في حديث تلفزيوني كرّر فيه تمسّكه بالنظام الديموقراطي التعددي

جنبلاط: لا إمكان للتعايش مع حكم لحود



ما وصف بيوم التهدئة واحتواء التصعيد الكلامي امس، ربما كانت سِمته تلطيف النبرات واللهجات الكلامية، ولكنه لم يشهد واقعا اي تراجع في المواقف السياسية ولو أطلقت دعوات الى “مد الجسور والايدي”.

وأبلغ دليل على ذلك جاء في الحديث التلفزيوني المسهب الذي أدلى به رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط مساء امس الى تلفزيون “المؤسسة اللبنانية للارسال” عبر برنامج “كلام الناس” للزميل مرسيل غانم.

في هذا الحديث أعاد جنبلاط صوغ موقفه المعارض للتمديد ومفاعيله ونتائجه من كل جوانبه وحيثياته قاطعا بموقف جازم “بعد كل الكلام الذي قلته أيا تكن الظروف في مسيرة الحكم الجديدة... ولن أشارك في الحكومة”.

ولكن موقف جنبلاط اكتسب أهمية خاصة في تطرقه الى مسألة “التخوين” والتشكيك بعروبته التي ألصقها به بعض الاتهامات التي سيقت ضده في الايام الاخيرة. وهنا كشف جنبلاط انه تلقى اول من امس وأمس اتصالين من الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وأن رئيس الحكومة رفيق الحريري زاره صباح امس وان اتصالات أخرى أجريت به “وكأنني مقبل على مانيفستو ضد سوريا”. وكشف انه كان يزمع الرد على الذين وجهوا اليه اتهامات بالتخوين بأربع نقاط، ولكنه بعد اتصالي نصرالله وزيارة الحريري ألغى النقطة الاولى، ثم رد بنقاط ثلاث أخرى مفادها “أولا: ليعذرني المواطن المسيحي في الجبل، وأنا لم أكن مسرورا بحرب الجبل ولكنني أتصور انني فتحت طريق دمشق الى بيروت. ثانيا حركت موضوع المعروفيين الاحرار الدروز في فلسطين ضد الصهيونية. وثالثا في أوج هزيمة 1982 ذهبت الى حافظ الاسد في دمشق”. ومضى قائلا: “اذا كانت الاتهامات صحيحة واذا استمرت فهذا يعني ان الامن السوري اما على علم مدى 27 عاما أو على غير علم وأكون قد غششت سوريا وانا جاهز لأطلع الى الشام ولأشرح كل موقفي للرئيس بشار الاسد.واذا لم يكن لديه علم فهذا كلام عصابات.والا فلأحاكم في الشام”. وذكّر بأنه كان على تنسيق تام في كل حيثيات حرب الجبل مع دمشق.

وبالعودة الى موضوع الموقف من التمديد أعاد جنبلاط شرح موقفه و”لقاء البريستول” من الوضع القائم. وقال ان “مطبخ التمديد والذين نظّروا للتمديد أوصلوا سوريا ولبنان الى هذا المأزق... وانا أعطي حلا لتفادي مزيد من الضغط الخارجي ولئلا يقال في الخارج ان لبنان اصبح ملحقا بسوريا”. وحمل بعنف على فريق التمديد قائلا “ان الادارة الغبية (للتمديد) وضعتنا نحن وسوريا تحت المجهر وخرج القرار 1559 ولا بد من لمسات جدية لمواجهة المفاعيل الدولية ولا بد من خطوات الى الوراء لنحسّن شروطنا”. واذ كرر دعوته الى وقف “التدخلات السورية الجزئية في كل شيء”، شدد على آلية تنقية للعلاقات اللبنانية – السورية. وشرح أسباب معارضته للتمديد بدءا من رفضه انتخاب العماد اميل لحود عام 1998 والخلاف على كل الممارسات. كما شكك بقضية كشف الشبكتين الارهابيتين قائلا انه لا يصدقها. وحمل على قائد الحرس الجمهوري وعلى “الكليك الحاكم”.

وكرر انه مستعد لزيارة دمشق لوضع حد للتشكيك بعروبته على أيدي “العسس والعصابات هنا. وليس عيبا ان أذهب الى دمشق من أجل هذا الهدف”. وسخر من “نظرية ان التمديد يحمي من التوطين”. وشدد مرات عدة على تمسكه بالنظام الديموقراطي التعددي مؤكدا ان تلازم المسارين مع سوريا لا يشمل “النظام الذي يجب ان يحافظ فيه كل على نظامه”.