لا شك أنه كان للنظام السوري "مصلحة"، بمقتل "عاطر الذكر" إيلي حبيقة.

يقول تقرير اللجنة التحقيق التي شكلها الكنيست الإسرائيلي، لتحديد مسؤولية شارون، وكان يومها وزير الدفاع، في مجزرة صبرا وشاتيلا، في جملة ما تقول، إن شارون كان "مسؤولا" عنها لكونه كان "عارفا بما سيحصل، وسمح به". ويضيف التقرير إن كتيبة القوات اللبنانية التي "نفذت" تلك المجزرة، كانت بقيادة ايلي حبيقة. ( وقبل أن يتهمني أحد بـ"العمالة" للصهيونية و الامبريالية.. الخ :) ، برجوعي إلى هذا التقرير أقول إن "المكتبة" العربية تخلو من تقرير "عربي"، للجنة تحقيق "عربية"، لعدة أسباب، وأهمها حرص الحكام والمسؤولين على "خنق الحقائق" في مهدها، كي لا تكشف عن الجرائم التي ارتكبوها بحق شعوبهم).

و"كافأ" حافظ الأسد ايلي حبيقة عن مواقفه "القومية" تلك ، ونضاله من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية(؟)، فجعله وزيرا في الحكومة اللبنانية التي تشكلت بعد أن وضعت الحرب أوزارها.

هذا "التناقض"، بين أقوال الأسد وأفعاله، نتج عنه، يومها،إشكالية "أخلاقية" في وجدان البعثي "النمطي"، وتسبب بـ"حرج" دائم لنظام الحكم "العقائدي" ، فاستبعد حبيقة من التشكيلة الوزارية التالية، ثم "أهمله". لم يعد من الزوار "المزمنين" للقصر الجمهوري في دمشق.. ولا لدارة واليها على لبنان.

وبمقتله تنفس عقل البعثي، المبرمج على مثل هذا التنفيس، وارتاحت القيادة من "العبء"، الذي كانه ايلي حبيقة، على صدرها.

أما إذا كانت المخابرات السورية مشتركة مع الإسرائيلية في قتله؟.. فالجواب هو "نعم" إن كانت هناك مصالح "مشتركة" بينهما.
.
.

والله أعلم!
.
.
:)
.
.