مظاهرة ضد مبارك على قرع الطبول!

القاهرة 27-9-2005

قرع الطبول من الابتكارات الجديدة لحركة كفاية

على نغمات المزمار البلدي وقرع الطبول نظمت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) المعارضة مظاهرة مساء الثلاثاء 27-9-2005 في وسط القاهرة احتجاجًا على استمرار الرئيس حسني مبارك في الحكم، بعد ساعات قليلة من بدء ولايته الرئاسية الخامسة.

وضمت المظاهرة نحو ألفي شخص، وهو ما جعلها واحدة من أكبر مظاهرات الحركة منذ تأسيسها في منتصف العام 2004 على أيدي نخبة من المثقفين والمفكرين والصحفيين.

وشارك في المظاهرة أعضاء بالحركة من مختلف محافظات مصر بجانب ممثلين لحركات شعبية معارضة أخرى تطالب بالتغيير السياسي منها "أدباء وفنانون من أجل التغيير"، و"شباب من أجل التغيير"، و"شايفينكم" بجانب أعضاء بعض الأحزاب والنقابات.

واستمرت المظاهرة لنحو ساعتين دون أن تشهد أي شكل من أشكال التواجد الأمني باستثناء شرطة المرور، مما يشكل سابقة لم تشهدها سلسلة مظاهرات المعارضة التي توالت منذ مطلع العام الجاري وتعرض معظمها لأشكال مختلفة من التضييق الأمني.

كما غاب أنصار الحزب الوطني الحاكم الذين اعتادوا التواجد بمظاهرات كفاية للتشويش عليها.

موسيقى وبالونات

لافتة كبيرة ترفعها إحدى المشاركات في المظاهرة

ولأول مرة أيضًا، تشهد مظاهرة للحركة ترديدًا للهتافات على قرع الطبول ونغمات المزمار البلدي التي تناوب على استخدامها شباب "كفاية"، فيما حملت فتيات الحركة بالونات صفراء عليها شعار الحركة، مما أعطى للمظاهرة طابعًا يقترب من شكل المظاهرات التي تتم في الدول الغربية، خاصة مع ظهور لافتات كتب عليها بالإنجليزية: "حكم مبارك باطل".

وبجانب الهتافات التي تركزت على معارضة استمرار الرئيس مبارك في الحكم واحتمال توريث الحكم لنجله جمال، حمل متظاهرون لافتات عليها شعارات تنتقد بقوة النظام وتطالب برحيله من بينها: "فليرحل علي بابا والأربعين ألف حرامي" و"الإضراب.. مشروع.. مشروع ضد الفقر.. وضد الجوع".

واختار ممثلو الحركة في محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة رفع شعار واحد يقول "باسم 9 مليون عاطل، حكمك يا.. مبارك.. باطل".

وشارك في المظاهرة عدد من أهالي ضحايا حريق اندلع يوم 5-9-2005 في مسرح تابع لوزارة الثقافة بمدينة بني سويف (جنوب القاهرة) وأسفر عن مقتل 46 شخصًا، كما أثار غضب الأوساط الثقافية المصرية ومنظمات المجتمع المدني.

وحملت ابنة أحد الضحايا لافتة موجهة للنظام كتب عليها: "كم محرقة تكفي لرحيلكم؟".

وقامت بعض الشابات بتوزيع ملصقات "كفاية" على أصحاب المحال التجارية الشهيرة بوسط العاصمة، بينما كانت المظاهرة تخترق شوارع وسط القاهرة، مما أدى إلى إصابة حركة المرور في المنطقة بالشلل الكامل.

واختتمت المظاهرة بترديد المشاركين عدة مرات لقسم يقول نصه: "أقسم بالله العظيم ألا نورث أو نستعبد بعد اليوم، وأن نحافظ على استقرار القرار الوطني وثوابت الأمة، وأن نظل مدافعين عن الحرية والكرامة الوطنية وعدم الركوع أمام الولايات المتحدة، وعدم التطبيع مع الصهاينة، والله على ما نقول شهيد".

وجاء ذلك ردًّا من الحركة على اليمين الدستورية التي أداها الرئيس مبارك صباح الثلاثاء 27-9-2005 في البرلمان ليصبح رئيسًا للبلاد لفترة جديدة تمتد حتى عام 2011، عقب إعلان فوزه بأول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر نافسه خلالها 9 مرشحين حزبيين أغلبهم ينتمون لأحزاب صغيرة.

واعتبرت قوى المعارضة أن الضوابط والقيود التي اقترنت بالترشح لهذه الانتخابات جعلتها بمثابة "استفتاء مقنع".

"مستمرون"

ممثلو قوى شعبية مختلفة شاركوا في مظاهرة اليوم

من جانبه، قال أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسي "كفاية" لـ"إسلام أون لاين.نت": "مظاهرة اليوم جاءت لتؤكد احتجاج الحركة على تنصيب مبارك لفترة رئاسية خامسة، ولنعلن بكل قوة أننا مستمرون في نضالنا من أجل تحقيق الديمقراطية الحقيقية وإعادة الاعتبار للإنسان المصري".

وحول إصرار الحركة على اختراق شوارع القاهرة في المظاهرات الأخيرة مما يتسبب في حالة اختناق مروري، قال شعبان: "حق التظاهر والاعتصام السلمي والتعبير عن الرأي مكتسب وطبيعي، خصوصًا أننا محاربون في كل منابر الإعلام الرسمي وليس لدينا خيار آخر".

اقرأ أيضًا:

*

مظاهرات "كفاية" لتجريس أباطرة الفساد