عندما تختار الفتاة الزواج من شاب غير لبناني الا تعلم بانه عراقي او سوري مثلا وعلى الاولاد ان يحملو جنسية والدهم؟
انا شخصيا ضد ان يتبع الاطفال جنسية والدتهم
كيف يكون طفل والده غير لبناني وهو لبناني؟او غير سوري ووالده سوري
كيف نحافظ على المواطنة والوطنية ؟
اذا لتلغى الحدود والتسميات وكل الخصوصيات المتعلقة بكل بلد
من تلك اللواتي قمن بهذه الحملة يشبهن هؤلاء النساء في هذا المقال؟

هبّت المذيعة، وعلا صوتها، وتشنجت جوارحها، وصرخت بوجه الضيف الذكر الوحيد في تلك السهرة التلفزيونية التي خصصت للدفاع عن حقوق المرأة اللبنانية، وقالت: "كيف عم بتقول انو المرأة اللبنانية آخدة حقها؟ المرأة اللبنانية معترة، مأكول حقها".

وبدأت الضيفات المتستّتات وراء الطاولات بأكل هذا الرجل المسكين وبتفتيته قطعة قطعة، وعلت الاصوات الناعمة للدفاع عن حقوق المرأة اللبنانية، وجاء الدفاع على شكل "كورس"، اي "كلنا سوى". وتداخلت الاصوات ببعضها البعض وتضاربت الاحرف، وعجق السير، وشنت النساء الضيفات بمعاونة القوة الحليفة، اي المذيعة، هجوما عشوائيا، على الرجل الذي تجرأ وقال: "يا عمي والله المرأة ببلادنا آخذة حقها". سكت المسكين وراحت تسأل الضيفات، واحدة تلو الأخرى، رأيهن.

فبدأت الضيفة الاولى بالإدلاء برأيها، بعدما زارت، وقبل قدومها الى الاستوديو، أربعة صالونات تزيين للشعر، وثلاثة صالونات للماكياج، وآخر "لنتف الحواجب والتاتو"، وبعدما تشنشلت بالجواهر فتشنشل زوجها بالديون، وبعدما تعرضت لغارة من عمليات التجميل وارتدت تايورا قد يسد جوع 3 في المئة من اطفال النيجر... بدأت بالكلام، وفتحت شفتيها الغليظتين بعدما اثقلهما السيليكون وقالت: "معترة المرا اللبنانية، مش واصلتها حقوقها. يا جماعة، المرأة هي نصف المجتمع اللبناني. وينها؟ ليش مهمشة؟" تحمست الضيفة الثانية، واخذت على عاتقها اكمال الحديث: "مظبوط... اذا بدها تسافر وتاخد معها ses enfants بدها permission من جوزها. معقول؟".

واخبرت هذه السيدة عن معاناة المرأة اللبنانية في قضية السفر وعبّرت عن رأيها بثلاث لغات، فبدأت بأنها زارت ثلاثة ارباع الكرة الارضية للسياحة مع شلة من صديقاتها المحرومات. اعاد الضيف تدخله بعدما ارتدى الدرع المصفح وقال: "يا عمي شو عم تحكوا؟ كل السياحة اللي عم بتصير هالايام هي شلة نسوان بزوروا جزر اليونان للسباحة، وايطاليا وباريس للتسوق بينما ازواجهن يعملون في لبنان، تحت اشعة الشمس الحارقة او في المكاتب لتوفير حق التيكيت". هجوم آخر شنته الضيفات المكبوتات... فسكت الرجل، وانتهت السهرة وكانت الخلاصة:

"المرأة اللبنانية معذبة ولازمها رياحة".

المشكلة ليست في المرأة اللبنانية. المشكلة هناك في جرود بلادنا حيث لا حقوق للانسان: المرأة والرجل والطفل والمسنّ. ماذا تعرف هذه الضيفة التي تعيش معززة في الـDown Town عن حرمان المرأة في القرى حيث لا مدارس ولا كهرباء؟
كم اكره ان تتسلى حفنة من النساء التافهات لتمضية وقت فراغهن بقضايا كبيرة على امتداد الوطن
انا اعرف تماما نوعية نساء الجمعيات وخاصة اللواتي يطالبن بحقوق المرأة