هناك شعوب غبية جاهلة مثل الشعوب العربية (على الأقل في نسبة كبيرة منها بما في ذلك المتعلمين فيها - وعلى أساس أن المتعلم حتى الجامعي ليس بالضروري إنسان مثقف) فيكفي قليل من القمع وقليل من الوقت لتتشكل مواقف تلك الشعوب على أهواء القائمين عليها.