منقول ...



هل نحن بصدد الملكية الثانية؟، لا نظن أن فى السؤال شبهة تزيّد، فمصر الآن إلى و احد من مصيرين، إما أن تنجح حركات المعارضة الجذرية فى إنهاء سلمى لحكم الرئيس مبارك وعائلته، وهذه هى الطريقة الوحيدة عدا نجدة الأقدار للتقدم إلى الجمهورية الثانية، والبديل: أن تنتهى مصر إلى أسوأ كوابيسها، وأن يظل مبارك فى وضع اغتصاب الرئاسة الذى انتهت إليه إجراءات 7 سبتمبر، وهى الإجرآءات المفصلة على الباترون وعلى مقاس رجل واحد هو الرئيس مبارك وابنه من بعده، وقد كان ما جرى هو الخطوة الأخيرة لتتويج التحول الملكى عند قمة الرئاسة المصرية، فقد جرى من زمن تحول ظاهر بشفط الثروة فاقتناص السلطة من حكم الحزب الواحد بين قوسين إلى حكم العآئلة الواحدة بفتح الأقواس، وتشكل مع التحول العائلى وبالعين الحارسة للسيدة الأولى نوع من الرئاسة المزدوجة، رئاسة اسمية للرئيس الأب، ورئاسة فعلية للرئيس الابن جمال مبارك، ثم كانت إدارة الرئيس الابن لحملة الرئيس الأب مثالا رمزيا لاستحقاقات أتى أوانها، وبدا أن من حق الابن أن يطلب المقابل من الرئيس الأب، ولا يبدو الرئيس الأب هذه المرة مترددا أو متعللا بمخاوف ملتبسة، بل يبدو ربما مستعدا لدفع سيناريو التوريث الرئاسى إلى آخره وعلى عينك يا تاجر، يبدو مستعدا للاندفاع على جناح السرعة إلى الملكية الثانية بعد ملكية محمد على وذريته، صحيح أن التحول الملكى هذه المرة يجرى من وراء القناع الجمهوري، لكن الطبيعة الملكية لما يجرى ربما أوضح من أن تتخفى بالأقنعة، فالرئيس هذه المرة يجلس على كرسى الولاية الخامسة بنسبة تصويت وبنسبة تأييد فعلى أدنى إلى حافة الصفر، واغتصاب الرئاسة هذه المرة أقرب إلى جلوس ملكى بالقسر والغلبة الأمنية وبالعضلات لا بالأصوات، والقصة كلها أقرب إلى قرار اتخذه الرئيس بتعيين نفسه رئيسا، والمهمة هذه المرة واضحة وإن كانت مفزعة، المهمة: تهيئة الظروف لانتقال رئاسى ملكى فى جوهره من الأب إلى الابن، وقد تتطلب مذبحة مماليك ربما مختلفة فى المغزى عن مذبحة محمد على المشهورة، فالرئيس على ما يبدو ينوى ذبح مماليكه هذه المرة، ذبح مماليكه فى الصحافة بجرة قلم، وربما ينتهى الدور إلى مماليك السياسة، والهدف: إزاحة فيزيائية تخلق فراغا يملأه مماليك الرئيس الابن، فقد جاءت مواعيد تسديد الفواتير وغلق الدفاتر، جاءت مواعيد ذهاب كمال الشاذلى وفتحى سرور وصفوت الشريف وهلم جرا، ودنت مواعيد صعود رشيد محمد رشيد ومحمد كمال وأحمد عز إلى آخر قائمة مماليك جمال مبارك، وقد تجرى القصة تحت عناوين رذيلة من نوع إحلال الإصلاحيين محل المحافظين، أو وضع الحرس الجديد مكان الحرس القديم، وكلها تعبيرات فى غير محل، ومن اختراع دكاترة السلطان الذين ورثوا وظيفة فقهاء السلطان، تماما كما يرث جمال مبارك حكم أبيه بقرار ملكى يكتب على ورق جمهوري، فقد كان سيناريو التمديد فالتوريث خطرا واردا قبل شهور وسنوات، وانتهى الآن بعد تساقط الأقنعة إلى وضع الخطر المحقق، الرئيس قرر مد رئاسته بانتخابات هى استفتاء مقنع غاب عنه أغلب الجمهور، وربما يميل الرئيس بعواطف ملكية سامية لاختصار ولايته الخامسة للتعجيل بتوريث الكرسى للابن على حياة عينالأب، قد يبدو الكابوس مرعبا، لكننا نعيشه الآن، وقد يصبح جمال مبارك حاكما بالختم الرسمى فى خطفة عين، اللهم إلا إذا جرت المقادير بما تشتهى الأنفس، اللهم إلا إذا حفظ الرب أو صحا الشعب قبل أن تتم الجريمة.

-- إشارات--
- وقف برنامج خانة اليك للإعلامية المعروفة إيمان جمعة أول انجاز إصلاحي! للرئيس الابن جمال مبارك!.
- حملة الضغط والتخويف فى الكواليس لن تصل لهدفها المرسوم فى وقف انتقاد بيت الرئاسة، فالسجن ربما الموت أحب إلينا من هوان العيش فى مملكة العائلة إياها.
- بيان الذين طالبوا الرئيس مبارك بعدم قبول استقالة وزير الثقافة وثيقة عار للوزير الذى طلبه وللموقعين باستثناء حفنة محترمين من سكان حظيرته، فبقاء الوزير بعد تراجيديا الجحيم فى قصر ثقافة بنى يوسف جريمة سياسية، وبيان المؤيدين جريمة ضمير.
- وبالمناسبة: أين مصطفى علوى رئيس هيئة قصور الثقافة والمسئول المباشر عن جريمة بنى سويف؟، أم أن السؤال فى غير محل لأن الأخ علوى صاحب محل فى مجلس سياسات الأخ جمال مبارك؟.
- ..وسؤال ثان: هل أتت ملايين عماد الدين أديب من مصروف جيبه على طريقة الأخ جمال مبارك؟، أم أنها موهبة جيب وجد بالمصادفة عند نهاية مواسير الصرف النفطي .